الصومال اليوم

فهد ياسين.. متهم فار تلاحقه جرائم جسيمه وضغط شعبي لمحاكمته

تنظيم أهل السنة: فهد ياسين ينتمي لحركة متطرفة ويخطط للانقلاب

والدة إكرام تهليل: فرماجو وفهد ياسين مسئولان عن اختفاء وقتل ابنتي وأناشد الرئيس والشعب تحقيق العدالة لها

الصومال اليوم / تقرير – خاص

أكد تنظيم أهل السنة والجماعة في الصومال أن رئيس جهاز المخابرات السابق فهد ياسين ينتمي لجماعة إرهابية ويخطط للانقلاب على أجهزة الأمن في البلاد، وهو ما ظهر جليا في حواره الأخير التي سعى من خلالها لشق الصف وإثارة التمرد داخل جهاز المخابرات، وأكد إعلان الحرب على النظام الجديد، وهو النظام الذي يواجه حاليا ضغطا شعبيا واسعا لإعادة فهد ياسين وإحالته للمحاكمة.
وعلق الشيخ عبد الرزاق محمد علي الأشعري، أحد أبرز قادة تنظيم أهل السنة والجماعة على افتخار فهد ياسين، في مقابلة تلفزيونية بانتمائه إلى حركة الاتحاد الإسلامي المتطرفة، وأشار إلى أن حركة الاتحاد الإسلامي في ذاكرة الصوماليين لما ارتكبته من اعتداءات داخل الصومال وخارجه.
وأضاف” أن حركة الاتحاد لمّا تعرضت للهزيمة والفشل، قرر قادتها تغيير اسم الحركة إلى جماعة الاعتصام لتضليل الشعب الصومالي مرة أخرى.
وكان فهد ياسين أعلن في أول لقاء صحفي له، من تركيا التي فر إليها رفقة زميله النائب السابق عبدالرحمن حسين كلميي، بعد خسارة فرماجو الانتخابات الرئاسية منتصف مايو/أيار الماضي، أعلن رسميا العداء للنظام الصومالي الجديد والرئيس حسن شيخ محمود، وظهر محرّضا على قادة أجهزة الأمن والمخابرات.
وأعرب الأشعري في تصريح له عن دهشته من افتخار شخص كان يدير أهم الأجهزة الأمنية في البلاد بأنه كان عضوا وما زال في تلك الجماعة.
وذكر أن منتمين إلى جماعة الاعتصام محتجزون في السجون لصلتهم بأعمال إرهابية، وتساءل لماذا بقي أولئك في السجون طالما يفتخر أعضاء قادوا الأجهزة الأمنية في البلاد بانتمائهم إلى تلك الجماعة.

حاكم الظل يتفاخر بالتطرف:

فهد ياسين، الذي كان خلال خمس سنوات أصعب اسم في معادلة السياسة الصومالية وحاكم الظل في إدارة الرئيس السابق محمد عبدالله فرماجو، وسُمي برجل قطر وذلك نظرا لولائة المطلق للدوحة وكون قطر هي من نصبته رئيسا لجهاز المخابرات بعد ان كان مراسلا صحفيا لقناة الجزيرة، ظهر مؤخرا شاهرا عدائه للرئيس الصومالي الجديد ونظامه، وتقمص دور المعارض من الخارج، وظهر متفاخرا بانتمائه لحركة متطرفة وذات صلة بأعمال إرهابية.
وهي الحركة التي قال عن قادتها الشيخ عبد الرزاق الأشعري “إن من يصفون أنفسهم بأنهم من علماء الدين مسؤولون عن إقناع عناصر حركة الشباب بإعلان الجهاد على الشعب الصومالي وكل من لا ينتمي إلى فكرهم.
وأوضح أن تصريحات فهد ياسين تدل على محاولة للانقلاب على أجهزة الأمن الوطنية وبعث رسالة إلى شباب جماعة الاعتصام مفادها أن ياسين ما زال متمسكا بفكر الجماعة، وأن دخوله إلى السياسة لم يغيره، وعلى محاولته أيضا تبرئة نفسه من الأحداث التي هزت البلاد، وكذلك التعرف على المخلصين في ولائهم للجماعة ومن كانوا معها لمصالحهم الخاصة.

اغتيال تهيل ومحاكمة فرماجو وياسين:

من جانبها ردت والدة الضابطة المختفية في جهاز المخابرات إكرام التهليل على تصريحات فهد ياسين وتكراره تحميل حركة الشباب مسئولية مقتلها، وقالت قالي محمد إن الرئيس السابق محمد عبدالله فرماجو وفهد ياسين مسئولين عن اختفاء وقتل ابنتها إكرام، وكل الدلائل تؤكد وقوف فهد ياسين وراء اغتيالها وأنه العقل المدبر لذلك، ووقوف جهاز المخابرات وراء تصفيتها لما تحمله من أسرار عن جرائم وانتهاكات يتم ارتكابها داخل الجهاز.
وأكدت قالي أن فارماجو دعم الرجال الذين قتلوا ابنتها، وناشدت الشعب الصومالي والزعماء الدينيين وشيوخ القبائل وكبار السن التقليديين في الصومال وجميع من يمكنهم الوقوف إلى جانبها، ودعم تحقيق العدالة في قضية ابنتها وتقديم الجناة للمحاكمة.
ورفضت قالي محمد اتهامات ومزاعم فهد ياسين بأن ابنتها قُتلت على يد حركة الشباب، وقالت “إن قضية إكرام لن تمر مرور الكرام من قبل فهد وزملائه، وخاصة ياسين فاري وكولان جيس”.
وقالت ان فهد ياسين وعدها بعد 18 يوما من اختفاء ابنتها بتقديم معلومات كاملة عن مكان وجودها لكنه رفض الرد عليها بعد ذلك.
وناشدت الرئيس حسن شيخ محمود فتح قضية إكرام التهليل على الفور في محاكم البلاد.

رعب الملاحقة:

وفي مقابلته شن فهد ياسين هجوما لاذعا على رئيس جهاز المخابرات الجديد مهد صلاد، وحذر ضباط الجهاز من التعاون معه، وتعمد الإساءة لمهد صلاد إلى درجة مقارنته بـ إرهابيي حركة الشباب، في مسعى لشق الصف وإثارة الخلاف والتمرد داخل الجهاز.
ومؤخرا أكدت مصادر مطلعة أن المدير الجديد للمخابرات مهد صلاد وبعد أيام من تسلمه منصبه فتح ملفات حساسة جدا قد تقود فهد ياسين إلى المحاكمة والإدانة مثل اختفاء موظفة جهاز الاستخبارات إكرام تهليل فارح، وإرسال الجنود إلى إريتريا واغتيالات سياسية وقعت في فترة قيادته للمخابرات، ولم تستبعد المصادر وقوف ذلك وراء الهجوم الذي شنه ياسين على صلاد.
وأكد مراقبون سياسيون ان مقابلة فهد ياسين الأخيرة، تدل بأنها بمثابة إعلان بعدم العودة إلى البلاد خوفا من القضاء الذي ربما سيلاحقه في ملفات تورط فيها خلال قيادته للمخابرات، حيث حاول ياسين خلال المقابلة تطهير نفسه من الاتهامات التي تلاحقه، وظهر مرتبكا وغاضبا، وأكد مراقبون سياسيون أن فهد ياسين حاول صرف انتباه الجمهور عن جرائمة وسجله الأسود الذي يلاحقه منذ فترة ترؤسه لوكالة المخابرات.
وعلى الرغم من فراره إلى تركيا إلا ان مراقبين توقعوا فراره منها إلى دولة أخرى خوفا من تسليم تركيا له لمقديشو، خاصة أن تركيا ترتبط باتفاقيات أمنية واسعة مع الصومال.
وجدد مراقبون تأكيدهم بعدم عودة ياسين إلى البلاد بسبب التهم الخطيرة التي تلاحقه، وما اقترف من ظلم وإساءة استخدام للسلطة خلال فترة النظام السابق، حيث تُلاحقه تهم خطيرة، فبالاضافة إلى اتهام فهد ياسين بإساءة استخدام السلطة، فإنه متورط أيضا باختفاء موظفة جهاز المخابرات، وملفات حساسة أخرى مثل تقييد حرية الصحافة وتهديد المعارضة بالسلاح أثناء فترة عمله كمدير للمخابرات الصومالية في الفترة من أغسطس/آب 2018 إلى سبتمبر/أيلول 2021، وكذلك قضايا اغتيالات سياسية وتفجيرات إرهابية.

Exit mobile version