أحرجت الخلافات الحادة بين الرئيس الصومالي المنتهية ولايته محمد عبد الله فرماجو والقائم بأعمال رئيس الوزراء محمد حسين روبلي، رئيس كل من غلمدغ وهيرشبيلي، أحمد عبدي كاريه “قور قور” وعلي عبد الله حسين “غودلاوي”.
وقد أظهرت الولايات الأخرى موقفها من الصراع الدائر بين الرجلين، حيث أبدت ولايتا بونتلاند وجوبالاند مساندتهما لرئيس الوزراء واستعدادهما للمشاركة في اجتماع المجلس الاستشاري الوطني الذي دعا روبلي إلى عقده في مقديشو بينما أعلنت ولاية جنوب الغرب مقاطعتها لذلك الاجتماع والمشاركة بدلا من ذلك في المؤتمر الذي دعا إليها فرماجو.
ويشير محللون سياسيون إلى أن هناك أسبابا تحمل ولايتي غلمدغ وهيرشبيلي على عدم اتخاذ موقف واضح إزاء الخلافات بين روبلي وفرماجو، ومنها أن معظم قيادات المعارضة ينحدرون من الولايتين مما يجعل من الصعب عليهما إعلان التأييد لفرماجو، الأمر الذي قد ينعكس سلبا على الأوضاع الداخلية فيهما، كما أنهما لا تستيطيعان إنكار الجميل لفرماجو الذي أوصل رئيسي الولايتين إلى السلطة.
ومن الأسباب أيضا هشاشة الأوضاع في الولايتين اللتين ليست لديهما موارد اقتصادية، أو قوات خاصة بهما على غرار الولايات الأخرى، بالإضافة إلى التحديات الداخلية المتمثلة في الصراعات بين العشائر، واستيلاء مقاتلي حركة الشباب على مناطق واسعة من الولايتين.
وقد جعلت الأسباب المذكورة الولايتين تلتزمان الصمت إزاء الصراع الدائر بين رأسي السلطة في الصومال، وكان رئيس ولاية غلمدغ أحمد عبدي كاريه يلعب في السابق دور الوسيط بين فرماجو وبين روبلي أو بين فرماجو والمعارضة، لكن الخلافات هذه المرة خرجت عن السيطرة، ويبدو أن غلمدغ وهيرشبيلي تنتظران الجهة التي ستنتصر في الصراع الدائر.