وصف مصطفى محمد، وهو مواطن صومالي يقيم في أوكرانيا المصاعب التي تحملها خلال سعيه للحصول على اللجوء في بولندا بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
وكان مصطفى واحدًا من آلاف الأفارقة الذين فروا من الصراع في أوكرانيا بعد الحرب التي اندلعت الأسبوع الماضي.
وقد أجرت شبكة “الجزيرة” مقابلة مع رئيس اتحاد الشباب الصومالي مصطفى محمد البالغ من العمر 31 عامًا في أوكرانيا، بعد أن تمكن من الوصول إلى مركز استقبال في مدينة برزيميسل ببولندا، وهي أقرب معبر حدودي بين بولندا وأوكرانيا.
رحلة مصطفى خلال الحرب
عاش مصطفى في أوكرانيا لما يقرب من 10 سنوات، حيث ذهب هناك لاستكمال مشواره التعليمي والحصول على شهادة في الاقتصاد. وبعد تخرجه من الجامعة قرر البقاء والبحث عن عمل هناك.
ويوجد العديد من الطلبة الدوليين في أوكرانيا، سواءً من الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة والسويد وفنلندا. وقد تم إجلاء رعايا هذه الدول قبل الحرب من قبل سفاراتهم. أما بالنسبة لأولئك الذين يحملون الجنسية الصومالية فلم يكن لديهم مكان للعودة، ولتردي الأوضاع الأمنية قرروا الهجرة إلى بولندا.
وقاموا باستئجار حافلات صغيرة لنقلهم إلى الحدود البولندية، حيث كانوا 88 شخصًا بالإجمال. وقال مصطفى: “كان عبور الحدود أمرًا بالغًا في الصعوبة. إذ كانت الرحلة التي تستغرق في العادة ست ساعات تستغرق يومين تقريبًا. وكان هناك العديد من نقاط تفتيش على طول الطريق”.
وعلى بعد 50 كم من الحدود، توقفت الحركة المرورية وخرج مصطفى ورفاقه من الحافلة ليروا مركبات تمتد على مد البصر.
حيث كان حرس الحدود البولندي يقوم باستقبال اللاجئين على مجموعات من 600 شخص في كل مرة، حيث سمحوا أولًا للنساء والأطفال الأوكرانيين بالعبور، ثم الرجال الأوكرانيين. وقد منحت السلطات الأوكرانية أولوية للمواطنين.
وقال مصطفى: “لقد عبرت الحدود في الأول من مارس، ولم يكن لدينا ما نأكله أثناء انتظارنا. فأخذنا بتناول الشوكولاتة التي اشتريناها من المتاجر قبل السفر. وفي المساء كان الجو باردًا للغاية ما اضطرنا لحرق بعض ملابسنا للتدفئة، إذ لم نكن نملك أي شيء آخر”.
وبعد وصولهم، قامت السلطات البولندية بنقلهم إلى مركز استقبال “برزيميسل”، حيث يتمتعون الآن بالجو الدافئ ووجبات الطعام المنتظمة إضافة للمراحيض النظيفة.