يعمل القائم بأعمال رئيس الوزراء الصومالي محمد حسين روبلي جاهدا على ترميم العلاقات الصومالية الإماراتية التي تأثرت في السنوات القليلة الماضية بأفعال وخطوات ارتجالية -اعتبرها مراقبون سياسيون غير مناسبة – اتخذها النظام الحاكم برئاسة الرئيس المنتهية ولايته محمد عبد الله فرماجو.
ويزور رئيس الوزراء الصومالي محمد حسين روبلي حاليا دولة الامارات حيث وصل على رأس وفد صومالي رفيع المستوى في زيارة رسمية يوم الأحد 30 يناير إلى أبوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وذلك في أول زيارة له تهدف إلى تعزيز وتطوير العلاقات بين الدولتين الشقيقتين.
ورافق رئيس الوزراء في زيارته عدد من المسؤولين الحكوميين، ومن أبرزهم وزير الأمن الداخلي عبد الله محمد نور، ووزير التربية والتعليم العالي عبد الله أبوبكر الحاج، ووزير الشؤون الدستورية صالح أحمد جامع، ووزير الدولة في مكتب رئيس الوزراء عبد الحكيم حسن أشكر.
وكان في استقبال رئيس الوزراء الصومالي والوفد المرافق له لدى وصولهم إلى أبوظبي وزير العدل الإماراتي عبد الله سلطان النعيمي.
وتعتبر الإمارات العربية المتحدة من الدول القليلة التي وقفت إلى جانب الصومال طيلة العقود الثلاثة الماضية. وبعد انزلاق الصومال إلى أتون الحرب الأهلية عام 1991م، وإغلاق معظم الدول أبوابها أمام المواطنين الصوماليين الهاربين أصبحت الإمارات العربية المتحدة الملاذ الوحيد الذي لجأ إليه التجار الصوماليون، واستقروا في إمارة دبي لمواصلة أنشطتهم التجارية، حيث انتعشت الحياة التجارية الصومالية هناك. ولا تزال كبريات الشركات التجارية والمالية الصومالية تتمركز في دبي.
وعملت الهيئات الإغاثية الإماراتية ومن أبرزها الهلال الأحمر الإماراتي في الصومال في حقبة التسعينيات من القرن الماضي؛ التي شهدت فيها البلاد ظروفا إنسانية وأمنية معقدة للغاية، مقدمة للشعب الصومالي خدمات إنسانية وتنموية، استفاد منها عدد كبير من المواطنين الصوماليين، لا يزالون يكنون الاحترام والتقدير للإمارات على مساعداتها للوطن.
وفي مجال الصحة قدمت دولة الإمارت العربية المتحدة مساعدات صحية للشعب الصومالي، ومن أبرز هذه المساعدات –على سبيل المثال فقط- قيام الإمارات ببناء مستشفى الشيخ زايد في مقديشو مجهزا بأحدث المعدات الطبية، وتم افتتاحه في شهر يونيو عام 2015، وكان يوفر خدمات طبية مجانية يوميا لـحوالي 300 مريض صومالي من الأسر الفقيرة، وذلك قبل إغلاقه وتوقف عمله في شهر أبريل عام 2018، لظروف قاهرة، تعود إلى مصادرة السلطات الحكومية مبالغ مالية إماراتية كان جزء منها مخصصا لأدوية ومرتبات موظفي المستشفى.كما قامت دولة الإمارات بافتتاح عيادات طبية في عدد من المدن، من بينها مركة، وأفغوي، وبيدوا، وجوهر، وكيسمايو.
ولم يقتصر الدعم الإماراتي للصومال على الجانب الإنساني والتنموي، بل لعبت دورا كبيرا في دعم الحكومة الصومالية في المجال الأمني، وذلك من خلال تدريب القوات الصومالية، كما أخذت دولة الإمارات العربية المتحدة دورا ملحوظا في الجهود الدولية لمكافحة القرصنة الصومالية؛ التي شلت حركة الملاحة البحرية الدولية، وأثرت سلبا على سمعة البلاد.
ولا يخفى أن دولة الإمارات العربية المتحدة ساهمت كذلك في دعم ميزانية الحكومة الصومالية في عهد الرئيس السابق حسن شيخ محمود، إضافة إلى تنفيذها برامج إنسانية وتنموية تمثلت في حفر الآبار وتوفير المياه والخدمات الصحية والتعليمية في العديد من المناطق الصومالية.
وعلى الرغم من أن رئيس الوزراء الصومالي يسعى جاهدا إلى تعزيز العلاقات الصومالية الإماراتية، إلا أن هناك جهات تعمل على ما يبدو لعرقلة مساعي رئيس الوزراء الرامية إلى تحسين السياسة الخارجية الصومالية خدمة لأجندات خارجية.