رحبّت دولة الإمارات بالاعتذار الذي قدّمه محمد حسين روبلي، رئيس وزراء الصومال عن الحادث الذي وقع في أبريل عام 2018.
وتمثل ذلك في مصادرة أموال ومساعدات مقدّمة من الدولة لدعم الشعب الصومالي لدى وصولها إلى مطار مقديشو.
وأوضحت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، أنّ مبادرة روبلي تعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، وتقديراً للدور الإماراتي الهادف لدعم الشعب الصومالي وحكومته.
كما ثمّنت ، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية، المبادرة وما أبداه من تقدير لدولة الإمارات على جهودها تجاه بلاده على مرّ العقود.
وأكدت في بيان ، أن دولة الإمارات ماضية في تعزيز العلاقات التاريخية مع الشعب الصومالي الشقيق، وتقديمها كل عون ممكن لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية في ربوع هذا البلد الشقيق.
وأمس الإثنين، بدأ رئيس وزراء الصومال محمد حسين روبلي، زيارة إلى دولة الإمارات، في خطوة نحو محو آثار الماضي وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين.
واستهل روبلي الذي وصل إلى دولة الإمارات، الأحد، العام الجديد بتطورات لافتة في العلاقات بين البلدين، إثر تقديمه في 7 من يناير/ كانون الثاني الجاري، اعتذارا رسميا لدولة الإمارات عن مصادرة مساعدات مالية كانت مخصصة لدعم الجيش الصومالي في مطار مقديشو.
وضم وفد روبلي الذي سيعقد لقاءات مع المسؤولين في دولة الإمارات، وزراء الأمن والتعليم والدستور ومسؤولين آخرين.
ويرى محللون في مقديشو أن هذه الزيارة تعد نقلة نوعية في العلاقات بين الصومال ودولة الإمارات، بعد توتر استمر لأربع سنوات خسر فيها الصومال الكثير في المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية والعسكرية.
وعن أهمية الزيارة، قال المحلل السياسي الصومالي محمد نور إن “دولة الإمارات كانت تلعب دورا محوريا خلال وجودها في الصومال، وخسرت مقديشو الكثير، وهذه الزيارة تكتسب أهميتها من استعادة الصومال ميزات عدة”.
فبعد توتر العلاقات بين البلدين -يضيف نور- أوقفت دولة الإمارات تدريبات قوات نخبة صومالية، كان لها دور كبير في تعزيز أمن البلاد، ودحر الإرهاب، وكانت قوات نوعية تتمتع بتدريبات عسكرية متقدمة.
وبحسب نور سيحاول رئيس الوزراء روبلي إثارة هذا الملف مع المسؤولين في دولة الإمارات، لحثهم على استئناف جهودهم في دعم الجيش الصومالي، وتقديم ضمانات لهم بعدم الإساءة لهم مجددا، في هذا الملف.
وبعد توتر العلاقات الدبلوماسية أغلقت دولة الإمارات مستشفى الشيخ زايد الكبير في العاصمة مقديشو الذي كان يخدم بشكل مجاني أكثر من 400 مريض يوميا، ويعمل فيه أكثر من 100 موظف، -وفق نور- الذي توقع أن يطلب روبلي تشغيل المنشأة الصحية مجددا.
وخلال الأزمة، تأثر الصومال اقتصاديا حيث كانت النسبة الأكبر من الواردات تأتي من دولة الإمارات، إضافة إلى تسهيلات كثيرة للتجار الصوماليين، كما فقد البلد الأفريقي دعما نقديا كانت تقدمه دولة الإمارات لميزانية الحكومة الفيدرالية بشكل سنوي.