تغيير ديمغرافي.. هل تسعى حركة الشباب لإقامة إمارة لها جنوب الصومال وما علاقة قطر؟
وصلت حركة الشباب الارهابية التي ترتبط بعلاقات خفية مع مدير الاستخبارات الصومالية ورجل قطر في مقديشيو، فهد ياسين، عملياتها الارهابية في المناطق التي تسيطر عليها بمديرية “رون نرغود” بمحافظة شبيلي الوسطى جنوبي الصومال، في محاولة من الحركة المتشدد تأسيس إمارة لها في الاقليم الصومالي.
ونفذت حركة الشباب الإرهابية، حملة تدمير واسعة شملت المقار العامة والخاصة في مديرية رون نرغود بمحافظة شبيلي الوسطى جنوبي الصومال.
وقد شهدتْ الاشهر الاخيرة حالةً من الاستنفار لأنشطة هذه الحركة، فنجدها تكثّف من عملياتها الإرهابيّة خلال شهر أغسطس المنصرم، لتكون الأكثر نشاطًا بتنفيذها نحو 34 عملية إرهابيّة في الصومال وحده، وقد أسفرت تلك العمليات عن سقوط أكثر من 99 ضحية وإصابة 132 آخرين، وفقا مرصد الأزهر لمكافحة التطرف.
وقال رئيس مديرية رون نرغود، محيي الدين محمد كلميي، إن حركة الشباب الإرهابية تقوم بتغيير ديمغرافي في مديرية رون نرغود وذلك بتهجير السكان وتدمير معالم المنطقة.
وأوضح، في تصريحات صحفية، أن التنظيم الإرهابي قام بتدمير منازل السكان، والمساجد، والمقار الحكومية مثل مقر البلدية ومركز الشرطة ومبان أخرى مهمة، لافتا إلى أن المديرية لا تستطيع مقاومة العمل المليشياوي التي تقوم بها الشباب بحق المدنيين ومعالم رون نرغود.
ودعا كلميي الحكومة الفيدرالية وولاية هرشبيلي بتحرير الشباب من عموم محافظة شبيلي الوسطى لوقف جرائمها ضد البيئة ورفع أذيتها عن السكان.
وحركة الشباب في الصومال هي تنظيم إرهابي مسلح مرتبط بتنظيم القاعدة، وينفذ عمليات إرهابية بلا هوادة ضد أهداف مدنية وعسكرية منذ ما يزيد عن عقد كامل، لكنّ طرده من العاصمة الصومالية مقديشو في عام 2011 مهّد الطريق لشلّ قوته العسكرية وإلحاق هزائم متتالية به على الصعيدين الأمني والعسكري، إلّا أنه يتبع حرب عصابات واغتيالات منظمة.
وفي 2016، سيطرت حركة الشباب الإرهابية على مديرية رون نرغود قبل أن يطهرها الجيش إلا أنها عاودت السيطرة عليها منذ 2017، ومع ثمة تحركات عسكرية في المنطقة زادت من أعمال التهجير والتدمير.
وفي أكتوبر 2019 أفادت تقارير صومالية أن مسلحي حركة الشباب استولو علي منطقة عيل غيلو الواقعة بين مدينتي بلعد وجوهر بإقليم شبيلي الوسطي بولاية هرشبيلي بإقليم شبيلي الوسطى المجاور للعاصمة مقديشو.
يرى مراقبون ان سيطرة حركة الشباب على مديرية “رون نرغود” بمحافظة شبيلي الوسطى جنوبي الصومال، يشكل مخطط لإعادة الحركة لتأسيس امارة لها في جنوب الصومال، والذي يعد أهم عاقل الحركة في الدولة الافريقية.
وتسعى حركة الشباب التي سيطرة على اغلب الاراضي الصومالية كذراع عسكري لاتحاد المحاكم الإسلامية التي كانت تسيطر على مقديشو وتهدف إلى فرض الشريعة خلال العقدين الماضيين.
وشدد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف على حركة “الشباب” الإرهابية؛ كانت وما زالت تمثل خطرًا كبيرًا على مستقبل الدولة الصوماليّة، من خلال إجرامٍ ممنهج وعنفٍ لا مبرّر له سوى أنه تنفيذ لمخططات الغرض منها جعل الدولة غارقةً في المشكلات، فكلما تجاوزت الصومال مشكلة تظهر لها أخرى توقفها عن الاستقرار والتنمية.
وقال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف إن ومن أكثر المناطق الصوماليّة تضرّرًا من هجمات حركة الشباب الصوماليّة، المناطق الواقعة جنوب البلاد بشكل عام مثل منطقة “باي”، و”شبيلي السفلى”، و”جيدو”، ومحافظة “بنادر”، ومدينة “كيسيمايو”، و”جوبا الجنوبية”، بالإضافة كذلك إلى المناطق الواقعة وسط البلاد مثل مدينة “بولوبورد”، وقرية “جالمودوج”، ومنطقة “حيران”، مدينة “بلعد”، و”جوبا الوسطى”، والعاصمة مقديشيو وضواحيها مثل منطقة “ويديو”، وغيرها.
ويرى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أنه على الرغم من جهود الحكومة الصوماليّة وقوات الاتحاد الإفريقيّ في مواجهة حركة “الشباب”، إلا أن الحركة لا تزال تستغل بعض الثغرات الأمنيّة، خاصة في المناطق الحدودية لتنفيذ عملياتها الإرهابيّة ونقل مقاتليها بين كينيا والصومال، الأمر الذي يتطلب تكاتفًا من المجتمع الدوليّ مع الحكومة الصوماليّة للتغلب على إجرام هذه الحركة. كما يؤكد المرصد على ضرورة مضاعفة جهود توعية الشباب بحقيقة هذه الجماعات الإرهابيّة والأفكار الخبيثة التي تُروج لها، لحمايتهم من هذا الفكر وحماية مجتمعاتهم من أن يتحولوا إلى قنابل موقوتة تُفجرها هذه الحركةُ وقتما تشاء.