الصومال اليوم

مقديشو تعيد لأبو ظبي أموال نهبها نظام فرماجو عام 2018 والشيخ محمد بن زايد يعيدها هدية من الإمارات لحكومة وشعب الصومال

الإمارات وأولاد زايد.. صفحة بيضاء وكرم ضارب في جذور التاريخ

الصومال اليوم – خاص

ليس غريبا على دولة كالإمارات ورئيس كصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الضارب صيته في جذور التاريخ بالكرم والجود والحكمة والدهاء، ورد الاساءة بالعفو والسلام، ونبل الاخلاق وسمو المكانة، كعهد أولاد زايد الذي يعرفه القاصي والداني، ليس غريبا أن يوجه رئيس دولة الإمارات بإعادة الأموال المنهوبة في الصومال كهدية للحكومة الصومالية وشعب الصومال.
ما حدث اليوم لم يفاجئ الجميع بل عهد عرفه الجميع عن أولاد زايد، حيث كان كرم الإمارات وجود أولاد زايد حاضرا اليوم كالعادة، فجاء الرد على قرار الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ محمود برد الأموال الإماراتية التي صادرها النظام الصومالي السابق ممثلا بالرئيس السابق محمد عبدالله فرماجو ورئيس حكومته حينها حسن علي خيري الذين انتهكا الأعراف الدبلوماسية وسلخا الجسد العربي الواحد، وجه رئيس الامارات الشيخ محمد بن زايد اليوم بإعادتها كهدية للحكومة الصومالية وشعب الصومال الشقيق.
في خطوة مثلت صفعة للنظام السابق ودرس إماراتي قاسي لفرماجو ورئيس حكومته حسن علي خيري في الاخلاق والرقي الدبلوماسي والجود والكرم الإماراتي العريق، لقد تلقى فرماجو اليوم الصفعة لينكس رأسه ويدفنه بالتراب أمام الحكمة الإماراتية وكرم أولاد زايد، بعد احتجازه ومصادرته أموال قدمتها أبو ظبي العام 2018 لدعم الصومال ومساعدات انسانية لشعبه، ولكن يده “فرماجو” الطائشة نهبتها في المطار، وهو ما اعتذرت عنه حكومة روبلي مطلع العام الجاري ووجهت بإعادتها إلى الامارات.
اليوم وبتوجيه من الرئيس الصومالي المنتخب حسن شيخ محمود سلمت الحكومة الصومالية الأموال المنهوبة إلى السفير الاماراتي لدى مقديشو محمد عثمان الحمادي، وقدرها، 9.6 مليون دولار، ولكن الرئيس الاماراتي صاحب اليد البيضاء والمبادرات الكريمة وجه بإعادتها هدية من الإمارات للحكومة الصومالية والشعب الصومالي.
وأكدت مصادر مسئولة في الحكومة الصومالية لـ”الصومال اليوم” ان الحكومة الصومالية، سلمت اليوم الخميس، رسميا إلى دولة الإمارات، 9.6 مليون دولار، صادرها نظام الرئيس السابق محمد عبدالله فرماجو عام 2018، وكانت هذه الأموال مساعدات مالية قدمتها دولة الامارات لدعم الجيش الصومالي في أبريل/نيسان 2018.
وذكرت المصادر أن “سفير دولة الإمارات لدى الصومال محمد عثمان الحمادي تسلم تلك الأموال رسميا، بعد أمر صادر عن الرئيس الجديد للصومال تنفيذا لقرار رئيس الوزراء روبلي”.

إعتذار الصومال:

وفي يناير/كانون الثاني من العام الجاري، قدم رئيس الوزراء الصومالي محمد حسين روبلي اعتذارا رسميا لدولة الإمارات بشأن الحادثة وأمر بالإفراج عن تلك الأموال لكن الرئيس السابق محمد عبدالله فرماجو رفض ذلك القرار في انتهاك مستمر للأعراف الدبلوماسية.
إلى ذلك قال بيان صادر من مكتب رئيس الوزراء، اليوم الخميس “سلمت الحكومة الاتحادية رسميا أكثر من 9.6 مليون دولار لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهي الأموال الاماراتية التي تم مصادرتها في مطار مقديشو في 2018، ووجه رئيس الوزراء روبلي في يناير الماضي، بالإفراج عنها وإعادتها إلى الامارات وقدم اعتذاره على انتهاك فرماجو”.
وقال البيان إن “رئيس وزراء الصومال، محمد حسين روبلي، غادر اليوم متوجهاً إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لتقديم واجب العزاء في الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ونقل تحيات رئيس الجمهورية حسن شيخ محمود إلى رئيس دولة الإمارات”.

تفاصيل الحادثة:

في عام 2018، اقتحمت عناصر من القوات الصومالية طائرة إماراتية بعد هبوطها في مطار مقديشو، بقوة السلاح، وبأمر من الرئيس السابق فرماجو ورئيس وزرائه حينها حسن خيري، وصادرت أموالاً اماراتية بقيمة 9.6 مليون دولار أمريكي، في انتهاك وتهجم على الأعراف الدبلوماسية، رغم ان الأموال كانت عبارة عن مساعدات قدمتها ابو ظبي للشعب الصومالي، وهو الجرم الذي اعتذرعنه رئيس الوزراء الحالي محمد حسين روبلي مطلع العام الجاري وقدم اعتذارا رسميا للإمارات، على تلك الانتهاكات ووعد بإعادة الأموال المصادرة.
وهو الاعتذار الذي قابلته الإمارات بالترحيب، وهو ما جاء على لسان المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة أنور قرقاش.
وقال قرقاش في تغريدة له على “تويتر”: “تواصل الإمارات خطواتها نحو ترميم الجسور وإعادة التواصل مع مختلف الدول في سعيها لتعزيز الاستقرار الإقليمي ودفع عجلة الازدهار”.
مضيفا: “اعتذار رئيس الوزراء الصومالي يفتح صفحة جديدة، فلطالما كان دعم ومساندة الأشقاء في الصومال موقفا تاريخيا تجسد في أصعب الظروف ويبقى محل اهتمام ورعاية الإمارات”.
وتأتي هذه الخطوة بعد أيام من انتخاب حسن شيخ محمود رئيسا جديدا للصومال خلفا لمحمد عبدالله فرماجو، في استحقاق يأمل كثيرون أن يرمم سنوات من الفوضى والعلاقات المتدهورة التي تسبب بها النظام السابق.
وفي تهنئته للشيخ محمد بن زايد آل نهيان بمناسبة انتخابه رئيسا لدولة لإمارات، السبت الماضي، أعرب شيخ محمود عن “تطلعه لبناءً تعاون وثيق بين الصومال والإمارات بما يخدم مصالح البلدين”.
الجدير بالذكر ان للإمارات دورا بارزا وتاريخا طويلا ناصع البياض في دعم الصومال وشعبه وتقديم المساعدات المتواصلة دون توقف رغم الانتهاكات والاساءات التي كان يبدو عليها رئيس النظام السابق محمد عبدالله فرماجو ورئيس وزرائه حسن علي خيري.
ولم يتوقف الكرم الاماراتي على مساعدة الشعب الصومالي الشقيق رغم كل ما حدث واستمر الدعم وتقديم المساعدات تباعا، وكانت الامارات أول دولة تستجيب للاستغاثة التي اطلقها رئيس الوزراء الصومالي محمد حسين روبلي لإغاثة الشعب الصومالي المنكوب جراء الجفاف فأعلنت الامارات مطلع العام الجاري إقامة جسر جوي الى الصومال وقدمت أطنانا من المساعدات الغذائية.

Exit mobile version