عانى الصومال الأمرّين في العقود الماضية إثر الحروب الأهلية والمجاعات، حيث أصبح الواقع شرقي أفريقيا مضرب مثل للبطالة والفقر المدقع.
ويواجه الصومال أسوأ موسم جفاف منذ 40 عامًا، حيث يواجه ملايين الأشخاص المجاعة في عام 2022، وفقًا لتقرير صادر عن منظمة “أوكسفام” الخيرية البريطانية.
وحسب ما نشرته المنظمة، منتصف الاسبوع الجاري، في تقرير لها على موقعها الرسمي: “يعاني نحو 90% من الصومال من جفاف حاد بعد ثلاثة مواسم متتالية دون هطول الأمطار، وتواجه بعض المناطق أكثر المواسم جفافاً منذ 40 عامًا”.
وأضاف التقرير: “يواجه نحو 3.5 مليون شخص بالفعل انعدامًا شديدًا للأمن الغذائي، ويواجه ملايين آخرون الجوع في أوائل العام المقبل”.
وتتلاشى فرصة الرعاة لزراعة محاصيل الموسم المقبل أو العثور على أراضي الرعي للماشية.
وقال أمجد علي، المدير القطري لمنظمة أوكسفام في الصومال: “كان الناس في مناطق جوبالاند في الجنوب، وجدو، ومودوغ، ونوجال، وباري، وتغدير، وسول هم الأكثر تضرراً”.
وأضاف علي: “وقد عانى البعض بالفعل من الجفاف الشديد لأكثر منذ عام واضطروا إلى مشاهدة ماشيتهم ومحاصيلهم ومدخراتهم تتلاشى أمام أعينهم”، وأضاف: “إنهم بحاجة ماسة إلى الماء والغذاء والنقود لإنقاذ حياتهم”.
ويلاحظ أن هذا يرجع إلى حقيقة أن فرص زراعة محصول أو إيجاد أرض رعي للماشية في الموسم المقبل تتقلص إلى الصفر.
ووفقًا للمنظمة، تسبب الجفاف المستمر الناجم عن تغير المناخ، والحرب الطويلة في الصومال، وآفات الجراد، ووباء كوفيد -19 في حدوث مجاعة في البلاد.
وتقدر منظمة أوكسفام أن 7.7 مليون شخص، أي نحو نصف سكان الصومال، سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة في عام 2022 ، بزيادة قدرها 30% عن عام 2021.
ووفقًا لمؤشر الجوع العالمي، أصبحت الصومال الدولة ذات المعدل السكاني الأعلى الذي يعاني من المجاعة في عام 2021.
وقضى ستة أشخاص، الثلاثاء، جوعاً وعطشاً جرّاء الجفاف الشديد، الذي يضرب الصومال، في محافظة مدغ وسط البلاد.
وقال مسؤول محلي بولاية غلمدغ في تصريح صحفي إن الجفاف الواسع أودى بحياة الناس بسبب الجوع والعطش.
وذكر أحمد محمد شري، نائب محافظ إقليم مدغ بولاية غلمدغ، أنّ ستة أشخاص لقوا حتفهم جوعاً وعطشاً بسبب الجفاف الشديد في ولاية غلمدغ.
وأضاف أنَّ المتضررين من الجفاف فقدوا معظم مواشيهم، بالإضافة إلى إصابتهم بأمراض مختلفة من بينها سوء التغذية.
وأشار إلى أن مدينة غالكعيو، عاصمة محافظة مدغ، شهدت ارتفاعاً حاداً في عدد الأشخاص الفارين من المناطق الريفية التي ضربها الجفاف في الأيام الأخيرة، حيث استقر البعض مع أسرهم في المدينة.
وأفادت ولاية غلمدغ بأنها تبذل جهوداً لتوفير المياه عبر صهاريج للأشخاص المتضررين من الجفاف الحاد.