الصومال اليوم

الناطق باسم القيادة الأفريقية في الجيش الأمريكي يحذر من إحياء نشاط القاعدة في القرن الافريقي عبر حركة الشباب

قال الناطق باسم القيادة الأفريقية في الجيش الأمريكي “أفريكوم”، الكولونيل كريستوفر كارينز، إن تنظيم الشباب في الصومال يكتسب جرأته العملياتية من قدم انتمائه إلى تنظيم القاعدة في أفريقيا وليس من قوته الذاتية كتنظيم صومالي.

ونبه كارينز -في مقابلة مع دورية “ميليتري تايمز” الأمريكية نشرتها في عددها الأخير – إلى خطورة تغافل بعض المحللين الأمريكيين عن حقيقة أن تنظيم الشباب الصومالي هو النسخة الأفريقية لتنظيم القاعدة، “فكلاهما في الخطورة العملياتية سواء”، كما أن تنظيم الشباب كان ولا يزال “وكيلا حصريا” لتنظيم القاعدة في منطقة القرن الأفريقي الاستراتيجية.

وأكد الناطق باسم “أفريكوم” أنه إذا كانت تلك الحقيقة تغيب أحيانًا عن أذهان المحللين ورجال الإعلام في المجتمع الأمريكي، فإنها حقيقة راسخة ولا تغيب مطلقًا عن أذهان مخططي العمليات العسكرية في قيادة وزارة دفاع الولايات المتحدة “البنتاجون” وعن مسئولي مكافحة التطرف والإرهاب في القيادة الأفريقية للقوات المسلحة الأمريكية.

ونظرًا للخطورة الإقليمية التي يشكلها تنظيم الشباب في منطقة القرن الأفريقي، شهد أغسطس الماضي محادثات قمة بين الرئيس الكيني أوهيرو كينياتا والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، تمحورت محادثاتها حول إعطاء صلاحيات لقوات مكافحة الإرهاب الأمريكية العاملة في الصومال باستخدام تجهيزات فنية في مطارات كينية لتنفيذ ضربات وإدارة معارك بالطيران المسير من كينيا ضد معاقل تنظيم الشباب في الصومال، وهو التنظيم الذي تسلل إلى العمق الكيني ونفذ عمليات استهداف طالت ثلاثة عسكريين أمريكيين في كينيا مطلع العام الجاري في إحدى المناطق الحدودية مع الصومال.

ويقول المراقبون إن المرحلة القادمة مرشحة لأن تشهد مزيدًا من التعاون الكيني-الأمريكي لمكافحة أنشطة تنظيم الشباب الإرهابي، لا سيما في المناطق الحدودية المشتركة بين كينيا والصومال، وتبدي القيادة الكينية انفتاحا جيدا لتعزيز جهود مكافحة الإرهاب الأمريكية، لا سيما بعد أن طالت يد إرهاب تنظيم الشباب العمق الكيني في يناير 2019، ففي هذا التاريخ قتل وأصيب نحو 67 شخصا في هجوم بالقنابل نفذته عناصر من حركة الشباب في مجمع تجاري عملاق في قلب العاصمة الكينية نيروبي نفذه قرابة 12 مسلحا من التنظيم قدموا من الصومال.

وقد كشف تحقيق استقصائي -أجرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية- أن منفذي الهجوم القادمين من الصومال قد باغتوا قوة مشتركة لمكافحة الإرهاب في إحدى النقاط الحدودية الكينية مع الصومال يعمل بها أمريكيون وكينيون، واستطاعوا إعطاب طائرة مسيرة وشل قدرتها الاستطلاعية من خلال نسف غرفة التحكم الأرضي للطائرة، وهو ما سهل اجتيازهم للحدود الصومالية-الكينية والتسلل إلى عمق العاصمة الكينية لتنفيذ جريمتهم.

ومن المتوقع -وفق التفاهمات الأخيرة التي جرت في البيت الأبيض بين الزعيمين الكيني والأمريكي- أن تستضيف كينيا نحو 200 جندي أمريكي من مكافحي الإرهاب ومشاة الأسطول وبحارة وطيارين ونحو 100 موظف مدني يتبعون “البنتاجون” يعملون كمقاولين ومستشارين للتدريب، وجميعهم سيعملون عن قرب مع نظراء كينيين في الأمن ومكافحة الإرهاب، وسيكون مقر القوة الأمريكية هو خليج ماندا في كينيا.

وتقدر شعبة استخبارات “أفريكوم” أعداد منتسبي تنظيم الشباب الصومالي بما يتراوح بين خمسة آلاف إلى سبعة آلاف شاب قادر على حمل السلاح، وفي مواجهتهم يتراوح عدد القوات الأمريكية المقاتلة على الأراضي الصومالية ما بين 650 إلى 800 عسكري فضلًا عن مستشارين أمنيين واستخباراتيين لدعم قدرات الدولة الصومالية لمكافحة الإرهاب.

Exit mobile version