الرئيسيةالصومال اليومالمجتمع الصومالي

الأمم المتحدة: البرامج المخصصة لصحة النساء في مخيمات الصومال تنقذ حياة الأمهات والأطفال

الصومال بلد يعاني من أعلى معدلات وفيات الأمومة في العالم، يرجع ذلك أساسا إلى عقود من الخلل في النظم الصحية والقوالب النمطية والممارسات الثقافية الضارّة. لكنّ سوكوري حسّان كانت من المحظوظات، فقد أنجبت طفلها بعد أن اقتربت من الموت، ولكنّها تتمتع الآن هي وطفلها بصحة جيّدة.
في مخيم كبسة – من أكبر المخيمات الواقعة في بلدة دولو جنوب غرب الصومال – تعرّضت سوكوري لنزيف مهبلي وهي في الشهر الثامن من حملها.
لم تكن قلقة عندما تعرضت للنزيف إذ إن “جميع حالات حملها السابقة كانت على ما يرام دون أي نزيف”.
لدى سوكوري 11 طفلا، ولم تحدث مضاعفات في أي من حالات الولادة المنزلية أو الحمل.
“إذا بقيت في المنزل كنت سأنزف حتى الموت”
في المخيم، تعمل سيّدات مؤثِرات من المجتمع المحلي مع برنامج مخصص للنساء ويزرن نساءً أخريات على مستوى الأسرة من أجل التدخلات الصحية. وقدمن لها نصيحة بالتوجه إلى “مركز الإحالة للرعاية الصحية” في دولو، للحصول على رعاية متخصصة.
لم تتوفر النقود الإضافية لدى سوكوري للتنقل، لذا نقلتها سيارة إسعاف تابعة لـ “تروكير” إلى المنشأة الصحية لإجراء الموجات فوق الصوتية الطارئة للولادة وتم إدخالها إلى المستشفى.

تقول سوكوري: “لو بقيت في المنزل لفترة أطول قليلا، لكنت سأنزف حتى الموت، وليس لدى أطفالي جدة ترعاهم.”
بعد أسبوع، توقف النزيف وتحسنت حالة سوكوري وطفلها الذي لم يولد بعد. وبعد خروجها، نُصحت بالذهاب إلى عيادة توفر الرعاية ما قبل الولادة وبأن تلد طفلها بعملية قيصرية في مركز الإحالة للرعاية الصحية.
بعد أسبوعين، زارت المؤثرة في مجتمع “تروكير” سوكوري لمتابعة وضعها وزودتها بمعلومات الاتصال بها في حالة حدوث مضاعفات.

تدهور حالتها الصحية وحالة جنينها

لكن فضّلت سوكوري البقاء في المنزل وعدم زيارة العيادة. بعد أسبوع، بدأت تنزف، فنقلتها سيارة إسعاف تروكير على الفور إلى المركز الصحي في دولو.
عند دخولها المركز الصحي كانت سوكوري في حالة صدمة وتعاني من فشل في الجهاز التنفسي. أيضا، كان معدل ضربات قلب الجنين ضعيفا، وقام الطبيب شعيب عبد الشكور، على الفور بإعطائها أربع وحدات من الدم.
تم إنعاش الطفل على الفور ووضعه على الأكسجين، ونُقلت الأم إلى غرفة الإنعاش في حالة مستقرة.
ولمدة سبعة أيام، خضعت سوكوري للمراقبة هي وطفلها من قبل الدكتور عبد الشكور، وأعطيت المضادات الحيوية ووحدتين من الدم.
بمجرد استعادتها صحتها، نُصحت بالتوجه لخدمات ما قبل الولادة لتحسين حالتها التغذوية وتشجيع الرضاعة الطبيعية الحصرية. كما أعطي الطفل تطعيما قبل خروجه من المستشفى.
عادت سوكوري بعد أسبوع لإجراء فحص طبي، وقد التأم جرحها وكان طفلها بصحة جيدة. وقالت سوكوري: “اعتقدت أنني سأموت، لكنّ الأطباء والممرضات أنقذوا حياتي هنا في تروكير.”
لم يتم تطعيم أي من أطفالها الأحد عشر من قبل، لكن لا يزال اثنان منهم مؤهلين للحصول على اللقاح، “وسأضمن إحضارهم لتلقي التطعيم).

وفيات عديدة مرتبطة بالحمل

على الصعيد العالمي، تعاني العديد من النساء من مضاعفات مرتبطة بالحمل في ظل عدد كبير من الوفيات. يرجع هذا في المقام الأول إلى نقص الوصول و/أو المعرفة الكافية.
والقلائل اللاتي يمكنهن الحصول على الرعاية الطبية لكنهنّ يؤخّرن ذلك، وبالتالي يعرّضن أنفسهن لخطر أكبر.
وتقوم تروكير، بتمويل من مكتب الكومنولث الأجنبي والتنمية (FCDO)، بتنفيذ برنامج الصحة والتغذية الصومالي في جيدو. من خلال هذا الدعم، تمكنت تروكير من توفير رعاية التوليد والمواليد الطارئة الأساسية والشاملة للعديد من النساء.
وتم إنقاذ حياة العديد من النساء الحوامل، وتم تفادي وفيات الأجنّة بجزء يسير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق