تعاني الصومال خلال الفترة الراهنة من جفاف هو الأسوأ منذ 10 سنوات وفقا لتوصيف الخبراء مما دفع 700 ألف من قاطني المناطق الريفية إلى ترك بيوتهم بحثا عن الطعام والمياه، وفقا لتقرير نشرته هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) الاثنين.
لا تقف المعاناة عند هذا الحد، بل من المتوقع أن نصف الأطفال الذين تقل اعمارهم عن 5 سنوات سوف يعانوا من سوء تغذية حاد بحلول شهر يونيو.
وقالت فاطمة محمد، ممرضة بمركز علاج سوء التغذية بمدينة لوق، إن عدد الأمهات الذين يجلبون أطفالهن إلي المركز قد زاد كثيرا وأن العاملين يخشون نفاذ الامدادات الطبية.
وأما عن الأعراض التي تظهر علي هؤلاء الصغار فهي الإسهال والضعف الشديدين والحصبة، وتضيف فاطمة أن بعض الأطفال يموتون في الطريق إلي المركز.
ووفقا لتصريح لآدم عبد المولي، مسئول بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، فإن 350 ألف طفل من إجمالي 1.4 مليون طفل صومالي يعانوا من سوء التغذية سيكونون عرضة للوفاة خلال موسم الصيف القادم.
وأضاف المسئول أن 70% من الأطفال لا يذهبون الي المدارس حيث أغلق الكثير منها بسبب الجفاف كما ارتفعت حالات زواج القاصرات بسبب عجز الأباء عن الانفاق عليهن.
وتتمثل الكارثة الطبيعية التي يعاني منها الصومال في الارتفاع الحاد في درجات الحرارة وعدم هطول الأمطار لمدة 4 مواسم متتالية مما نتج عنه حدوث جفاف في 90% من الأراضي الصومالية وشبه جفاف نهر جوبا.
مما كان له تأثيرا كارثيا علي 4.5 مليون صوماليا (من أصل تعداد حوالي 16 مليون), نظرا لأن هؤلاء يعيشون علي تربية الماشية وبيعها. فأصبح مشهد الحيوانات النافقة, مثل الماعز والجمال والحمير, علي جوانب الطرق بالمناطق الريفية معتادا, كما ارتفعت أسعار الطعام والمياه بشكل مطرد.
وهناك احتمال أن الوضع قد يزداد سوءا، وسط توقعات أن أمطار ابريل المحتملة قد تكون متوسطة أو أقل من المتوسطة وفي ظل ان المنظمات الاغاثية تعاني من عجز كبير في التمويل حيث يتلقوا 3% فقط من المبالغ التي يحتاجونها للعمل علي تخفيف اثر الكارثة في الصومال وحدها حيث أن المشكلة تمتد للقرن الافريقي باكمله.