المقاومة اللاعنفية لترامب تعني الوصول إلى مؤيديه وتجاوز الحرب الأهلية التي هم على استعداد لخوضها. فهل هذا هو المستقبل الذي يلوح في اللحظة الراهنة؟
«لديكم جينات جيدة، تعرفون ذلك، أليس كذلك؟ إنها نظرية سباق الخيل. هل تعتقدون أننا مختلفون جداً؟ نعم لدينا جينات جيدة في مينيسوتا».
المتحدث، بالطبع، هو دونالد ترامب، الذي يلعب، على ما يبدو، ببطاقة التعصب في تجمعه انتخابي الأسبوع الماضي في بيميدجي، مينيسوتا ويصف أنصاره البيض بالتفوق الجيني.
وهذا، بالطبع، ليس سوى جزء من الفوضى التي نتجه نحوها بشكل لا مفر منه. فمع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية لعام 2020، تزداد الشكوك حول عدم شرعيتها المحتملة هذا ما لم يتم الطعن في نتائج الانتخابات في نهاية المطاف وفق ما تقرره المحكمة. وأوضح ترامب احتمال عدم قبوله بنتائج الانتخابات ما لم يكن هو الفائز.
فها نحن، على بعد شهر تقريباً من الانتخابات التي قد تكون الأكثر فوضوية وغموضاً منذ 1860، فهل نحن على شفا حرب أهلية في الأيام الأخيرة؟ يبدو أن هذا بالتأكيد هو اعتقاد ترامب، ناهيك عن استراتيجيته.
وهذا ما جسده في تجمع بيميدجي: «كل أسرة في مينيسوتا بحاجة إلى معرفة خطة جو بايدن النائمة لإغراق ولايتها بتدفق من اللاجئين من الصومال، ومن أماكن أخرى في جميع أنحاء الكوكب».
القادة الجمهوريون يعرفون أن أيامهم باتت معدودة وأن أي عمل ممكن لدرء ما لا مفر منه يمكن أن يبدو مبرراً، بما في ذلك التراجع عن كل ما تبقى من الديمقراطية الأمريكية.
المنتج والمخرج مايلز موغوليسكو كتب: «من الصعب تصديق ذلك فبعد أسابيع فقط من تعيينها من قبل ترامب وتأكيدها من قبل مجلس الشيوخ الجمهوري الذي ينتمي إليه ماكونيل، ستلتفت القاضية الجديدة التي خلفت الراحلة روث غينسبرغ حولها وتدلي بصوت يرفض فعلياً ولاية ثانية للراعي الذي نصبها وهو دونالد جون ترامب».
ولكن مع وجود المحكمة العليا تحت سيطرتها أو بدونها، من المرجح أن يبذل فريق ترامب كل ما في وسعه للاحتفاظ بالرئاسة بإثارة أكبر عدد ممكن من المؤيدين، وتمجيد الولاية الثانية، وذكر تفوقهم الجيني وتمهيد الطريق لحرب أهلية. وبعد ذلك، والأهم من ذلك، رفض السماح ب«الانتخابات المزيفة»، وتحديد هوية الرئيس ورفض ترك منصبه.
ثم ماذا بعد؟
الخبير السياسي، والصحفي بوب فيتراكيس والناشط والصحفي هارفي واسرمان كتبا: «إذا خسر ترامب الانتخابات (بالادعاء أنها مزورة) ورفض التخلي عن السلطة، فإنه يضعنا جميعاً في منطقة مجهولة». وفي إطار غير عنيف، قد يكون إغلاق البلاد لأطول فترة ممكنة هو السبيل الوحيد لإجبار ترامب على الخروج.
ولكن هل مثل هذا الخروج من المنصب سيفرضه الكونجرس؟ أم المؤسسات الحكومية؟ أم الجيش؟ وقبل كل شيء، يجب أن تأتي القوة لاستعادة ديمقراطيتنا من قلب أمتنا، لكن هل نحن كأمة نمتلك ذلك في داخلنا؟
هذا ما سأله كل من فيتراكيس وواسرمان وهو السؤال الصحيح بالتأكيد. هذه أمة أكبر من ترامب، على الأقل على المدى الطويل، لكن هل هي أيضاً أمة على مستوى الفوضى المعلقة خلال الشهرين المقبلين؟ وهل ستقبل بترامب وهل مجرد الفوز أم الخسارة، هو بالنسبة لها هز أكتاف لا غير أم أنها سترفضه؟
إنه ليس سؤالاً بسيطاً. فجزء من هذه الأمة مؤيد لترامب ومتعلق بشدة ببياضها. ومستقبل الجميع على المحك.
* صحفي وكاتب أمريكي. كتابه الجديد «الشجاعة تزداد قوة عند الجرح» ( موقع كاونتر بانش)