بدأ رئيس وزراء الصومال محمد حسين روبلي، زيارة إلى دولة الإمارات، في خطوة نحو محو آثار الماضي وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين.
واستهل روبلي الذي وصل إلى دولة الإمارات، أمس الأحد، العام الجديد بتطورات لافتة في العلاقات بين البلدين، إثر تقديمه في 7 من يناير/ كانون الثاني الجاري، اعتذارا رسميا لدولة الإمارات عن مصادرة مساعدات مالية كانت مخصصة لدعم الجيش الصومالي في مطار مقديشو.
وقال مدير دائرة الاتصال بمكتب رئيس الوزراء الصومالي ليبان عبدي علي إن زيارة روبلي تأتي بدعوة رسمية من دولة الإمارات، وتهدف لتطوير وتعزيز العلاقات بين البلدين.
واعتبر مكتب رئيس الوزراء في بيان أن “الإمارات والصومال بينهما علاقات تاريخية متعددة الجوانب، ويتمتعان بعلاقات عميقة في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية”.
ويضم وفد روبلي الذي سيعقد لقاءات مع المسؤولين في دولة الإمارات، وزراء الأمن والتعليم والدستور ومسؤولين آخرين.
ويرى محللون في مقديشو أن هذه الزيارة تعد نقلة نوعية في العلاقات بين الصومال ودولة الإمارات، بعد توتر استمر لأربع سنوات خسر فيها الصومال الكثير في المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية والعسكرية.
وعن أهمية الزيارة، قال المحلل السياسي الصومالي محمد نور” إن دولة الإمارات كانت تلعب دورا محوريا خلال وجودها في الصومال، وخسرت مقديشو الكثير، وهذه الزيارة تكتسب أهميتها من استعادة الصومال ميزات عدة”.
فبعد توتر العلاقات بين البلدين -يضيف نور- أوقفت دولة الإمارات تدريبات قوات نخبة صومالية، كان لها دور كبير في تعزيز أمن البلاد، ودحر الإرهاب، وكانت قوات نوعية تتمتع بتدريبات عسكرية متقدمة.
وبحسب نور سيحاول رئيس الوزراء روبلي إثارة هذا الملف مع المسؤولين في دولة الإمارات، لحثهم على استئناف جهودهم في دعم الجيش الصومالي، وتقديم ضمانات لهم بعدم الإساءة لهم مجددا، في هذا الملف.
ويعتقد المحلل السياسي نفسه، أن اتخاذ الصومال خطوات فعلية مثل تقديم اعتذار رسمي وعلني، والقيام بزيارة رسمية إلى دولة الإمارات، كفيلان باستئناف الدعم للقطاع العسكري في البلاد.
وبعد توتر العلاقات الدبلوماسية أغلقت دولة الإمارات مستشفى الشيخ زايد الكبير في العاصمة مقديشو الذي كان يخدم بشكل مجاني أكثر من 400 مريض يوميا، ويعمل فيه أكثر من 100 موظف، -وفق نور- الذي توقع أن يطلب روبلي تشغيل المنشأة الصحية مجددا.
وخلال الأزمة، تأثر الصومال اقتصاديا حيث كانت النسبة الأكبر من الواردات تأتي من دولة الإمارات، إضافة إلى تسهيلات كثيرة للتجار الصوماليين، كما فقد البلد الأفريقي دعما نقديا كانت تقدمه دولة الإمارات لميزانية الحكومة الفيدرالية بشكل سنوي.
ويجمل نور المأمول من الزيارة في أنها ستفتح الأبواب لتسهيلات أكبر لرجال الأعمال الصوماليين، وترفع التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، وتعيد دعم الميزانية السنوي، الذي كانت دولة الإمارات تقدمه.
من جانبه، قال يوسف عمر” إن الحكومة الصومالية أدركت أن الإمارات دولة محورية في الوسط العربي وفي القارة الأفريقية، لذلك اغتنم روبلي فرصة ذهبية لتدارك الأخطاء الدبلوماسية، وبناء علاقات متوازنة ترعى مصالح الطرفين”.
واعتبر يوسف زيارة روبلي بداية جيدة للإدراك الصومالي الدبلوماسي لضرورة توازن العلاقات والمصالح بين الدول في منطقة القرن الأفريقي، التي تجلب تحالفات دولية وإقليمية للظفر بها استراتيجيا.
ووفق يوسف فإن الصومال سيبقى محورا للتجاذبات الإقليمية والدولية التي تعيشها منطقة القرن الأفريقي، وعلى الدبلوماسية الصومالية أن تقر بأن دولة الإمارات محور رئيسي في ترسيم المصالح والعلاقات المقبلة، لذا فإن الزيارة “تصالح مع الواقع”.
ويعتقد يوسف بأن هذه الزيارة ستفتح الآفاق بين البلدين، وستقود إلى علاقات أوثق تركز فيها دولة الإمارات على التعامل مع الحكومة الفيدرالية، وتلتزم فيها مقديشو بعد ارتكاب أي تهور، وفق تعبيره.