بعد أن عمل حدادًا منذ أن كان مراهقًا، اضطر عبد الحميد علي أخيرًا إلى إغلاق ورشته في مدينة حُدر جنوب الصومال، حيث أدى الجفاف الشديد إلى توقف الآلاف من المواطنين عن العمل.
وقد وصف السيد عبدالحميد معاناته قائلًا أنه يستطيع القول بأنه أصبح متسولًا. وأضاف: “صرت أطلب المال من أقاربي وأصدقائي وكل من اعتقد أنه يمتلك المال، اعتدت في السابق على العمل وأن آكل من صنع يدي، لكن ذلك لم يعد ممكنًا”.
وقد كان عبدالحميد يدير شؤون أسرته بشكل معقول قبل الجفاف، في حين يعيشون الآن على وجبة واحدة فقط في اليوم ودخل لا يتجاوز دولارين في الأسبوع.
في حين كان يكسب من خلال ممارسة حرفته ما بين 10 إلى 15 دولار في الأسبوع. بينما لم يعد قادرًا على شراء المستلزمات الضرورية في منزله.
فبين ارتفاع الأسعار وأزمة الجفاف التي أهلكت جيوب المواطنين، يعاني السكان المقيمين في مدينة حُدر من الحصار الذي تفرضه حركة الشباب، حيث تمنع دخول أي سلع إلى المدينة.
الحرفيين الأشد تضررًا من الأزمة:
ويتواجد في مدينة حودر 300 شخص يعملون في مهنة الحدادة، حيث يصنعون العديد من الأدوات اليدوية التي يستخدمها المزارعون والأشخاص الذين يعيشون في المناطق الريفية على وجه الخصوص، مثل المعاول والمجارف وغيرها من الأدوات.
في حين فر المئات من المزارعين والرعاة من محافظة باكول إلى مخيمات النازحين داخليًا في بيدوا، على أمل الحصول على بعض المساعدة.
وبدوره، قال محمد عبد الرحمن، رئيس هيئة الشؤون الاجتماعية في مدينة حُدر، إنه من المهم استمرار دعم الحدادين، إذ تعد منتجاتهم مطلوبة بشدة في البلاد، وخاصة في القطاع الزراعي.
وقال محمد عبدالرحمن: “تعاني المنطقة كلها من أزمة الجفاف، ولا يعد هذا التحدي حكرًا على الحدادين فقط، بل الحمالين والكهربائيين أيضًا. ولا توجد لدينا الموارد الكافية لدعم هؤلاء الأشخاص، لكننا نلتمس من الحكومة الفيدرالية والمنظمات الإغاثية مساعدتنا على توفير سبل عيش آمنة بالنسبة لهم”.
القرن اليومية + وكالات