لا يزال الفشل يحاصر ويطارد القوات الأمريكية الموجودة في أفريقيا، والمعروفة بـ«أفريكوم»، وذلك بعدما سيطرت ما تسمى حركة الشباب الإرهابية، على أجزاء من الصومال.
واعترف الأدميرال هيدى بيرج، رئيس شعبة الاستخبارات في القيادة الأمريكية لأفريقيا -ومقرها مدينة شتوتجارت الألمانية- الخميس 1 أكتوبر 2020، بتنامي الخطر الناتج عن أنشطة حركة الشباب في الصومال، وقال: إن هذه الحركة المحسوبة على تنظيم القاعدة باتت أكثر جرأة وشراسة في شن الهجمات عن ذي قبل.
وأضاف مسئول الاستخبارات العسكرية الأمريكي، في مقابلة مع دورية «ديفنس نيوز» المتخصصة في الشأن الدفاعي والاستخباري، أن شعبة الاستخبارات في القيادة الأفريقية للجيش الأمريكي تعكف الآن على إجراء إعادة تقييم لمخاطر تنظيم الشباب، استنادًا إلى معطيات قوة وأسلوب تنفيذ العمليات النوعية للتنظيم التي رصدتها استخبارات أفريكوم على مدار الشهرين الماضيين.
كما اعترف مسؤول شعبة استخبارات القيادة الأفريقية في الجيش الأمريكي، بأن خطورة الشباب الإرهابية المتمركزة في الصومال تفوق خطورة ميليشيات إرهابية أخرى تنتشر في أفريقيا، من أبرزها تنظيم بوكو حرام في نيجيريا، وامتداداته في غرب أفريقيا، ومنطقة الساحل والصحراء الكبرى، وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي المتمركزة قواعده في شمال القارة الأفريقية.
وقال المسؤول المخابراتي الأمريكي إنه وسط كل تلك التنظيمات وغيرها تظل «الشباب في الصومال» الأكثر إزعاجًا للاستخبارات الأمريكية في شرق أفريقيا، مضيفًا أن البيانات الصادرة عن حركة الشباب باتت أكثر شراسة وتبجحًا عن ذي قبل، وتذكر ببيانات تنظيم القاعدة قبيل هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001.
وأكد مسؤول شعبة الاستخبارات في «أفريكوم» أن الشباب في الصومال تشكل الخطر الأكبر على المصالح الغربية في القارة الأفريقية.
في يناير 2020، نفذت عناصر حركة الشباب الإرهابية، في الصومال هجومًا على الأراضي الكينية، كان مسرحه مطار خليج ماندا الكيني؛ حيث نصب مسلحو الحركة كمينًا محكمًا لمجموعة عمل عسكرية أمريكية، وأسفر الهجوم عن مصرع هنري مايفيلد، وهو مجند متطوع في الجيش الأمريكي يبلغ من العمر 23 عامًا، وإلى جانبه مصرع اثنين من مقاولي وزارة الدفاع الأمريكيين، هما: دوستين هاريسون، 47 عامًا، وبروس تريبليت، 64 عامًا، بعد إصابتها بجراح قاتلة جراء الهجوم.
واستنادًا إلى العملية السابقة، قال رئيس شعبة استخبارات أفريكوم: إن تنفيذ الشباب لعملية هجومية من هذا النوع الاستهدافي الدقيق، يكشف عن تمدد شبكة علاقات واتصالات الشباب إلى خارج حدود الصومال، وامتلاكها «لمسهلين» على الأراضي الكينية يدعمون تنفيذ مهامها.
وتأتي تقديرات رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في أفريكوم بشأن مستوى خطورة الحركة الإرهابية، منسجمة مع تقرير المفتش العام للقوات المسلحة الأمريكة في أغسطس 2020 حذر من تنامي خطورة الشباب على المصالح الأمريكية والغربية في منطقة شرق أفريقيا.
وتؤكد تقارير شعبة استخبارات أفريكوم عدم حدوث تغير نوعي كبير في تكتيكات عمل عناصر الشباب، نتيجة جائحة كوفيد-19، فقد سارت وتيرة عمليات الحركة على الأراضي الصومالية على نحوها المعتاد فيما قبل كوفيد-19، وفي الربع الثاني من العام الجاري أي في الفترة ما بين الأول من أبريل 2020 وحتى 30 يونيو 2020 نفذت الشباب 600 عملية إرهابية على الأراضي الصومالية ما بين عمليات صغرى ومتوسطة وكبيرة.
كما نفذت خلال الربع الأول من العام الجاري أي في الفترة من الأول من يناير وحتى نهاية مارس الماضيين 568 عملية إرهابية على الأراضي الصومالية تنوعت ما بين هجمات فرِّ وكرٍّ، وأعمال تعرض للدوريات الأمنية، وتنفيذ عمليات نسف عن بُعد بالمفرقعات المرتجلة «يدوية الصنع» ونصب كمائن استهدافية متنوعة ضد مدنيين وعسكريين وأمنيين.
وتشير تقديرات «أفريكوم» كذلك إلى أن الشباب الصومالية، وإن عجزت عن إلحاق الأذى بالمصالح الأمريكية في داخل الأراضي الأمريكية، فإنه يقدر -من وجهة نظر مخططي عملياتها- على إلحاق الأذى بالمصالح الأمريكية على الأراضي الأفريقية بصورة أسهل، وممكنة التنفيذ.
وإدراكًا من «أفريكوم» لحقيقة هذا التحول النوعي في استراتيجية القاعدة ووكيلها المعتمد في القرن الأفريقي -حركة الشباب الصومالية – نفذت أفريكوم خلال العام 2020 (45) ضربة إجهاضية لبؤر الحركة، ومخازن أسلحتها في الصومال، وهي الضربات الإجهاضية التي بلغ عددها 60 ضربة خلال العام 2019.