لماذا أرسلت القاهرة رئيس الوزراء إلى حفل تنصيب الرئيس الصومالي؟
حرصت مصر على التواجد في حفل تنصيب الرئيس الصومالي العاشر المنتخب، حسن شيخ محمد، الذي جرى الخميس الماضي، بتمثيل رفيع المستوى ضم وفدًا على رأسه رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، والذي وصل الخميس إلى العاصمة الصومالية مقدشيو، نيابة عن الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، واستقبله نظيره الصومالي، محمد حسين روبلي، والسفير محمد الباز، سفير مصر بالصومال.
ووصف بيان صحفي صادر عن مجلس الوزراء المصري المشاركة المصرية بأنها رفيعة المستوى في مراسم التنصيب، وأنها تأتي تأكيداً على العلاقات التاريخية التي تربط البلدين، منذ استقلال الصومال عام 1960.
وأكدت مصر، دعمها للصومال في تخطي التحديات وتحقيق تطلعات شعبه.
وقال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، في كلمة ألقاها خلال حفل تنصيب الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ محمود، الخميس بحضور قادة ورؤساء وفود من دول عربية وغربية، قال إن “العلاقات المصرية الصومالية تاريخية واستراتيجية عبر التاريخ”.
ونقل مدبولي تهاني الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لنظيره الصومالي ولبلاده.
مضيفا “تؤكد مصر دعمها للصومال في تخطي التحديات وتحقيق تطلعات الشعب الصومالي”. مشيرا إلى تطلعات بلاده لتعزيز التعاون بين البلدين في كافة المجالات.
رسالة الرئيس المصري:
ونقل البيان الصادر عن مجلس الوزراء المصري تأكيد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عزم مصر مواصلة تقديم كل الدعم الممكن للصومال الشقيق، من أجل بناء وترسيخ مؤسسات الدولة، كما نقل رئيس الوزراء رسالة لتأكيد على موقف مصر الراسخ في تقديم كل صور الدعم والمساندة للصومال وشعبه، أثناء لقاءه الرئيس الصومالي الجديد.
وبحسب موقع هيئة الاستعلامات المصرية فإن العلاقات المصرية الصومالية يجمعها الكثير من المصالح المشتركة والأمن المتبادل، وتشمل جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعيةـ خاصة التعليمية والصحية والثقافية، والمجال العسكري، بالإضافة إلى المواقف التاريخية السياسية والعسكرية في الأزمات الإقليمية والدولية.
علاقات ودعم عسكري وأمني:
ويستعرض موقع الهيئة أيضًا الدور العسكري المصري في الصومال، ومساهمة مصر في بناء المؤسسات الأمنية الصومالية ضمن خطة مصرية طويلة الأمد لتدريب الشرطة والجيش وتوفير ما تحتاجهما من أجهزة وعتاد.
ويشترك الجانب الصومالي في الدورات التدريبية التي تنظمها مصر بصفة دورية في مجال الشرطة في إطار الاستراتيجية المصرية لدعم المؤسسات الأمنية الصومالية، وفي يوليو 2016 قدمت مصر تجهيزات كاملة لمجموعة من القوات الخاصة الصومالية وأجهزة كمبيوتر، وفي نفس العام استقبل الفريق محمود حجازي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية في ذلك الوقت، اللواء محمد آدم أحمد، قائد الجيش الصومالي، لتقديم مساعدات عسكرية مصرية للجيش الصومالي، شملت سيارات مصفحة وأجهزة مكتبية.
يقول الدكتور سيد رشاد، الأستاذ الجامعي بكلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة، إن مصر دائمة الحضور إفريقيا، وإن دلالة حضور رئيس الوزراء حفل تنصيب اليوم تتمثل في الحفاظ على المواقف شبه الموحدة بين مصر والصومال في القضايا الإفريقية أو القضايا العربية، بالإضافة إلى المواقف الدولية.
وقال في تصريحات لموقع «سفن إي نيوز» إن مصر ساندت الصومال في تحررها عام 1960 ولا تزال تساعد الصومال على مواجهة الإرهاب، لافتًا إلى العلاقات متعددة الروافد بين البلدين في أكثر من مجال.
الصومال أكثر دول الشرق الإفريقي دعما للقاهرة:
وأشار إلى المواقف المشتركة للصومال حيث تعتبر أكثر دول الشرق الإفريقي دعمًا للقاهرة، وأيدت مصر في كثير من المواقف أبرزها دعم وجهة نظر مصر في القضايا الفلسطينية في مجلس الأمن وما يتعلق بالصوت الصومالي في الأمم المتحدة.
دعم الصومال لموقف مصر في أزمة سد النهضة:
ونوه إلى موقف الصومال القوي بالنسبة لمصر في قضية سد النهضة وقضايا المياه كما أن مواقف الصومال في هذه الأزمة كانت مؤيدة لموقف مصر.
وأشار إلى الترابط بين البلدين وحجم التمثيل الصومالي والجالية الصومالية الكبير جدًا في مصر، حيث يعملون ويدرسون في جامعات الأزهر والقاهرة وجامعات أخرى حكومية.
ولفت إلى المواقف التي أخذتها مصر في الاتحاد الإفريقي أثناء رئاستها له في 2020 بتعديل الهيكل وآليات عمل الاتحاد الإفريقي ومواقف الصومال الداعمة لذلك، فضلًا عن دعم مصر برفض انضمام إسرائيل إلى الاتحاد الإفريقي كمراقب.
ترسيخ العلاقات مع الصومال:
وأكد أن مصر حريصة على محاربة القرصنة والإرهاب وأن تنعم الصومال بالأمن والسلم، لتحقيق التنمية المستدامة الشاملة في إفريقيا، ولديها عزم لترسيخ تلك العلاقات.
وأوضح أن الحضور المصري في إفريقيا له أكثر من شكل عبر مساعدات عسكرية، صحية، سياسية، دبلوماسية، تعليمية، لتوحيد المواقف في دول القارة نجو المصالح الإفريقية، وتقوية فكرة الصوت الواحد لدول القارة السمراء.