تنظم إثيوبيا، لأول مرة في تاريخها، مسابقة عالمية لحفظ القرآن الكريم أواخر مايو/أيار المقبل، بمشاركة متسابقين من 50 دولة.
وتنظم المسابقة التي تنطلق في 29 من مايو/أيار المقبل، جمعية زيد بن ثابت لتحفيظ القرآن الكريم وعلومه بأديس أبابا، بالاشتراك مع المجلس الإسلامي الإثيوبي وجهات حكومية ذات صلة، على رأسها الخارجية الإثيوبية التي تتولى أمر تسهيل وصول المشاركين للبلاد.
وقال نورالدين قاسم، الأمين العام لجمعية زيد بن ثابت لتحفيظ القرآن، إن الجمعية أكملت ترتيباتها للمسابقة التي تشهد مشاركة 50 دولة بمتسابق لكل دولة، بينها الإمارات والسعودية وتنزانيا، بجانب إثيوبيا المستضيفة، فضلا عن دول عربية وافريقية وإسلامية أخرى.
وأضاف أن المسابقة القرآنية تستمر 5 أيام، فيما يحضر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد حفل الختام.
وأوضح قاسم أن جمعية زيد بن ثابت تركز على التعليم الإسلامي من تحفيظ القرآن الكريم ونشر الوعي بالإسلام وعلومه، وتشجيع البحوث حول القرآن الكريم كمعجزة ربانية بجانب توزيع المصاحف، كما تخطط لإنشاء مطبعة خاصة بالمصحف الشريف؛ لتوفيره للطلاب وتزويد المساجد والخلاوي، حيث ما زال بعض الخلاوي يعتمد على اللوح في تدريس القرآن الكريم.
وتعد جمعية زيد بن ثابت لتحفيظ القرآن الكريم وعلومه بإثيوبيا، أحد أهم المراكز التربوية للتعليم الإسلامي في أديس أبابا، وقد بدأت نشاطها قبل عقد من الزمان، وإن كان قرار الاعتراف بها كمؤسسة رسمية من قبل الحكومة الإثيوبية قد صدر قبل 4 سنوات، حيث تم اعتمادها من وزارة السلام الإثيوبية التي تعنى بالمنظمات والهيئات الحكومية، وفق تصريحات الأمين العام للجمعية.
ولجمعية زيد بن ثابت لتحفيظ القرآن الكريم وعلومه، مركز تدريس يخرج سنويا نحو 50 دارسا بعد إكمال حفظ القرآن ودراسة العلوم الشرعية والثقافة الإسلامية وإجادة اللغتين العربية والإنجليزية، كما تنظم الجمعية دورات تدريبية وتأهيلية للشيوخ والأئمة والمعلمين الأكاديميين خاصة فيما يتعلق بطرق التدريس.
وأوضح قاسم أن مركز التدريس التابع للجمعية يشارك منذ 4 سنوات في مسابقة تحفيظ القرآن الكريم التي تنظمها تنزانيا، موضحا أن متسابق الجمعية هذا العام، الطالب عمر نورالدين، نال جائزة أصغر متسابق من بين 30 متسابقا.
وأكد قاسم أن خريجي المركز معترف بهم في داخل البلاد وخارجها، وتم قبول عدد منهم بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وفي جامعات تركيا، مشيرا إلى أن أحد طلاب المركز في تركيا شارك في مسابقة القرآن الكريم، وأحرز المركز الأول.
كما أن عددا من خريجي المركز يدرسون في الجامعات الإثيوبية بمختلف التخصصات العلمية من الاقتصاد والقانون وغيره.
وأوضح قاسم أن الجمعية تعتمد اعتمادا تاما في تمويلها على المجتمع الإثيوبي والمحسنين في البلاد، لافتا إلى أن التمويل يمثل أكبر التحديات لعمل الجمعية، لكن استدرك قائلا: التحديات كبيرة لكنها لم توقف عمل الجمعية منذ 10 سنوات ولم تحد من رؤيتها الشاملة التي ترتكز على القيام بدورها في تعليم القرآن الكريم وعلومه بإثيوبيا.
وأضاف أنهم يستهدفون ضمن خطتهم القصيرة قبول نحو 200 طالب بالدراسة الداخلية و100 طالب للدراسة من الخارج، خلال العام الجديد، كما يسعون لفتح كلية القرآن الكريم بإثيوبيا وترفيع المركز إلى معهد ديني.