هجوم هو الأول من نوعه منذ عقد.. ماهي ثغرات ورسائل اقتحام (الشباب) لمطار مقديشو
هجوم يستهدف المطار الدولي بالعاصمة الصومالية يشي بحجم ثغرات أمنية تتيح للمليشيات الإرهابية بلوغ مواقع حيوية وتحذر من تفاقم التهديدات.وفي سابقة تعبتر الأولى من من نوعها، منذ طرد حركة الشباب الإرهابية عام 2011، شنت الحركة هجومًا استهدف مطار “آدم عدي” الدولي بالعاصمة مقديشو.
وأسفر الهجوم عن مقتل 6 أشخاص بينهم 5 أجانب لم تذكر بعد جنسياتهم، وإصابة آخرين صوماليين وأجانب.
واستهدف الهجوم بشكل خاص مرافق حيوية وحساسة جدا شملت بالخصوص الحي الدبلوماسي الأكثر تحصينا داخل المطار، والمعروف باسم “مجمع حلني” الدبلوماسي، والذي تضطلع قوات بعثة الاتحاد الأفريقي “أميصوم” بحمايته.
وقال المتحدث باسم الشرطة الصومالية عبدالفتاح آدم إن مطار مقديشو تعرض لهجوم من حركة الشباب الإرهابية بعد تسلل مسلحين اثنين من البوابة الشرقية للمطار، فيما ذكر التلفزيون الرسمي أن قوات الأمن قتلت الإرهابيين الاثنين، واستعادت السيطرة على الوضع.
من جانبها، قالت مصادر محلية إن المطار عاد إلى طبيعته بعد إنهاء الهجوم الإرهابي وتعليق جميع الرحلات جراء الهجوم.
وأعلنت حركة الشباب مسؤوليتها عن الهجوم وقالت إن عددا لم تحدده من القتلى سقط داخل المجمع الدبلوماسي بالمطار الوحيد بالعاصمة الصومالية، دون تفاصيل أكثر.
أسباب ورسائل
المحلل الأمني الصومالي عبد الواحد عمر، يرى أن هجوم مطار مقديشو الذي يعد المنطقة الأكثر تحصينا وتتمتع بحراسة أمنية مشددة في الصومال، يعتبر فشلا أمنيًا ذريعا على كافة الاصعدة للأجهزة الأمنية.
وقال عمر إن الهجوم يبعث برسالة مباشرة من قبل مليشيات الشباب الإرهابية بأنها قادرة على استهداف أي مرفق تريده بما في ذلك القصر الرئاسي.
ويعتقد الخبير الأمني أن الهجوم أرسل رسالة مفادها بأن الرئيس المنتهية ولايته محمد عبد الله فرماجو لم يقدم أي إضافة في تطوير المجال الأمني.
من جانبه، يقول المحلل الأمني الصومالي سالم سعيد، إن انشغال قيادات الأجهزة في السياسة أدى إلى تردي الوضع.
ويشير سالم، إلى أن هناك تحذيرات استخباراتية غربية حذرت من إمكانية شن الشباب مثل هذا الهجوم، لكن المخابرات الصومالية لم تأخذ ذلك بالحسبان، معتبرا أن “ما حدث فشل أمني واستخباراتي”.
ولفت إلى أن مسؤولين أمريكيين، بينهم السفير لدى مقديشو لاري أندريه وقائد “أفريكوم “الجنرال ستيفن تاونسند، حذرا الأسبوع الماضي من خطورة حركة الشباب، وأنها حاليا “في أوج قوتها أكثر من أي وقت مضى”.
وبالنسبة لـ”سالم”، فإن هجوم المطار يبعث بعدة رسائل منها استعراض المليشيات لقوة عضلاتها، وإظهار هشاشة الأجهزة الأمنية والمخابراتية لدى الصومال، ما يدعو إلى ضرورة تعزيز دور قوات “أميصوم”.
“مجمع حلني”
يقع الحي داخل مطار مقديشو، ويضم مقار البعثات الدبلوماسية الرئيسية في الصومال، من بينها مقار سفارات دول أوروبا والولايات المتحدة ومقر بعثات الاتحاد الأوروبي والأفريقي أيضا، ويضم أيضا مقر بعثة الأمم المتحدة في الصومال.
وكان مجمع حلني الحالي قاعدة جوية للقوات الصومالية قبل انهيار الحكومة الصومالية عام 1991.واستضاف الانتخابات الرئاسية لعام 2017، كما احتضن المشاورات السياسية التي أفضت الى اتفاق الانتخابات العامة الجارية في البلاد.
ومن المقرر أن تعقد فيه انتخابات رئاسة البرلمان والرئاسة خلال الأشهر المقبلة بحسب مكتب رئيس الوزراء الصومالي الذي يقود الانتخابات العامة.
تغيير القيادات الأمنية
أثار الهجوم ردود أفعال غاضبة في الشارع الصومالي وفجر اتهامات للحكومة وسنوات عمل الرئيس المنتهية ولايته محمد عبدالله فرماجو الخمس في الحكم، بالفشل الأمني الذريع، حيث لم تنجح حركة الشباب في تاريخها بتنفيذ هجوم مباشر داخل مطار مقديشو منذ طردها من العاصمة مقديشو في عام 2011 .
وقال المرشح الرئاسي عبدالرحمن عبدالشكور ورسمي عبر فيسبوك: “تلقينا خلال الأسابيع الماضية تحذيرات أمنية عن سلامتنا الشخصية والهجوم اليوم هو بداية لسلسلة من الهجمات الإرهابية” .
وأضاف المرشح الرئاسي: “لم تتسلل حركة الشباب بالقوة ومن الواضح أن العملية تم تسهيلها، والهجوم جاء ردا على قرار رئيس الوزراء بإجراء الانتخابات الرئاسية ورئاسة البرلمان في خيمة داخل مجمع حلني” .
وتابع: “تمر البلاد بمرحلة انتقالية حرجة ولا تزال الأجهزة الأمنية في أيدي مجموعة عديمة الضمير تسير في كل طريق لتحقيق مصالحها الشخصية”، في إشارة لمسؤولي الأمن الموالين لفرماجو.
وطالب المرشح الرئاسي رئيس الوزراء محمد حسين روبلي بإجراء تغييرات جذرية في قيادات الأجهزة الأمنية المختلفة ومحاسبة المقصرين.