الصومال اليوم

ماذا يعني إعادة نشر قوات أمريكية في الصومال؟

يبعث قرار الرئيس الامريكي جو بايدن بإعادة انتشار قوات أمريكية في الصومال، برسالة دعم واشنطن للرئيس الصومالي الجديد حسن شيح محمود الذي يتقلد مهاما مثقلة بتحديات الإرهاب.
وغداة استكمال الانتخابات الرئاسية في الصومال، وافق الرئيس الأمريكي جو بايدن على إعادة تموضع قوات بلاده في الصومال بطلب من وزارة الدفاع.
وبانتظار الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ محمود مهام كبيرة في المجال الأمني أبرزها محاربة الإرهاب وكسر شوكة حركة الشباب التي تعززت قوتها العسكرية والاقتصادية خلال الأعوام الماضية.
وفي أول رد فعل صومالي رسمي على قرار بايدن، رحب الرئيس الجديد حسن شيخ محمود بالخطوة في تغريدة نشرها حساب القصر الرئاسي عبر موقع تويتر.
وجاء في التغريدة أن “رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية حسن محمود يشكر الرئيس الأمريكي جو بايدن”، مضيفا أن “الولايات المتحدة لطالما كانت شريكًا موثوقًا به في سعينا لتحقيق الاستقرار ومحاربة الإرهاب، شراكة”.
وقرر الرئيس السابق دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من الصومال قبل انتهاء ولايته مطلع 2021، ودخل القرار التنفيذي حيز التنفيذ في 15 يناير/ كانون ثاني من العام نفسه.
ولم يكن دور القوات الأمريكية في الصومال قياديا أو قتاليا كما لن يكون بعد إعادة نشرها مجددا بحسب ما أكدته وزارة الدفاع الأمريكية، بل يقتصر على تقديم المشورة والدعم الوجيستي والاستخباراتي للقوات الصومالية.

رسالة دعم:

وتعليقا على أهمية ملف محاربة الإرهاب في جدول أعمال الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، يرى الخبير العسكري الصومالي العقيد أحمد عبدالله الشيخ أن “قرار إعادة نشر القوات الأمريكية خطوة جيدة نحو الاتجاه الصحيح وفي التوقيت، ويحمل رسائل هامة للرئيس الجديد حسن شيخ محمود”.
ويقول الخبير العسكري إن القرار الأمريكي يبعث رسالة حاسمة مفادها بأن واشنطن وقعت صك إعلان وقوفها إلى جانب الرئيس الجديد والشعب الصوماليين”.
ووفق الشيخ، فإن “الصومال كان بحاجة ماسة إلى إعادة نشر تلك القوات، ويأمل بأن تستمر جهود محاربة المشتركة بأعلى مستوى بين مقديشو وواشنطن عقب عودة النشاط الإرهابي إلى الواجهة بقوة”.
ويعتقد الخبير أن عودة الولايات المتحدة إلى الصومال تجبر حركة الشباب على إعادة حساباتها واللعب على وتر سياسة دفاعية بدلا من سياسة الهجوم التي تمارسها الآن.

تأهب :

وعزا الشيخ ما تقدم إلى أن القوات الأمريكية ستعمل على مراقبة تحركات مليشيات الشباب سواء على صعيد المسلحين أو القيادات، كما أنها ستُفشل أي محاولة للهجوم على مقرات حساسة مثل مطار مقديشو كما حدث أو تنفيذ هجمات دموية مثل الهجوم الأخير في بلدة عيل برف على القوات الأفريقية”.
وبالنسبة لحديث الخبير العسكري، سيدفع نشر القوات الأمريكية القوات الصومالية الخاصة إلى حالة تأهب قصوى في تنفيذ عمليات عسكرية تستهدف القيادات البارزة في صفوف الإرهاب، كما أن القوات الأمريكية ستعيد استخدام طائرات من دون طيار “درونز” التي ترعب قيادات حركة الشباب وتجبرهم على عدم إقامة تجمعات كبيرة بين المقاتلين لشن هجوم منظم.
أيضا تشكل عودة القوات الأمريكية، بحسب الشيخ، “حاجزا نفسيا بالنسبة للإرهابيين حيث ستضعهم في مأزق”.
وأشار إلى أن توقيت القرار يشي بوجود خلافات بين الولايات المتحدة والنظام السابق في الصومال، لافتا إلى أن أمام الحكومة الصومالية فرصة لا تعوض في محاربة وهزيمة الإرهاب، وحصلت بهذا القرار على أكبر حافز بهذا الصدد.

Exit mobile version