عين الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو، أمس الخميس، محمد حسين روبلي، رئيسا للوزراء، بعد شهرين من عزل رئيس الوزراء السابق حسن علي خيري.
وطالب فرماجو رئيس الوزراء الجديد الذي جاء على وقع أزمة في البلاد عقب الإطاحة بحسن خيري، حيث يعتقد مراقبون أن عملية العزل جاءت بعد تعاون بين رئيس مجلس الشعب، محمد مرسل شيخ عبدالرحمن، والرئيس محمد عبدالله فرماجو، لرفض خيري خطة تمديد بقاء فرماجو في الحكم.
مهندس وأكاديمي
محمد حسين روبلي، رئيس الوزراء الصومالي الجديد، مهندس وأكاديمي من مواليد عام 1963 بمدينة هوبيو بإقليم مدغ وسط البلاد، متزوج وأب لخمسة أطفال، مزدوج الجنسية الصومالية والسويدية.
تلقى محمد حسين روبلي تعليمه الأساسي والثانوي في مقديشو، بينما تلقى تعليميه الجامعي بالسويد والصومال، يحمل درجة ماجستير العلوم في الهندسة البيئية والبنية التحتية المستدامة من المعهد الملكي للتكنولوجيا بالسويد عام 2000، ودرجة بكالوريوس في الهندسة المدنية بالجامعة الوطنية في الصومال عام 1990 .
وحصل روبلي على دبلوم عالي عن برنامج كبار المديرين التنفيذيين للطرق في جامعة برمنغهام البريطانية عام 2012، كما حصل على شهادة معتمدة عن منتدى التعلم حول الابتكارات في الاستثمارات العامة وبرامج التوظيف من إيطاليا 2016 .
ويتحدث محمد حسين روبلي خمس لغات من بينها لغة الأم وهذه اللغات الصومالية، الإنجليزية، العربية، السويدية والإيطالية، وقام بتنفيذ مشاريع في تطوير البنية التحتية في كينيا، وتنزانيا، والسويد إضافة إلى الصومال.
رئيس الوزراء الـ 20 في تاريخ الصومال
عمل روبلي في إدارة وتنفيذ مشاريع الإعمار، داخل الصومال وخارجها مثل دول كينيا وتنزانيا، ففي الداخل الصومالي قام بتنفيذ وإدارة مشاريع بلغ رأس مالها 200 مليون دولار بتمويل من الاتحاد الأوروبي.
وعمل في الأمم المتحدة حيث نشط عبر منظمة العمل الدولية والتي خدم فيها أكثر من 14 عام، ولم يعرف لسيد روبلي أي نشاط سياسي في السابق إلا أنه كان قريبا من دوائر صنع القرار بفضله عمله كموظف دولي لدى الأمم المتحدة كما هو حال الصوماليين الذين يشغلون في مثل هذه الوظائف.
رد الفعل وأبرز الملفات
وفي أول رد فعل على مستوى الشخصيات السياسية البارزة في الساحة، هنأ رئيس الوزراء السابق حسن علي خيري خلفه بالمنصب الجديد سائلا الله أن ييسر له حمل المسؤوليات الجديدة والنجاح في منصب المكلف به.
وقال خيري في تغريدة نشرها على حسابه في الفيس بوك ” أدعوا جميع الصوماليين الوقوف إلى جانب رئيس الوزراء الجديد ودعمه في آداء مهامه”
ويعد ملف الانتخابات الصومالية وتجاوز المرحلة الانتقالية في مرحلة وجيزة لا تتجاوز أربعة أشهر أبرز المهام الصعبة التي تنتظر من محمد حسين روبلي الإدارة بكفاءة عالية وحنكة سياسة.
وينتظر روبلي عبور الصومال إلى بر الأمان في مرحلة انتقالية حرجة وتوحيد الصف الوطني خلفه لنيل ثقة الشعب الصومالي فيه فخلو ملفه من مناصب سياسية سابقة يخدم هذا الغرض.
وتترقب الأوساط السياسية والنخب الثقافية والإعلامية عن كيفية تعامله مع التدخلات الخارجية على سير العمل الحكومي وما إذا كان سينجح مثل سلفه خيري إبقاء السلطة التنفيذية خارج غطرسة التدخلات القطرية التي تهيمن على مفاصل الحكم في الصومال.