تعتبر الهندسة المدنية في الصومال أبرز التخصصات التي توفر لأصحابها فرص عمل ودخلاً وفيراً، لكن أضحى هذا المجال عقوداً حكراً على الرجال، فجاءت الشابة الصومالية المهندسة زهور يوسف لتكسر هذا الاحتكار.
وتعد زهور يوسف المتخصصة في هندسة الطرقات والجسور، أول مهندسة صومالية تعمل في إشراف عمل هندسي، وهي من بين القلائل الذين يعملون في هذه المهنة بالصومال، حيث تشرف حالياً على مشروع بناء جسر في منطقة أرض الصومال صممته بنفسها كما تشرف على تنفيذه، حيث تدير طاقم البناء الذي يتكون من ذكور فقط.
وقالت زهور” إنها أحبت هذه المهنة منذ الصغر، وحظيت بدعم والدها للوصول إلى مكانة مرموقة من أجل تحقيق حلمها .
وعن أسباب اختيارها للهندسة المدنية، قالت: “أنا أحب التحدي وما يراه الآخرون مستحيلاً مصدر تشجيع لي، لا فرق بين الرجل والمرأة في أي مهنة حول العالم، منذ الصغر كنت أحب هذه المهنة ودعمني والدي بشكل كبير، وعملت لأول مرة في أستراليا”.
وأشارت إلى أن التحديات التي واجهتها كانت معنوية أكثر مما هي مادية، وحثّت الصوماليات على تحقيق طموحهن في هذا المجال، قائلة: “أشجعكن على اختراق هذه المهنة، هي صعبة لكنها ممتعة”.
وتدير زهور شركتين أسستهما بنفسها بعد عودتها إلى الصومال عام 2018، إحداهما لتنفيذ مشاريع البناء والأخرى لتقديم الاستشارات والتصميم الهندسي، كما تعمل مستشارة متعاونة مع شركات أخرى لديها مشاريع كبيرة مثل مشروع الجسر الذي تشرفه الآن.
وذكرت زهور أن بعد الحصول على التخصص “بناء الجسور” في بريطانيا، عملت 12 عاماً خارج الصومال عبر التعاون مع شركات المقاولة في قطاع البناء وساهمت في تنفيذ مشاريع كبيرة في بلدان عربية وأستراليا وأمريكا.
ووُلدت زهور في مدينة هرجيسا عاصمة أرض الصومال، وتشرف الآن على الجسر الرابط بين منطقتي غبلي وشريف علي في أرض الصومال، كأول مشروع.
وقالت “أنا مسرورة جداً بأن أول مشروع أقوم بتنفيذه هذا الجسر في أرض الصومال الذي يمكن أن يستوعب تحمل أكبر شاحنات النقل في المنطقة كما يسهل النشاط التجاري وحركة التنقل في المنطقة”.
وتقر زهور بأن قطاع الهندسة المدنية بشكل عام يشهد ندرة النساء فيه على مستوى العالم، لكنها تعتقد بأن المعرفة والتخصص لا يفرقان بين الرجل والمرأة.
وتابعت: “لم أفكر أبداً بأن نوع جنس الشخص يحدث فرقاً في أي مهنة بالعالم، هذا بلدي وأن أخدمه بنقل خبراتي إليه وفخورة جداً”.
وعن رد فعل المجتمع على وجودها في الميدان، قالت زهور: “الناس هنا مسرورن ويرحبون بي، وأنا سعيدة بهذا الحفاوة”.
أما العمل مع طاقم رجال فتقول إنهم يتعاملون معها بمهنية وتصدر لهم الأوامر دون عوائق، إلا أن بعضهم يحاولون عدم الاستماع لها وتقوم بفرض عقوبات مناسبة ولا تكترث لهم.