حول انتخابات الصومال وأزمة السودان وملفات أخرى، تحدث المدير التنفيذي للهيئة الحكومية للتنمية “إيجاد” ورقنه جيبو، متناولا تسابُق دول كبرى لتعزيز موقعها بالقرن الأفريقي عبر تخصيص مبعوثين لها بالمنطقة، وعلى رأسها الصين.
و”إيجاد” منظمة شبه إقليمية، تأسست عام 1999، لتعزيز التعاون الإقليمي والدعم في مختلف المجالات، وتضم دول القرن الأفريقي “شرق”، جيبوتي وإثيوبيا وكينيا والصومال والسودان وجنوب السودان وأوغندا وإريتريا.
واعتبر المدير التنفيذي لهيئة “إيجاد”، في مقابلة مع “العين الإخبارية”، أن اهتمام الدول الكبرى بالقرن الأفريقي “يصب في صالح المنطقة”.
وأوضح أن منظمة “إيجاد” تعمل على تقييم تعيينات المبعوثين الخاصين بالقرن الأفريقي، مقارنة بالمصالح والفوائد التي تعود على المنطقة من ورائهم.
وكثفت الصين مؤخرا اهتمامها بمنطقة القرن الأفريقي، إذ كشفت قبل أشهر هذه الرغبة عبر تعيينها مبعوثا خاصا لها بالمنطقة لدعم مواجهة التحديات الأمنية، فيما رأى مراقبون أن بكين تقدم نفسها كوجه آخر أكثر انفتاحا أمام نفوذ أمريكا التي خصصت مبعوثا جديدا للقرن الأفريقي.
واستبعد “جيبو” أن يكون وراء هذا الاهتمام الدولي بالقرن الأفريقي نوع من التدخل في شؤون دول المنطقة.
وقال إن هذه الدول الكبرى تبني علاقات ثنائية مع دول القرن الأفريقي، وهو ما تحترمه “إيجاد” وتدعمه لصالح شعوب المنطقة.
جيبو أكد أن “إيجاد” تلتقي مع هؤلاء المبعوثين كمؤسسة متعددة الجنسيات، لتحقيق مصالح المنطقة، عبر ترتيب مساعدات وخبرات في مجالات مختلفة، مؤكدا أن المنظمة تضع في أولوياتها تحقيق المصالح الوطنية للدول الأعضاء بها.
انتخابات الصومال
وتطرق جيبو إلى الصومال، قائلا إن هذا البلد “في مفترق طرق”.
ووصف الانتخابات هناك بأنها “معلم رئيسي في تحديد مستقبل البلاد، والعملية الانتخابية حتى الآن مشجعة، والوصول إلى حكومة صومالية قوية سيسهم بشكل كبير في محاربة حركة الشباب التي تشكل تهديدا إقليميا”.
وتابع أن حركة الشباب الإرهابية في الصومال حاليا “ضعيفة لكنها ليست منقرضة”، مؤكدا على أن هيئة “إيجاد” تقدم دعما قائما على البحث لتقوية المؤسسات الأمنية للدول الأعضاء بها.
الأزمة السودانية
وعن الأزمة السودانية قال المدير التنفيذي لـ”إيجاد” إن البلاد دخلت في أزمة سياسية منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ولفت في هذا الصدد إلى أن منظمة “إيجاد” تبذل جهودا مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بشكل مباشر وغير مباشر للمساعدة في تقريب وجهات النظر بين مكونات الداخل السوداني.
ويعيش السودان أزمة سياسية حادة منذ قرارات اتخذها قائد الجيش في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وقضت بحل الحكومة وفرض حالة الطوارئ في البلاد وتجميد بعض بنود الوثيقة الدستورية.
ومنذ ذلك الحين، يعيش السودان اضطرابا سياسيا، أدى لتراجع في الأوضاع الاقتصادي وغلاء طاحن صعبت معه الحياة في هذا البلد مترامي الأطراف.
جهود الهيئة مع دول المنطقة
وحول جهود الهيئة التي يعمل بها نحو 430 موظفاً نشطا في مختلف مراكز العمل بجميع أنحاء المنطقة، عدّد جيبو النجاحات التي حققتها منظمته في ظل التحديات والمشكلات التي تواجه دول القرن الأفريقي.
نجاحات اعتبرها جيبو “مهمة رغم بطء تنفيذها بسبب عوامل متداخلة”، مشيرا إلى نماذج مما تحقق على أرض الواقع ومنها المساعدة في تشكيل حكومة جديدة للصومال، الذي ظل دون حكومة منذ عقدين بسبب الحرب، وكذلك دعم اتفاق السلام في جنوب السودان.
وشدد على أن “دور المنظمة الإقليمي في تسهيل عمليات التكامل الاقتصادي”.