أعلن السيد حسن علي خيري في 12/سبتمبر-أيلول/2020م ترشحه لمنصب رئاسة الجمهورية عبر منشور نشره على صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي.
وجاء إعلان ترشح حسن علي خيري بعد 49 يوما من سحب الثقة عنه في 25/يوليو-تموز/2020م، على خلفية صراع سياسي بينه وبين الرئاسة والبرلمان حول نوع الانتخابات التي ستشهدها الصومال في الموسم الانتخابي القادم.
وعلى الرغم من إشارة حسن علي خيري إلى مخالفة طريقة سحب الثقة عنه للدستور والتشريعات الأخرى في البلاد إلاّ أنه أعلن استقالته عن منصبه كرئيس للوزراء تغليبا للمصلحة العامة للبلاد.
ومنذ أن أعلن حسن علي خيري استقالته عن منصب رئيس الوزراء وترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة كان يجري لقاءات واجتماعات مع مختلف شرائح المجتمع، ووصفت هذه الاجتماعات بأنها محاولة لحشد تأييد شعبي وسياسي محلي لحملته الانتخابية.
وفي 4/أكتوبر-تشرين الأول/2020م، قام السيد حسن علي خيري بأول زيارة له خارجية منذ سحب الثقة عنه، وكانت وجهته حينئذ جمهورية جيبوتي الشقيقة.
ومن المصادفات أن زيارته لجيبوتي تزامنت مع زيارة الرئيس فرماجو لمدينة أسمرا عاصمة إرتيريا، مما كان له صدى واسع في الأوساط السياسية والإعلامية لما بين البلدين (إرتيريا وجيبوتي) من قطيعة دبلوماسية بسبب نزاع حدودي بينهما.
إن اختيار حسن علي خيري جيبوتي وجهته الأولي في زياراته المتعاقبة على دول المنطقة لها دلالات سياسية واجتماعية قد تساهم في رفع رصيده نحو السعي للرئاسة الصومالية، إذ إن جيبوتي تمثل لقطاع عريض من الشعب الصومالي الدولة الوحيدة في المنطقة المهتمة بنهوض الصومال وقيامها، وذلك لاهتمامها المتزايد والمتواصل لتحقيق مصالحة صومالية إذ عقد في أراضيها عدد من مؤتمرات المصالحة الصومالية خلال فترة غياب الحكومة الصومالية.
ومن هنا أراد السيد حسن علي خيري إلى تحقيق غايتين أحدهما: كسب تعاطف الشعب الصومالي والإظهار له بأنه يقدّر الدّور الجيبوتي في الصومال الّذي اعتراه بعض التهميش في السنوات الأخيرة، وحلّ محلّها إرتيريا وإثيوبيا، فمحاولة منه لإزالة هذا الاعتقاد بدأ زيارته بجيبوتي.
والغاية الثانية من زيارته لجيبوتي تكمن في رغبته الحصول على دعم جيبوتي لمشروعه الانتخابي لكونها دولة ذات احتكاك مع القضايا الصومالية، ولتكون حليفه الاستراتيجي من دول المنطقة المؤثرة في الانتخابات الصومالية.
وبعد وصوله إلى جيبوتي أجرى لقاءات هناك، كان أبرزه لقاؤه مع السيد إسماعيل عمر غيللي رئيس جمهورية جيبوتي الشقيقة.
وفي 9/أكتوبر- تشرين الثاني/2020م، وصل حسن علي خيري إلى مدينة نيروبي عاصمة كينيا والتي يعتبرها البعض بأنها ميدان للمعارضة السياسية الصومالية، إذ تزامن وصوله إليها في وقت يتواجد فيها بعض رموز المعارضة السياسية مثل عبدالكريم حسين جوليد زعيم حزب سهن، وعبدالرحمن عبدالشكور زعيم حزب ودجر، ومعلم محمود زعيم تنظيم أهل السنة والجماعة وغيرهم من أقطاب المعارضة الصومالية.
وسيواصل حسن علي خيري في نيروبي الحشد السياسي لمشروعه الانتخابي، ومن الممكن أن تثمر جهوده وتحركاته السياسية الحالية، غير أن رفض معلم محمود زعيم تنظيم أهل السنة والجماعة اللقاء مع حسن علي يمثل صدمة سياسية قد تؤثر سلبا على تحقيق حلمه السياسي نحو القصر الرئاسي.
وكانت وسائل إعلام محلية تناقلت بأن معلم محمود رفض اللقاء مع حسن علي خيري لدوره في إنهاء دور تنظيم أهل السنة والجماعة في إدارة غلمذغ وحمل قادتها على حياة المنفى والاغتراب.
ونشر معلم آنذاك في صفحته على الفيس بوك منشورا يقول فيه ما معناه: “أن كلّ من يسيء استخدام السلطة ويجعلها وسيلة لإضرار الآخرين سيصل يوما إلى مرحلة ضعف يحتاج فيها إلى المساعدة وحينها لن يجد من يساعده”، في إشارة منه إلى حسن علي خيري الّذي فقد منصبه كرئيس للوزراء.
إن السجل السياسي لحسن علي خيري حافل بالإنجازات والإخفاقات، إلاّ أن تحقيقه لنجاح سياسي في المستقبل القريب يتوقّف على مدى استثماره لإنجازاته السياسية السابقة إلى جانب قدرته على إيجاد تبريرات مستساغة ومقنعة لإخفاقاته، وإلاّ فإن فرصه لتحقيق فوز في الانتخابات الرئاسية القادمة ضئيلة جدّا إن لم تكن شبه مستحيلة!