جدل كبير تفجر في السودان، إثر مقطع فيديو يظهر خلاله الرئيس المعزول عمر البشير وهو يطوف على المرضى بأحد مستشفيات الخرطوم.
الظهور الغريب للرئيس المعزول، سبقته بأيام شائعات مكثفة عن نية السلطات القضائية الإفراج عن الرئيس السابق بضمانات، نظراً لظروفه الصحية، ورغم نفي الشائعة لكنها أعطت الفيديو المتدول على نطاق واسع زخماً عالياً كما عززت مخاوف “الإفلات من العقاب” بالشارع السوداني.
ويحاكم البشير الذي تم عزله من السلطة في 11 أبريل/ نيسان 2019 بثورة شعبية إنحاز لها الجيش، بتهمة الاستيلاء على الحكم بانقلاب عسكري في يونيو/ حزيران 1989، وتقويض النظام الدستوري الذي كان يرأس حكومته الراحل الصادق المهدي، حيث تصل العقوبة إلى الإعدام حسب نصوص القانون الجنائي السوداني.
وتم نقل الرئيس المعزول عمر البشير إلى المجمع الطبي الخاص بالجيش السوداني بمدينة أمدرمان إثر حالته الصحية منذ أسابيع، وطلبت هيئة الدفاع عنه عدم إلزامه بحضور جلسات المحاكمة نظراً لوضع الصحي، وذلك حسب مضابط الجلسة السابقة.
وظهر البشير باالمقطع المتداول دون وجود الحراسات الأمنية، وهو يزور شاباً طريح الفراش يبدو أنه في ذات المستشفى الذي يتلقى فيه العلاج، وصافحه متمنياً له الشفاء.
وقالت مصادر عسكرية، إن إدارة الاستخبارات التابعة للجيش السوداني أخضعت فريق الحراسة الخاص بالرئيس المعزول عمر البشير، للتحقيق لمعرفة ملابسات هذا التقصير والتساهل.
وإلى جانب قضية الانقلاب، يحاكم البشير وعدد من رموز نظامه في تهمة أخرى تتعلق بقتل المتظاهرين السلميين خلال الاحتجاجات التي اندلعت ضد نظامه قبل ثلاث سنوات وقادت لعزله من السلطة.
واعتبر معز حضرة، عضو هيئة الاتهام في قضية انقلاب 1989، أن ظهور البشير في مقطع الفيديو وهو بكامل قوته ينفي الادعاء الذي قدمه محامي الدفاع للمحكمة بعدم قدرته على حضور جلسات المحاكمة لظروف صحية واثناءه من المثول أمامها.
وقال حضرة” إن ما قامت بهيئة الدفاع عن البشير يعتبر تضليل للمحكمة التي ملتمس منها أن تعيد النظر في مسألة عدم جضوره أمامها وإلزامه بالحضور لأن وضعه الصحي لا يمنعه من ذلك.
وشدد أن هيئة الاتهام ستجتمع خلال الأيام القليلة المقبلة لتقرر بشأن الخطة التي سيتم الدفع بها للمحكمة بشأن ضرورة حضور الرئيس المعزول جلسات المحاكمة.