الصومال اليوم

قبائل الصومال تنتفض ضد استفزازات فرماجو وتطالب بطرده

أحد كبار وجهاء مقديشو يدعو للتظاهر ضد حملة فرماجو ويؤكد: لن نسمح بأن يكون هناك رئيسان

الصومال اليوم – تقرير خاص

يشهد الشارع الصومالي تصاعد لافت في الاحتجاجات الغاضبة جراء ماوصفها مراقبون بـ”مؤامرة النظام السابق” ممثلة بفرماجو ومجموته على الرئيس المنتخب حسن شيخ محمود وحكومته، ومساعي لإغراق البلد في الفوضى والانفلات، تزامنا مع الحملة التي يقودها انصار الرئيس السابق محمد عبدالله فرماجو تحت غطاء جمع تبرعات لبناء منزل، والتي وصفها اقتصاديون ومراقبون سياسيون بـ”حملة غسيل الأموال”، ومحاولة إضفاء الشرعية على الأموال المنهوبة”.
ورد الناشطون الصوماليون ورواد شبكات التواصل الاجتماعي على استمرار حملة جمع التبرعات بتدشين حملة نقد لاذعة واسعة ضد فرماجو ومجموعته، وإعادة سرد وفضح ممارساته وفساده وانتهاكاته طوال فترة حكمة التي استمرت خمس سنوات شهد الصومال خلالها انهيار غير مسبوق في نظام الحكم والانفلات الأمني واتساع رقعة سيطرة الجماعات الارهابية والانتهاكات والقمع ضد الشعب ورموز المعارضة، فضلا عن الفساد والنهب المنظم للمال العام”.

انتفاضة شعبية غاضبة:

ودخل على خط الحملة الرافضة لممارسسات انصار فرماجو، قادة المجتمع وشيوخ العشائر ووجهاء القبائل في العاصمة مقديشو الذين أعلنوا رفضهم القاطع لما وصفوها بـ”ممارسات واستفزازات فرماجو ومجموعته”، ودعوا للنزول إلى الشوارع بمظاهرات ضد تلك الممارسات الاستفزازية والمؤامرات التي يحيكها فرماجو ومجموعته لجر البلاد إلى مربع الفوضى والعنف”.
ودعا محي الدين درباوين، أحد كبار وجهاء مقديشو، دعا أهالي منطقة بنادير للخروج للتظاهر ضد الحملة المستمرة لبناء منزل للرئيس السابق محمد عبد الله فرماجو.
وأكد محي الدين أن فرماجو ومجموعته كانوا يعيثون فسادا ونهبا طوال فترة تواجدهم في السلطة والان يحاولون افشال الحكومة الجديدة، لكننا لن نتسامح مع فرماجو الذي يعمى شعب مقديشو”.
وقال درباوين “ان فرماجو مازال يتصرف وكأنه رئيس للبلد، وسكان مقديشو لا يمكن أن يكون لهم رئيسان”.
وطالب بطرد كل من يسعى لجر البلاد نحو الفوضى وفي مقدمتهم فرماجو وأنصاره.

فساد سابق ونهب جديد:

وفي السياق واصل أنصار فرماجو حملة جمع تبرعات له تحت عنوان “شكرا يا رئيس” وبغطاء بناء منزل فخم في مقديشو يليق بالرئيس السابق، مكافأة له على ماوصفوه بـ “حكمه الرشيد”، وأكد مدير الإعلام السابق في القصر الرئاسي عبدالرشيد محمد حاشي “دُقا” إن فرماجو وافق شخصيا على هذه الحملة والتي أكد ناشطون أنها حملة نهب جديد لأموال البسطاء وتغطية على الفساد السابق”.
وواجهت الحملة ردود أفعال غاضبة وناقدة بسبب ما يحيطها من شبهات حول بواعثها الرئيسية، وتساءل ناشطون عن الميزة الأساسية التي اختص بها “فرماجو” عن غيره من الرؤساء السابقين حتى استحق هذه الجائزة العظيمة التي تصوّره على أنه “حبيب الملايين” حسبما يروق لمواليه وأنصاره المحيطين به حتى الآن”.
وأكدوا ان ما يحدث هو محاولة لطمس حقائق ووقائع فساد حدثت في ظل حكم فرماجو الممتد لـ 5 سنوات، والذي شهد أحداث فساد كبيرة، كشفته تقارير دولية ومحلية رسمية، خاصة فيما يتعلّق بالأموال القطرية التي كانت تُستخدم لانتهاك الدستور الصومالي وفق تعبير الدبلوماسي الأمريكي ستيفن سكوارتز السفير الأمريكي السابق لدى الصومال الّذي قال في تغريدة له في أبريل الماضي: “ إن فهد ياسين ودولة قطر التي تموله قد حولا جهاز المخابرات الوطني الصومالي إلى أداة من الأدوات الأساسية لانتهاك الرئيس فرماجو للدستور الصومالي، وتدمير النظام الديمقراطي في البلاد القائم على التداول السلمي للسلطة، مما أدّى إلى تدهور أوضاع حقوق الإنسان في البلاد، وتراجع هيبة الدولة، وتخفيف الضغوط عن حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة وتزايد عزلة نظام فرماجو”.

فساد فاضح:

من جانبه كشف الضابط الأمني السابق عبدالله نصري وأحد ضحايا الفساد المالي والإداري لنظام فرماجو، كشف عن أحد جوانب انتهاكات وفساد فرماجو وأكد أن جهاز المخابرات في عهد فرماجو دفع له شخصيا أموالا طائلة ليس لها أي وصف أو مسمى قانوني، غير كونها أموالا مخصصة لقمع المعارضين وعرقلة الانتخابات الرئاسية في ولاية جوبالاند عام 2019م، ومن أجل المساهمة في اعتقال أحمد مذوبي رئيس الولاية”، مضيفا “أن هذه الأموال كانت تتوافر نقدا في مكاتب ومقار إقامة قادة النظام السابق، خوفا عليها من المراقبة والمتابعة المالية الدولية!.
وأكد خبراء اقتصاديون “أن عدم تقديم نظام فرماجو خلال سنوات حكمة الماضية قوائم البيانات المالية لميزانية الدولة لمن أهم ما يثير الشبهة حول وقائع فساد كبيرة، وهو ما أكده المراجع العام، الذي أصدر أكثر من مرة تقارير بمخالفات مالية اُرتُكبت خلال عهد فرماجو، وهذا ما يعزّز تصريحات المراقبون بأن الهدف الحقيقي من حملة التبرعات هو محاولة للتستر على جرائم فساد وقعت في عهد فرماجو”.
وسخر ناشطون من مزاعم أنصار فرماجو الذين يروجون بأنه نزيه من المال العام، وأنه غادر القصر الرئاسي صفر اليدين دون أن يدّخر دولارا واحدا، ورد الناشطون على ذلك بأن فرماجو هو الرئيس الوحيد الذي ضاعف راتبه فور توليه السلطة في 2017م، من 8 آلاف دولار إلى 60 ألف دولار شهريا”.
من جانبهم قال محللون سياسيون “إن فرماجو يسعى من وراء هذه الحملة لتحويل التركيز من قضية التهرب الضريبي الجارية ضده في الولايات المتحدة”، فيما قال أخرون أنه يستخدم هذه الحملة لتجنب التدقيق العام في الأموال الضخمة التي جمعها خلال الفترة الانتقالية حيث أفاد المدقق العام أن إدارته لم تجر تدقيقا لأكثر من عامين”.

Exit mobile version