تشهد العاصمة الصومالية مقديشو حاليا استعدادات وترتيبات مكثفة وسط تشديدات أمنية مشددة، واغلاق طرقات ومظاخل ومخارج العاصمة استعدادا لتنصيب الرئيس الجديد حسن شيخ محمود، المقرر غدًا الخميس، بمشاركة عربية ودولية واسعة، حيث تستقبل الصومال منذ ايام وفود عربية ودولية للمشاركة في المناسبة.
وكان حسن شيخ محمود انتخب رئيساً جديداً للصومال في 15 مايو/أيار الماضي، بعد انتخابات صوت فيها نواب البلاد فقط.
وفي إطار استعدادات مقديشو لتنصيب الرئيس الجديد، أعلن رئيس الوزراء الصومالي محمد حسين روبلي، تشديد الإجراءات الأمنية وفرض إغلاق عام على العاصمة.
وقال روبلي، في تسجيل مصور: “أطلب بكل احترام من سكان مقديشو التحلي بالصبر مع إغلاق طرق العاصمة، وتعطيل حركة المرور والحركة العامة من العاشرة مساء اليوم وحتى الخامسة من مساء الخميس ، وفقًا للتوقيت المحلي، مع وصول القادة والمندوبين الدوليين إلى البلاد لحضور الحفل”.
ووجه المسؤول الصومالي، تعليماته إلى الشرطة المحلية، مطالبًا إياها بإعداد سيارات الإسعاف، لنقل الأشخاص إلى المرافق الطبية للحالات الطارئة في ظل الإغلاق الشامل.
ومن المقرر تنظيم حفل التنصيب في قاعدة القوات الجوية الصومالية داخل مطار مقديشو بحضور دولي وعربي، فيما وصلت وفود من جيبوتي، وإثيوبيا، وكينيا جنوب السودان وجامعة الدول العربية للمشاركة.
ومن المرتقب وصول باقي الوفود العربية بالإضافة إلى حضور رؤساء البعثات الدبلوماسية الغربية في مقديشو.
ويواجه الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ محمود تحديات جمة؛ أبرزها محاربة التمرد الدامي في بلاده، وهو ما أشار إليه في تصريحات بثت له مؤخرًا، قائلا إن استتباب الأمن يعتمد على المصالحة مع قادة صوماليين آخرين.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن أذن في مايو/أيار الماضي، بعودة مئات الجنود الأمريكيين للمساعدة في تدريب وتجهيز ودعم قوات النخبة العسكرية المعروفة باسم (دنب) التي تقاتل حركة الشباب الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي.
وقتلت حركة الشباب عشرات الآلاف من الصوماليين في تفجيرات بمقديشو وأماكن أخرى خلال سعيها للإطاحة بالحكومة، كما تسببت في مقتل مدنيين في دول مجاورة في هجمات شملت مركزا تجاريا وفندقا وجامعة وعددا من المطاعم، بحسب وكالة “رويترز”.
ومن بين التحديات –كذلك- حالة الطوارئ الإنسانية المتفاقمة التي أجبرت ما يربو على 6 ملايين صومالي على الاعتماد على المعونات الغذائية.
إلا أن تصريحات جيمس سوان، كبير مسؤولي الأمم المتحدة في الصومال والتي رحب فيها بتعيين محمود بوصفه “سياسيا بارزا يمكنه التعامل مع حالة الطوارئ التي نجمت عن أسوأ موجة جفاف منذ 40 عاما”، أثلجت قلوب الصوماليين الذين يعلقون آمالا كبيرة على الرجل الجديد.
ومنذ فوز محمود في 15 مايو/أيار الماضي، تبث حسابات حكومية على مواقع التواصل الاجتماعي صورا للرئيس الجديد وهو يرحب بخصومه السياسيين السابقين ويلتقي مبتهجا مع قادة المناطق الصومالية الذين خاض العديد منهم اشتباكات مسلحة مع سلفه محمد عبد الله فرماجو.
ومن بين التحديات التي تواجه الرئيس الصومالي الجديد، إعادة الأمن إلى البلد الأفريقي، وتحييد خطر حركة الشباب الإرهابية، التي تشن هجمات بين الحين والآخر، والتي كان آخرها اجتياحها قاعدة لقوات حفظ السلام تابعة للاتحاد الأفريقي، الشهر الماضي.
وقال اللفتنانت جنرال ديوميدي نديجيا، قائد قوات الاتحاد الأفريقي في الصومال، إنه يأمل في أن تساعد القوات والإدارات المحلية في تأمين الطرق لقوات الاتحاد الأفريقي والقوات الصومالية لإحراز تقدم في المواجهة مع حركة الشباب.
بدوره، قال الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: “أولويتنا القصوى هي الأمن”، رغم أنه أشار إلى الأمور الملحة الأخرى، ومنها بناء المؤسسات ووضع قوانين الانتخابات وصلاحيات الحكومة.