فتاة صومالية تسعى للاندماج مع مجتمعها الجديد بعد هجرتها رغم إعاقتها
ولدت سلمى محمد، طالبة المدرسة الثانوية المنحدرة من ولاية جنوب غرب في الصومال وهي تعاني من فقدان حاسة السمع.
وبالنظر إلى ما حققته حتى الآن، يجد العديد من الناس صعوبة في تصديق الظروف القاسية التي عايشتها، إذ تواصل دائمًا الحفاظ على ابتسامتها. وبعد أشهر قليلة فقط، ستتخرج سلمى من المدرسة الثانوية وستبدأ قريبًا حياتها كشخص بالغ في الولايات المتحدة.
ولكن لم يكن الطريق سالكًا بالنسبة لها، وقد اضطرت إلى تجاوز العقبات المتتالية في سبيل تحقيق أهدافها.
قصة سلمى
وُلدت سلمى في الصومال، وجاءت إلى الولايات المتحدة عندما كانت في الثانية عشرة من عمرها رفقة والدتها وإخوتها الخمسة. ولم يسبق لها أن التحقت بالمدرسة خلال إقامتها في الصومال، وقالت إن الانتقال إلى “ويسكونسن” كان تغييرًا هائلًا بالنسبة لها.
وعند وصولها لهذه الولاية، التحقت بمدرسة لومباردي المتوسطة وبدأت رحلتها للعثور على “لغتها”.
وقالت -بمساعدة مترجم لغة الإشارة الأمريكية ليزا أندرياس-: “كان لدي مدرسة هناك تدعى إيمي كوران، وهي التي علمتني لغة الإشارة. كنت أشعر بالفضول حقًا حول معاني تلك الإشارات، حيث لم أر مثلها من قبل، لذلك كنت مهتمة بتعلم كيفية التواصل واستخدام هذا الأسلوب الجديد”.
البحث عن “لغتها”
وتدين سلمى بالفضل كذلك إلى لورين ماكيلرون، معلمة برنامج الصم وضعاف السمع (DHH) التي جعلتها تعشق الكتابة.
وقالت سلمى: “تقدم السيدة ماكيلرون شروحات مفيدة للغة الإنجليزية. حيث أتعلم الآن كيفية تكوين الجمل بشكل صحيح”.
وأضافت: “عندما أتيت إلى الولايات المتحدة لأول مرة، لم أكن أجيد كتابة اللغة الإنجليزية جيدًا، وكنت أقوم بالكثير من الأخطاء. بينما تساعدني السيدة ماكيلرون على تصحيح الكثير من هذه الأخطاء وتحسن من لغتي الإنجليزية “.
وقد شكل الوضع الصحي لسلمى تحديًا صعبًا، في حين ذكرت ماكيلرون أن درجة الصعوبة التي تعيّن على سلمى التعامل معها خلال مشوارها في تعلم التواصل كانت “كبيرة للغاية”.
وعلى الرغم من تلك التحديات، قالت إنها حققت تقدمًا هائلًا، وهي واثقة من قدرتها على فعل ذلك.
تجربة المدرسة الثانوية
خلال برنامج مدرسي يحث على الابتسامة، أخذ بعض زملاء سلمى في الفصل على عاتقهم تعلم القليل من لغة الإشارة من أجل التواصل بشكل أفضل مع صديقتهم.
وقالت سلمى: “يمكنني التواصل مع العديد من الأشخاص، إنه أمر ممتع للغاية بالنسبة لي، إذ أشعر أنني قد اندمجت مع المجتمع الجديد”.
وبفضل تضامن معليمها وزملائها الطلاب لمساعدتها، ستتخرج سلمى محمد في غضون بضعة أشهر. وقالت وهي تتطلع إلى المستقبل، إنها تشارك بالفعل في تدريب مهني لتصفيف الشعر، وتأمل بأن تحصل على وظيفة في صالون محلي.
المصدر : وكالات