تركيا تواصل تسيير سفنها الى الموانئ الصومالية
تحذيرات من تحويل الصومال لسوق لبيع السلاح وكسر الحظر المفروض من مجلس الامن
الصومال اليوم / مقديشو – خاص
بدأت تركيا تحريك السفن التجارية من موانئها الي الموانئ الصومالية عبر جيبوتي لتعزيز تواجدها في الصومال التي تخطط لجعلها بوابة تجارية نحو شرق افريقيا.
ومنذ دخول تركيا الي الصومال قامت باستثمار ميناء مقديشوا بعد بنائها للقاعدة العسكرية وقيامها بتدريب الجيش والشرطة والامن والاستثمار في البنية التحتية.
لكن المراقبين يرون في هذا التحرك البحري مخاطر تتعلق بتصدير السلاح الي الصومال وجعله سوقاً لبيع السلاح التي تشهد نزاعات وكسر قرار الحظر المفروض على الصومال من مجلس الامن.
وأكد الأكاديمي والباحث السياسي الصومالي عبدالرحمن جامع أن تركيا لها أطماع واضحة في أفريقيا بشكل عام، وفي الصومال تحديدا، حيث تطمح أن تكون سوقا للأسلحة لديها.
وقال إن سعي أنقرة للتعاون العسكري مع الصومال يهدف إلى رغبتها في الحصول على عقودات تسليح الجيش الصومالي بعد خروج قوات الاتحاد الأفريقي، وتصبح مقديشو مدخلا لفتح أسواق جديدة للصناعة العسكرية التركية في بعض بلدان شرق أفريقيا.
وقال جامع إن تركيا تحاول أن تظهر بمظهر الشرطي الجديد في منطقة القرن الأفريقي لابتزاز القوى الكبرى، كما تسعى في سباق للحصول على قاعدة عسكرية في منطقة البحر الأحمر الاستراتيجية على غرار الدول الكبرى، مثل أمريكا والصين، عبر استغلال ضعف الدولة الصومالية تحقيقا لأجندتها بعيدة المدى.
وفي نفس السياق قال الخبير السوداني في شؤون القرن الأفريقي الدكتور الزمزمي عبدالمحمود، أن المنطقة مرشحة لمزيد من الأزمات إذا لم تحدث تدخلات عربية لقطع التمدد التركي في الصومال.
وقال إن الاستراتيجية التركية تكمن خطورتها في أنها تدخل في إطار القوة الناعمة غير المحسوسة التي لا تظهر نتائجها في الوقت الحالي.
وأضاف أن تركيا تسعى من خلال الوجود المكثف عسكريا واقتصاديا في الصومال إلى الوجود في شرق أفريقيا والتمدد عبر المحيط الهندي إلى آسيا، مشيرا إلى أن تركيا تضع نصب عينيها الموارد الاقتصادية الصومالية الهائلة والموانئ التي تحاول استغلالها اقتصاديا وعسكريا وفتح أسواق كبيرة لها في شرق أفريقيا.
وشدد على ضرورة التحرك العربي لوقف التحركات التركية التي تتفق مع الأجندة الإيرانية في القرن الأفريقي.
وكان الجيش الصومالي تسلم قبل ايام دفعة من عربات الكيربي المصفحة التركية الصنع وعربات رباعية الدفع في نفس الوقت الذي تخرج فيه ضباط سلاح الجو الصومالي من الكلية التركية الوطنية للدفاع ضمن جهود إعادة إحياء القوات الجوية الصومالية.
