أكد مراقبون سياسيون ان الرئيس الصومالي المنتهية ولايته يعوّل كثيرا على دعم قطر للاستحواذ على الانتخابات، وضمان اعادة ترشيحه مرة أخرى رئيسا للبلاد، ويؤكد المراقبون ان التوسع القطري في الصومال يعتمد على الدعم المالي للمجموعات المتشددة بشكل تسعى من خلاله إلى التأثير في اللعبة السياسية في هذا البلد.
وقالت مصادر سياسية إن زيارة الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو الاخيرة إلى الدوحة التي التقى خلالها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تندرج ضمن مساعيه لحشد دعم مالي استعدادا للانتخابات الرئاسية المرتقبة.
وجاءت زيارة فرماجو إلى الدوحة في وقت كانت تقود فيه الولايات المتحدة والمجتمع الدولي ضغوطا كبيرة لاستكمال الانتخابات البرلمانية الصومالية تمهيدا لانتخاب رئيس جديد للبلاد.
ويعتبر فرماجو من أهم حلفاء الدوحة في القرن الأفريقي وشهدت الصومال خلال فترة ولايته الماضية تغللا قطريا في القطاعات الاقتصادية والأمنية تحت عنوان المساعدات والاتفاقيات الثنائية التي لم يتحقق منها شيء ملموس عاد بالفائدة على الصوماليين.
وتقول أطراف صومالية إن مشكلات مقديشو تنبع إلى حد كبير من التحالف الذي عقده فرماجو مع قطر، والتأثيرالذي تمارسه الدوحة على كل جوانب الحياة السياسية والدبلوماسية الصومالية.
وتشيرهذه الأطراف إلى أنه بإيعاز من قطر، خفض فرماجو علاقات الصومال الاستراتيجية والتاريخية العميقة مع دول الخليج ومصر.
وجعلت هذه الخطوة الصومال أكثر اعتمادا على قطر التي، من المفارقات، فشلت في تحقيق المشاريع التي وعدت بها الصومال.
وأثر اعتماد فرماجو المفرط على قطر على عكس مسار التقدم على الصعيد الأمني عدة سنوات إلى الوراء، خاصة على مستوى مكافحة حركة الشباب الصومالية التي تقود تمرّدا ضد السلطات المركزية في مقديشو.
ويرجح محللون أن توفر الدوحة الدعم المالي السخي لأحد أبرز منفذي سياساتها في منطقة القرن الأفريقي، إذ أن خسارته للانتخابات الرئاسية المقبلة قد تحمل معها تغييرا في الولاءات لا تصب في مصلحة قطر وأهدافها في المنطقة.
وحمّل المدير السابق لوكالة الاستخبارات والأمن الوطني في الصومال عبدالله علي المسؤولية كاملة إلى قطر لما آلت إليه الأوضاع في الصومال وما تعانيه مقديشو من مشكلات أمنية واقتصادية، متهما الدوحة بممارسة “تأثير خبيث” على بلاده إلى درجة تقويض مستقبلها والتنكر لوعود مساعدتها.
وقال عبدالله علي، إن المشكلات التي تعانيها بلاده حاليا سببها تحالف الرئيس فرماجو مع قطر، وهي علاقة استفادت منها الدوحة بشكل كبير لتنفيذ سياساتها في المنطقة.
ويعتمد التوسع القطري في الصومال في المقام الأول على تغذية التوترات الدينية والقبلية والدعم المالي للمجموعات المتشددة بشكل تسعى من خلاله إلى التأثير في اللعبة السياسية في هذا البلد الذي يعاني من الحرب والفقر منذ عقود.
وأضاف علي، الذي شغل أيضا منصب السفير الصومالي في تركيا وبريطانيا، في مقال نشره بموقع “ذا ناشونال إنترست”، أن الصوماليين، سواء في الداخل أو الخارج، تفاءلوا عندما انتخب فرماجو رئيسا للصومال في فبراير 2017.
ورأى الدبلوماسي السابق أن الصومال باتت في حال أسوأ بكثير مما كانت عليه قبل تولي فرماجو الرئاسة، فـ”الأمن في حال تنذر بوقوع كارثة، والاقتصاد انهار. الولايات مهمشة، والسياسة الخارجية من دون تركيز. علاوة على ذلك، أصيبت المؤسسات الوطنية بالشلل بينما يجتاح فايروس كورونا الشعب ببطء”.
ولم يكن من المفترض أن تسوء الأمور إلى هذه الدرجة في الصومال، بحسب علي، الذي أكد أن مشكلات مقديشو تنبع إلى حد كبير من التحالف الذي شكله فرماجو مع قطر، والتأثير السلبي الذي تمارسه الدولة الخليجية في جلّ جوانب السياسة والدبلوماسية الصومالية.