لم تسلم أسواق الصومال من تداعيات أزمة الحرب الروسية الأوكرانية، كغيرها من الأسواق العالم، فأسعار القمح سجلت ارتفاع ملحوظا وهو مايثقل كاهل المواطن الصومالي، بينما أسعار الذرة تسجل زيادات متسارعة.
مع بدء استعداد شهر رمضان الفضيل، يواجه الصوماليون في الأسواق المحلية ارتفاعا في المواد الأساسية، كالقمح ومحاصيل الذرة اللذين يعدان أساسا في موائد الإفطار الصومالية.
وتشتعل الأسعار عادة في الأسواق الصومالية مع قدوم مواسم رمضان والأعياد، التي تزداد فيها طلبات المواطنين استعدادا لها، وذلك نتيجة غياب التسعيرة الحكومية لضبط الأسعار في هذه المناسبات.
تذبذب الأمطار
كان تذبذب الأمطار في الموسمين الماضيين سلبيا على بعض المحاصيل الزراعية في البلاد، والتي تعتمد غالبا عليها، حيث شهدت الأسواق المحلية تراجعا حادا في محصولي الذرة الشامية والرفيعة كونهما الأكثر استخداما على الموائد الصومالية ما أدى إلى ارتفاع اسعارهما بشكل غير مسبوق.
تقول هندي محمد، تاجرة في سوق حمروينى، إن المحاصيل الزراعية ارتفعت بشكل غير مسبوق بسبب قلة الأمطار في الموسمين الماضيين، والمتوفر منها حاليا يباع بأسعار مرتفعة وخاصة محصولي الذرة الشامية والرفيعة.
يشهد سوق حمروينى حركة تجارية نشطة خاصة في المواد الأساسية، قبل رمضان، لكن الأسعار دفعت الكثيرين إلى التخلي عن بعض احتياجاتهم وتعويضها لمواد أخرى أقلة تكلفة.
في زاوية من السوق، تنتقل سهام حسن من محل إلى آخر، علها تجد ما يتناسب مع ما في جيبها؛ تقول للأناضول إنها مجبرة على شراء بعض الاحتياجات الضرورية وخاصة محصولي الذرة الشامية والرفيعة رغم سعرهما الباهظ.
وأضافت سهام أن ما يرفع أسعار محصولي الذرة الشامية والرفيعة، ليس بسبب قلة الأمطار فقط وإنما أيضا القيمة المطلوبة عند طحنها بماكينات المطحنة التي تعمل بالوقود، بذريعة ارتفاع أسعار البنزين.
ويدخل محصولا الذرة الشامية والرفيعة في كثير من الأطعمة الرمضانية الصومالية، حيث يستخدما الحساء في الإفطار، كما يؤكل عادة كوجبة في السحور اعتقادا بأنها تقاوم الجوع.
ويصل سعر كيلوجرام من الذرة الشامية إلى 20 ألف شلن صومالي ما يعادل 0.8 دولارا، بينما كانت تصل في السابق إلى 12 ألف شلن صومالي أي مايعادل 0.5 دولارا.
القمح مكمل الإفطار
تعد ذرة القمح وجبة مكملة في مائدة الإفطار عند الصوماليين الذين يفضلون شربه في الحساء، بعد الماء والتمر.
يقول عمودي جيلاني أحمد، إن ارتفاع اسعار القمح من شأنه غياب “شوربة القمح” عن موائد الإفطار في هذا العام، ورغم أن القمح يدخل في الكثير من الأطعمة الصومالية، إلا أن شوربة القمح تشكل وجبة مكملة للإفطار.
وأضاف فوزي أن الشوربة خلال الإفطار تختلف عند المواطنيين، فمنهم من يفضل شوربة القمح فقط، ومنهم من يفضل شوربة مخلوطة من الذرة الرفيعة والأرز والقمح إلى جانب البهارات.
ويترواح سعر 50 كيلوجرام من القمح بين 33 و35 دولارا، بينما كان سعره قبل أزمة الحرب الروسية الأوكرانية بين 25 و27 دولار.
غياب التسعيرة
تواجه الأسر الصومالية وخاصة ذوو دخل المحدود هذا العام، موجة غلاء معيشية تشهدها الأسواق المحلية قبيل شهر رمضان، في ظل غياب التسعيرة الحكومية لضبط الأسعار في المناسبات الدينية.
الأسواق مزدحمة بالمواطنيين استعدادا للشهر الفضيل، لكن الحركة الشرائية لا تعكس نشاط السوق، فالمساومة سيد الموقف بين التجار والمشتريين بسبب ارتفاع الأسعار لبعض الاحتياجات الرمضانية، بحسب أحمد محمد أحد المشتريين في سوق حمروينى.
وأضاف أحمد ان التجار يستغلون المناسبات ويرفعون أسعار المواد الغذائية بلا سبب، ما يشكل عائقا أمام المواطنين الذين يعانون من شتى أزمات وسط غياب دور الحكومة لضبط الأسعار.
وتتميز استعدادات الصوماليين في شهررمضان المبارك بشراء جميع المستلزمات تفاديا من الذهاب للسوق في النهار حيث يفتتح السوق والمحال التجارية عادة في في أوقات متأخرة طوال شهر رمضان المبارك.