حملت موجة الجفاف التي شهدتها منطقة القرن الإفريقي تأثيرًا مدمرًا على المناطق الصومالية، حيث تسببت بنزوح العديد من السكان ونفوق المواشي، كما أسفرت عن مخاطر أخرى غير مسبوقة.
وتعاني مناطق ولاية الصومال الغربي في إثيوبيا من ضائقة شديدة بسبب تغير طرأ على سلوك بعض الحيوانات نتيجة لموجة الجفاف.
وقال بعض السكان لوسائل إعلام محلية إن الجفاف تسبب بتحول الحيوانات العشبية إلى كائنات آكلة للحوم وتهاجم أصحابها.
بينما ذكر سكان بلدة عذلى في محافظة شبيلى الوسطى في الصومال إنهم معرضون للخطر بسبب مهاجمة القرود لهم، والتي بدأت بأكل الحيوانات والبشر على حد سواء.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن الأضرار التي سببتها هذه الحيوانات قد أثرت بالفعل على الرعاة، حيث صدرت منهم العديد من الشكاوى ذات الصلة.
وقال المواطن حسن عطية تعقيبَا على هذه الأحداث: “كنا نقوم بإطعام القرود في الماضي من الأطعمة النيئة والمطبوخة، إلا أن ذلك قد تغير اليوم بعد أن أصبحت حيوانات لاحمة، وفقدنا 10 رؤوس من الماشية حتى الآن”.
ويأتي الحديث بهذا الصدد بعد موجة جفاف استمرت لعدة أشهر، حيث تم الإبلاغ عن نفوق العديد من الحيوانات في المناطق الريفية بسبب المجاعة.
ويقول السكان الذين يشرفون على مراقبة تلك القردة إنهم يبذلون جهدًا كبيرًا لمقاومة تهديداتها.
وقال أحدهم: “في الصباح بعد شروق الشمس، يتم استدعاء شخصين من كل حي، وسيقوم الشخصان بالاستعداد لحماية البلدة. إذ تهاجم تلك القرود الأطفال والنساء فقط. ما يجعل الرجال وحدهم قادرون على إيقاف هذه الحيوانات التي تحولت إلى وحوش”.
وقبل أزمة الجفاف المدمرة التي أثرت على كل ما هو حي في المناطق الريفية كانت القردة محصورة في موائلها ولم تكن تسبب أي متاعب للسكان.
وقد وُصِفت أزمة الجفاف هذا العام بأنها الأسوأ منذ سنوات لما لها من تأثيرات مدمرة على الرعاة ومواشيهم. فيما أعلنت حكومة ولاية الصومال الغربي في إثيوبيا مؤخرًا عن إطلاق مشروع لاستمطار السحب، وذلك ضمن جهودها لمعالجة الأزمة.