الانتخابات الرئاسيةالرئيسيةالصومال اليومالمجتمع الصومالي

فرماجو يثير جدلا واسعا في الصومال.. خطاب مثير للسخرية وتغني بإنجازات وهمية

سياسيون: فرماجو خسر المعركة لقد جعل الصومال بؤرة للمؤامرات وحاضنة للإرهاب ومعزول سياسيا.. يوم 15 مايو سيرحل الدكتاتور دون رجعه..

الصومال اليوم – تقرير خاص

أصبح الرئيس الصومالي المنتهية ولايته محمد عبدالله فرماجو مثار تندر وسخرية بين أوساط الشعب الصومالي بمختلف توجهاتهم، والذي يصفه مراقبون سياسيون وناشطون صوماليون بالرجل الكاذب والمخادع وصاحب الوعود الكاذبة، في اشارة إلى وعوده التي أطلقها قبل توليه رئاسة الجمهورية عام 2017 والتي أصبحت بعد فوزه سرابا بقيعة، ولم يتم تنفيذ أي منها، بل أصبح عدوا للصومال ولشعبه، وهي الكارثة التي يسعى لتكرارها وتجريبها مرة أخرى حاليا بإعلان ترشحه في الانتخابات الرئاسية وإطلاق برناجه الانتخابي الذي وصفه المراقبون بالدعاية الزائفة، والانتحار السياسي لرجل فشل في التجربة ويظن انه سيخدع الجميع مرة أخرى.

وأثار فرماجو جدلا واسعا بخطابه مساء أمس الذي أعلن فيه مشاركته في السباق الرئاسي وترشحه لولاية ثانية، مناشدا الشعب الصومالي الوقوف إلى جانبه.
وأكثر ما أثار السخرية في خطاب فرماجو قوله “أن إعلانه الترشح لولاية ثانية جاء استجابة لرغبة الشعب الصومالي، من أجل استكمال الإنجازات السياسية والأمنية التي حققها منذ انتخابه رئيساً للبلاد في 8 فبراير/شباط عام 2017”.
وتساءل سياسيون عن هذه الانجازات التي يتحدث عنها فرماجو؟ مؤكدين ان الصومال لم يشهد خلال فترة رئاسة فرماجو اي تقدم او انجاز يُذكر، بل بالعكس من ذلك تصاعد الانفلات الأمني، واتسعت رقعة انتشار حركة الشباب، حتى في العاصمة مقديشو، وزادت حدة الانتهاكات وقمع الحريات وملاحقة واعتقال المعارضين، وأصبح الجيش والأمن في عهد فرماجو، جيش عائلي، يستخدمه فرماجو لقمع المعارضة، وتحقيق المآرب والأغراض الشخصية لفرماجو فقط، وسياسيا أصبح الصومال في عهد فرماجو في عزلة سياسية عن محيطة والعالم، فقد ساهم فرماجو في عزل الصومال عن الحضن العربي، بعد أن جعل من الصومال بؤرة للمؤامرات وحاضنة للإرهاب السياسي تنفيذا لأوامر الدوحة ومخططات قطر.

انهيار الأطماع وفشل المؤامرة

وأشار السياسيون إلى بعض فساد وانتهاكات فرماجو خلال فترة حكمه وانتهاكه للدستور والقوانين وكيف عمد إلى استخدام سلطاته لخدمة مصالحه الشخصية وأهدافه السياسية تنفيذا لأطماع الدوحة، ومنها الاغتيالات السياسية لمعارضيه ومحاولته المستميتة للتمديد غير القانوني لولاية ثانية لولا وقوف الشعب الصومالي وعلى رأسه قيادات المعارضة التي تصدت لأطماع فرماجو وأفشلت كل مؤامراته بقوة، ومازال الصوماليون يتذكرون اغتيال الضابطة في المخابرات إكرام تهليل وما حدث للشباب الصوماليين الذين أرسلهم فرماجو إلى اريتيريا وما تعرضوا له من انتهاكات جسمية والزج بهم دون علم أهاليهم في حروب أهلية.

, فرماجو يثير جدلا واسعا في الصومال.. خطاب مثير للسخرية وتغني بإنجازات وهمية

وقال سياسيون :”فرماجو الذي انتهت ولايته في الثامن من فبراير 2021 الماضي، مكث في المكتب عاما وثلاثة أشهر إضافية بطريقة غير شرعية، وسعى منذ سنوات لتعزيز فوزه وإعادة انتخابه، في رسم انتخابات يرسمها هو وفريقه، إلا أن المعارضة أجهضت طمعه، وأجبرته على أن يصبح بعيدا عن الإشراف على الانتخابات”، مشيرين إلى ان المؤامرة ارتسمت بمشاركة حلفائه رؤساء ولايات جنوب الغرب وغلمدغ وهرشبيلي حيث تم هناك اختيار وفرض أكبر عدد من النواب من أجل التصويت له، إلا أن مخرجات إنتخابات رئاسة مجلسي الشيوخ والنواب أكدت عدم تماسك كتلة جنوب الغرب، واستعدادها للتغيير وكذلك بقية الولايات التي يعقد عليها فرماجو آماله”.

الدكتاتور المخادع

ووصفه بعض المعلقين على خطابه بأنه “رجل لا يخجل من الكذب”، متسائلين: متى طلب منه الناس الترشح مرة أخرى وأين حصل هذا؟”، وقالوا “إذا كان الناس يحبونه فلماذا كان يقمع الاحتجاجات في مقديشو، ولماذا أصم أذنيه على حداد والدة إكرام تهليل وأمهات الجنود الذين تم نقلهم إلى إريتريا والذين تم احتجازهم أحياء وموتى، انه فعلا مثير للسخرية”.


وقال آخرون “فرماجو لن يفوز ليس لأننا نكرهه لشخصه ولكن للإرث الذي تركه في السنوات الخمس الماضية، فلم يستفد من الفرص التي كانت أمامه والفرصة أن الشعب الصومالي كان لديه توقعات كبيرة وأمل في بداية توليه الحكم لكن بدلاً من ذلك صدمهم بأفعاله ووجه لهم الصدمات صدمة بعد أخرى”، مؤكدين أن العد التنازلي لنهاية فرماجو بدأ، ويوم 15 مايو، سيكون يوم طرد الدكتاتور فرماجو.

إقرار بالفشل وإعلان الهزيمة

فرماجو الذي ظهر في خطابه مرتبكا ومثيرا للشفقة استنجد بنواب البرلمان، ودعاهم للتصويت لصالحه ودعا الشعب لدعم حملته الانتخابية.
وأكد سياسيون ان فرماجو ظهر في الخطاب خائفا يترقب، في إشارة إلى شعوره المسبق بالفشل والخسارة في الانتخابات الرئاسية، ويقينه انه اصبح منبوذا وغير مقبول لدى الصوماليين بسبب ما شهدته فترة حكمه من وعود زائفه وانتهاكات وفساد، فضلا عن الفشل الذريع في إدارة الحكم.
وأعلنت لجنة الانتخابات، الخميس الماضي، جدولاً زمنياً للانتخابات الرئاسية ابتداءً من 8 مايو/أيار وحتى الـ15 من الشهر نفسه.
ويتوقع أن يستمع نواب البرلمان، الخميس المقبل، إلى برامج المرشحين الانتخابية تمهيداً لإجراء الاستحقاق الانتخابي الرئاسي المهم للبلاد الأحد القادم.
وتسلم فرماجو اليوم فعليا شهادة الترشح للرئاسة، إلى جانب تسجيل 31 مرشحا أخرا حتى الان، أعلنت لجنة تنظيم الانتخابات الرئاسية في مقر مجلس الشيوخ الصومالي، تسجيلهم خلال يومي الأحد والاثنين، على أن يغلق التسجيل غدا الثلاثاء.
ومن أبرز شروط الترشح للرئاسة، دفع رسوم الترشح التي تبلغ 40 ألف دولار، والحصول على توقيع 20 برلمانيا لكل مرشح، وتوقيع وثيقة التزام بإجراءات الانتخابات وتعهد بقبول النتيجة النهائية.
وحول الآلية الأمنية، أصدرت لجنة تنظيم الانتخابات الرئاسية وثيقة تتضمن 9 آليات حول الترتيبات الأمنية للانتخابات الرئاسية .
وتسمح الآلية للرئيس الحالي فرماجو أن يرافقه جندي واحد، ومسؤول مراسيم وكاتب.
كما تسمح للرئيسين السابقين شريف شيخ أحمد وحسن شيخ محمود (من بين المرشحين)، بمسؤول مراسم وكاتب، أما المرشحين الآخرين يسمح لهم فقط بمرافق كاتب.
وأكدت الآلية أن قوات حفظ السلام الأفريقية “أتميس” تتولى حصر مسؤولية حماية مقر الانتخابات التي ستجرى في قاعدة أفسيوني للقوات الجوية، الواقعة داخل معسكر حلني الدبلوماسي بمطار مقديشو الدولي.
وتنص الترتيبات الأمنية على حظر اقتراب أي قوة مسلحة من مقر الانتخابات وخصصت ثلاثة بوابات دخول تقوم “أتميس” بتأمينها.
ووضعت السلطات قائمة جميع الأسماء من النواب والمرشحين والنواب والصحفيين وضيوف الشرف الآخرين في البوابات الرئيسية.
ووفق الترتيبات الأمنية المعدة مسبقا، فإن كل شخص سيخضع لتفتيش أمني دقيق بمن فيهم المرشحين للانتخابات الرئاسية، ويحظر دخول جميع أنواع الأسلحة إلى مقر الانتخابات بما فيها المسدسات والسكاكين.
ومن الممنوعات أيضا دخول أي شيء إلكتروني مثل الهواتف والحواسب إلى قاعة الانتخابات، وكذلك المخدرات والنقود.
ويرى مراقبون أن الاقبال الكبير عامل حاسم في تحديد من يفوز بمنصب الرئيس، كما أن من ينجح في بناء تحالف داعم من المرشحين الأقل حظوظا، قد يحسم السباق الذي يشهد منافسة شرسة وغير مسبوقة هذا العام .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق