الصومال اليوم

شبح المجاعة يهدد 6 ملايين صومالي لهذا السبب

حذرت الأمم المتحدة من أن عدد المتضررين من الجفاف في الصومال آخذ في الازدياد.
وفي مارس/آذار الماضي تضرر ما يقدر بنحو 4.9 مليون شخص من الجفاف، لكن حاليا العدد ارتفع ليبلغ 6.1 مليون صومالي بينهم نحو 760 ألف نازح.
وفي ظل حالة الجفاف المتفاقمة في الصومال، فإنه من المتوقع أن تهطل أمطار قليلة للغاية خلال فصل الربيع، مما يترك نحو 6 ملايين صومالي في حالة انعدام الأمن الغذائي على نطاق واسع.
وبحسب إيري كانيكو، المتحدث باسم الأمم المتحدة، فإن الجفاف في الصومال ترك 1.4 مليون طفل غير قادرين على مواصلة تعليمهم.
‎وتقول الأمم المتحدة إن وكالات الإغاثة قد وصلت إلى 2.6 مليون شخص بالمساعدات المنقذة للحياة، بما في ذلك الأموال النقدية.
وقد طلبت الأمم المتحدة ما يصل إلى 1.5 مليار دولار لمعالجة حالة الجفاف الشديدة، لكنها تقول إنها تلقت 66.7 مليون دولار فقط (أي ما نسبته 4.5٪ من المبلغ المطلوب).
واستقبل الصوماليون شهر رمضان الفضيل في 2022 في ظل ظروف أمنية واقتصادية ومعيشية صعبة.
وذلك بسبب تزايد الهجمات الإرهابية وغلاء الأسعار في المواد الضرورية والجفاف الشديد الذي يخنق البلاد بالرغم من بدء موسم هطول الأمطار قبل ثلاثة أيام.

الجفاف الأسوأ منذ 40 عاما

ويعتبر الجفاف الشديد في منطقة القرن الأفريقي هو الأسوأ منذ فترة طويلة، وهي المرة الأولى منذ أربعين عامًا التي لم يتم فيها تسجيل أربعة مواسم مطيرة متتالية كما هو متوقع.
ويعيش الصوماليون تحت وطأة الجفاف في ظروف حياتية صعبتها الحرب الدائرة بين القوات الحكومية ومليشيات حركة الشباب الإرهابية من جهة، والظروف المعيشية القاسية في ظل شهر رمضان.

حالة الطوارئ

وأعلنت الحكومة الصومالية حالة طوارئ إنسانية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ووجهت نداءات استغاثة إلى عدة دول، ولم يستجب بها سوى دولة واحدة، هي الإمارات، التي سيرت جسرا جويا عبر الهلال الأحمر الإماراتي لاستغاثة المتضررين من الجفاف.
كما شكلت الحكومة الصومالية في فبراير/شباط الماضي لجنة مكونة من كافة شرائح المجتمع الصومالي لمتابعة أوضاع الجفاف وإغاثة المتضررين لكنها لم تصدر أي تقرير. وهناك مبادرات محلية في المدن الكبرى التي نزح إليها سكان الأرياف في مخيمات النزوح لتخفيف معاناتهم.
فوسائل مواجهة الجفاف تعتمد على تشكيل لجان من قبل السلطات الرسمية، جمع التبرعات عبر تلك اللجان وتوزيعها على المتضررين دونما إصدار أي تقرير حول سير عمل هذه اللجان. كما أن التضامن الشعبي مع متضرري الجفاف يلعب أيضا دورا بارزًا في مساعدة الناس في فترات الجفاف.
فهناك مساعدات إنسانية دولية في فترة تلو الأخرى لكن لا يمكن أن يستفيد منها المتضررين بنسبة 100% حيث تتعرض للفساد من قبل المسؤولين ليتم عرضها على العامة عبر عقد صفقات مع رجال أعمال.

سوء إدارة الموارد

يقول المحلل الاقتصادي الصومالي محمد عمر” إن الأزمات الطبيعية المتكررة في البلاد تعود إلى سوء إدارة الموارد المتوفرة حيث لا تملك الحكومة سياسة استباقية في إدارتها.
ويرى محمد أن تطوير الزراعة وتطوير أنظمتها الحديثة وتركيز الحكومة على سياسة عامة قد تضع حدا لأزمة انعدام الأمن الغذائي التي تهدد الصوماليين في كل فترة جفاف. كما يعتقد إن لجوء الحكومة إلى البحث عن أساليب بديلة لحل أزمة ندرة الأمطار مثل تطوير الأنهار وتخزين المياه والتخطيط المسبق وهو ما سيخدم في إنقاذ الكثير من الصوماليين.

ناقوس خطر

من جهته، يقول الخبير في الشأن الإنساني زياد علي، إن تقرير الأمم المتحدة عن عددٍ الصوماليين الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي أمر مفزع، وأن ناقوس الخطر قد دق على الحكومة الصومالية.
وأشار زياد إلى ضرورة تنظيم حملة إغاثة دولية ومحلية قد تخفف الأوضاع الحادة وأن توفير الأموال التي تطلبها الأمم المتحدة قد يتدارك الوضع. ويعتقد الخبير في الشأن الإنساني بأن الحكومة انشغلت عن الانتخابات بأزمة الجفاف حيث لم تخصص سوى مليون دولار أمريكي، وأن تأجيل الانتخابات قد أضر البلاد وساهم في عدم توفر مساعدات دولية مكثفة.

Exit mobile version