بدأت اللغة التركية بالانتشار بشكل ملحوظ في الصومال لتصبح أكثر شيوعا للتعلم، وسط اهتمام متزايد في الدولة الأفريقية التي اصبحت أقرب من أي وقت مضى إلى تركيا، وهي الدولة التي تقع عليها الأطماع التركية منذ فترة ليست قصيرة.
يقول مصطفى محمد عبدي كرين “عبد الكريم”، المدير الإداري لمعهد سومتورك للغات في العاصمة الصومالية مقديشو، انه يقدم دورات خاصة في اللغة التركية وتم إنشاؤها في الأصل لمساعدة الطلاب الصوماليين على الدراسة في تركيا.
وتأسس المعهد في منطقة هودان بمقديشو من قبل الطلاب الذين درسوا في تركيا.
ويضم المعهد أكثر من خمس دفعات من الطلاب الذين يتعلمون اللغة التركية.
وقال “طلابنا هم في الغالب أولئك الذين يرغبون في السفر إلى تركيا للدراسة في الجامعات التركية”.
وأضاف “نحن نساعدهم على تعلم اللغة قبل أن يذهبوا إلى هناك، وحتى الان يمكن لطلابنا التعلم بشكل مثالي”.
وقال “إن حوالي 135 شخصًا من بينهم 65 فتاة سجلوا لتعلم اللغة التركية في معهده خلال الشهر الماضي”.
مضيفًا “أنهم جميعًا طلاب يطمحون للقبول في الجامعات التركية”.
وقال: “بعضهم رجال أعمال يريدون التواصل مع نظرائهم الأتراك، والبعض منهم يريد الدراسة، حيث أصبحت اللغة مهمة وشائعة هنا في الصومال”.
منذ عام 2018، عندما فتحت المدرسة أبوابها، أكمل 300 شخص دوراتهم في اللغة التركية.
قال عبدي كرين: “يعمل بعض طلابنا الذين تخرجوا الآن هنا في مقديشو كمترجمين فوريين نظرًا لوجود عدد كبير من الشركات التركية العاملة في مقديشو”.
وأضاف “إن الطالبات يتعلمن بسرعة، لأنهن أكثر تفانيًا وتركيزًا، ويرغب معظمهن في متابعة دورات في الطب بتركيا.
من جانبها قالت طالبة الصيدلة زهرة معلِنْ عبد الرحمن ذات 20 عامًا :”إنها تريد التنافس مع صديقتها التي تتحدث اللغة التركية بطلاقة وتشاهد الأفلام التركية، دون مساعدة الترجمة الإنجليزية.”
وقال عبد كرين، إنه على الرغم من الطلبات الكبيرة من الأشخاص الذين يرغبون في تعلم اللغة التركية، إلا أنه غير قادر على استئجار مكتب كبير ومفروش بالكامل بسبب نقص الأموال”.
وأضاف “كما ترون الآن، لدينا جهاز كمبيوتر واحد وطابعة فقط ويسعدنا وجودهما. لم نفكر في طلب أي مساعدة من أي شخص”.
وتابع قائلا “لكنني أعتقد أن بعض الناس سوف يدركون العمل الجيد الذي نقوم به هنا. ليس لدينا الكثير من الاحتياجات الآن، ولكننا نود أن نطلب من المنظمات التركية مساعدتنا.”
قال عمر عبدي جمال، أستاذ العلوم السياسية في جامعة مقديشو، إن تعلم لغات مختلفة أمر جيد لأن دين الإسلام يشجع على ذلك أيضًا.
على الرغم من عدم وجود إحصاءات رسمية متاحة، إلا أنه يدعي أن حوالي 100000 صومالي يمكنهم التواصل باللغة التركية والعدد في تزايد مستمر.
ولفت إلى أن ذلك يرجع إلى أن تركيا تستضيف عددًا كبيرًا من الصوماليين في الشتات.
وأوضح أن :”تعلم لغة أجنبية هو دائمًا خطوة إيجابية، وتعلم لغة بلد مثل تركيا، التي لها روابط اقتصادية وسياسية وعسكرية وثيقة مع الصومال، يعد خطوة جيدة للغاية في الاتجاه الصحيح”.
وقال إنه بالنظر إلى التكامل الاقتصادي والتعليمي والثقافي بين الصومال وتركيا، هناك مجال كبير لفتح المزيد من مدارس اللغة التركية في البلاد. وقال إن هذه المدارس الخاصة في الصومال يمكنها أيضًا تعزيز الاندماج الثقافي لمواطني البلدين.
وقال: “إذا بقيت جميع العوامل الأخرى ثابتة، أعتقد أن اللغة التركية ستصبح ثاني أكثر اللغات التي يتم تدريسها في المدارس الصومالية، متجاوزة بذلك اللغة العربية وهي اللغة الرسمية الثانية في البلاد”.