تحرك دولى عاجل لمواجهة الجفاف في الصومال والقرن الأفريقى
تواجه دول القرن الأفريقى، الواقعة على رأس مضيق باب المندب مِن الساحل الأفريقي، ويضم 3 دول “الصومال، وكينيا، وإثيوبيا” أسوأ موجة جفاف في التاريخ الحديث، وإثر تحذيرات أممية تتتوالى التحركات الدولية لمواجهة الخطر المتزايد فى هذه المنطقة.
واستضافت جنيف الأحد، مؤتمرا دوليا حول الجفاف في القرن الأفريقي، بحضور رئيس رئيس وزراء الصومال محمد حسين روبلي وكبار المسؤولين والوزراء من الدول المانحة.
ويعيش غالبية سكان دول القرن الأفريقي على تربية المواشي والزراعة، وأصبحت مواسم الأمطار الثلاثة الأخيرة منذ نهاية العام 2020، شحيحة في التساقط يضاف إلى اجتياح الجراد الذي أتى على المحاصيل الزراعية بين 2019 و2021.
منظمة «اليونيسيف» اطلقت تحذيراتها مطلع العام الجارى، وقالت إن القرن الأفريقي سيواجه خلال العام الجاري رابع موسم جفاف على التوالي في المدة من مارس إلى مايو القادم، وإن أكثر الدول تضرراً هي الصومال، حيث يحتاج 4 ملايين شخص أي ربع السكان إلى مساعدات غذائية عاجلة، ويعاني 1,4 مليون طفل صومالي دون سن الخامسة من سوء التغذية، من بينهم 330 ألف طفل بحاجة إلى العلاج من سوء التغذية الوخيم، ويحتاج 2,6 مليون شخص إلى إمدادات طارئة للمياه، ومن المتوقع أن ترتفع تلك الأعداد مع تفاقم الجفاف.
وأشارت إلى أن أسعار المياه ارتفعت بنسبة 72% مما أدى إلى زيادة تفشي الأمراض كالحصبة، ويواجه أكثر من 60 ألف شخص خطر الإصابة بأمراض الإسهال بما في ذلك الكوليرا.
وأوضحت أن العائلات تتخذ تدابير يائسة للبقاء على قيد الحياة، وأن 500 ألف شخص نزحوا بحثاً عن الطعام والمياه والمراعي، وهؤلاء النازحون معرّضون للخطر، حيث كان أكبر عدد من الوفيات خلال مجاعة عام 2011 من الذين فروا من منازلهم.
ودعت «اليونيسيف» إلى توفير 48 مليون دولار، من بينها 7 ملايين بشكل عاجل بحلول مارس لطلب الأغذية العلاجية وتجنب انقطاع الإمدادات، وإلا ضاعت فرص 100 ألف طفل يعاني من سوء التغذية في الحصول على العلاج المنقذ للحياة.
كما صرح برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة، أن حوالي 13 مليون شخص في القرن الإفريقي “يعانون من الجوع” خلال الربع الأول من العام الحالي، محذرا من ارتفاع عدد الجياع إلى 20 مليون شخص خلال عام 2022 في القرن الأفريقي.
وفى الصومال أيضا فى وقت سابق حذرت عدة وكالات أممية، من أن ملايين الصوماليين معرّضون لخطر الانزلاق نحو المجاعة، مع استمرار موجة الجفاف الشديد، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، ونقص التمويل.
وأكدت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، وبرنامج الأغذية العالمي، في بيان مشترك، أن استمرار الجفاف يجعل ما يقرب من 40 في المائة من الصوماليين على “حافة الهاوية”.والعاملين في المجال الإنساني لن يكونوا قادرين على تلبية احتياجات العدد المتزايد من الأشخاص الذين يواجهون حالات الطوارئ، لا سيّما أن ملايين الصوماليين استنفدوا قدرتهم على التعامل مع أزمة ارتفاع أسعار المواد الغذائية ونقص التمويل.
ودعت الوكالات الأممية إلى ضخ المزيد من الموارد المالية بشكل عاجل بهدف تقديم مساعدات إنسانية طارئة للصوماليين الذين يواجهون خطر المجاعة.
أما فى أثيوبيا تفيد الأمم المتحدة، أن 5,7 ملايين شخص بحاجة إلى مساعدة غذائية في جنوب إثيوبيا وجنوب شرقها من بينهم نصف مليون طفل وامهات يعانون من سوء التغذية.
وفي شرق كينيا وشمالها حيث أعلن رئيس البلاد حالة الكارثة الوطنية في سبتمبر، يحتاج 2,8 مليون شخص إلى مساعدة.