برزت أربع نساء عربيات في قائمة بي بي سي التي تضم 100 امرأة من الأكثر تأثيرا وإلهاما حول العالم لعام 2021، والتي كشفت عنها الثلاثاء 7 ديسمبر.
وبحسب ما أفادت هيئة الإذاعة البريطانية فإن قائمة هذا العام تتميز بحضور خاص لنساء أفغانيات رفضن الاستسلام وضياع الانجازات التي حققها الحراك النسائي في بلدهن بعد سيطرة طالبان، فيما تم اختيار 4 نساء من المنطقة العربية هنّ:
نجلاء المنقوش: وزيرة خارجية ليبيا
أصبحت نجلاء المنقوش هذا العام أول سيدة تتولى حقيبة الخارجية في ليبيا حين اختيرت لشغل المنصب في حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وهي أيضا أستاذة قانون، ومحامية في القانون الجنائي. وكانت خلال الثورة الليبية عام 2011، قد انضمت إلى عضوية المجلس الوطني الانتقالي، وعملت على بناء صلات مع منظمات المجتمع المدني.
ومثلت المنقوش ليبيا لدى معهد الولايات المتحدة للسلام، كما عملت ضمن برامج تهدف إلى تحقيق السلام في مركز الأديان العالمي والدبلوماسية وفض النزاعات.
وهي حاصلة على ماجستير في القانون الجنائي من جامعة قاريونس (جامعة بنغازي حاليا)، وماجستير في إدارة الصراع والسلم من جامعة إيسترن مينونايت، كما نالت لاحقا دكتوراه في إدارة الصراع والسلم من جامعة جورج مايسون الأمريكية.
ولدت نجلاء في مدينة كارديف البريطانية، لكنها عادت مع عائلتها إلى بنغازي في ليبيا حين كانت في السادسة من عمرها.
تعرضت المنقوش لضغوط بسبب الصراعات السياسية الداخلية في بلادها.
وتقول نجلاء المنقوش: “تغير العالم كثيرا خلال عام 2021، أود أن يبدأ العالم من جديد، ليمنح معنى وهدفا لحياتنا، ويخدم البشرية بأسرها بشكل أفضل”.
حليمة آدن: ناشطة في مجال حقوق الإنسان وعارضة أزياء سابقة الصومال
ولدت حليمة آدن، الصومالية الأصل وأول عارضة أزياء عالمية محجبة، في مخيم للاجئين في كينيا. وفي عام 2017، وقّعت عقدا انضمت بموجبه إلى وكالة IMG للعارضات، وهي واحدة من أكبر وكالات عرض الأزياء في العالم. وتضمن العقد بندا يؤكد على أن حليمة لن تجبر على نزع حجابها أثناء قيامها بعرض الأزياء.
كانت حليمة أول عارضة محجبة تظهر على غلاف مجلتي “بريتيش فوغ” و”ألور، والنسخة السنوية الخاصة بملابس السباحة من مجلة “سبورت إلاستريتيد” الأمريكية. وهي ناشطة في مجال توعية النساء المسلمات، وتعزيز حضورهن، وكانت سفيرة نوايا حسنة لدى اليونيسيف في مجال حقوق الطفل.
وفي عام 2020، تخلّت حليمة عن عرض الأزياء بعد اقتناعها بأن هذا العمل لا يتوافق مع مبادئ دينها الإسلامي، ولكنها رغم ذلك ما زالت ذات تأثير ونفوذ في عالم الأزياء وخارجه.
وتقول حليمة آدن “رأينا كيف اضطر العاملون في الخطوط الأمامية إلى القيام بإجراءات استثنائية لحمايتنا أثناء الوباء، وأرجو أن نثمّن ونقدّر التضحيات التي قدموها. بإمكاننا تغيير العالم نحو الأفضل عن طريق السير قدما، ونحن معترفون بالجميل”.
إيمان لوكير: مدافعة عن حقوق العابرين جنسيا ومؤسسة Trans Asylias مصر
كانت إيمان لوكير راقصة في فرقة للرقص الحديث في دار الأوبرا المصرية في القاهرة، لكنها اضطرت إلى الفرار من مصر بسبب الضغوط ومضايقات الشرطة لها لكونها عابرة جنسيا.
انتقلت إيمان إلى الولايات المتحدة في عام 2008، وحصلت على حق اللجوء، وهي تعيش الآن في نيويورك، وتعمل فنانة وراقصة وممثلة، فضلا عن كونها ناشطة في مجتمع الميم.
وإيمان أيضا مديرة العلاقات العربية وعضوة بمجلس إدارة منظمات TransEmigrate الأوروبية، التي تساعد الأشخاص العابرين جنسيا على الانتقال للعيش في بلدان أكثر أمانا.
وفي يوم الظهور العالمي للعابرين جنسيا في مارس، أنشأت إيمان مؤسسة أطلقت عليها اسم Trans Asylias، وتقول إن مهمتها “توصيل طالبي اللجوء العابرين جنسيا إلى بلدان ترحب بهم”، وتقديم الدعم المعنوي لهم.
وتقول إيمان لوكير “لقد عرّض الوباء العابرين جنسيا، الذين هم بالفعل من أكثر الناس هشاشة في العالم، إلى خطر أكبر، إذ أجبرهم في بعض الأحيان على البقاء منعزلين داخل أسر تسيء إليهم أو تعتدي عليهم. وعندما فرض الإغلاق والحجر الصحي في بلدان العالم، أصبحت استغاثاتهم محزنة للغاية. على العالم أن ينقذهم ويساعدهم على تضميد جراحهم”.
جميلة غوردون: مديرة تنفيذية لمنصة لوماشين الصومال
تعدّ جميلة غوردون رائدة في عالم الذكاء الاصطناعي، وهي مؤسسة منصة لوماشين العالمية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي للتوصيل بين الروابط المُعَطَلة في سلاسل إمداد الغذاء العالمية.
ولدت جميلة في إحدى قرى الصومال، وحين كانت في سن المراهقة أرسلتها عائلتها إلى كينيا هربا من الحرب الأهلية التي كانت دائرة في وطنها. وانتقلت بعد ذلك إلى أستراليا حيث نمى لديها الشغف بالتكنولوجيا.
قبل إطلاقها منصة لوماشين، شغلت جميلة منصب المديرة الدولية في شركة آي بي أم، كما عملت مسؤولة معلومات لدى خطوط كانتاس الجوية الأسترالية.
حازت جميلة على جائزة مايكروسوفت العالمية في السباق الدولي لريادة الأعمال الحرة للنساء عام 2018، كما نالت لقب “مبتكرة العام” في أستراليا ونيوزيلندا خلال عام 2021 في مجال النساء العاملات في حقل الذكاء الاصطناعي.
وتقول جميلة غوردن “أؤمن بشدة بقدرة الذكاء الاصطناعي على تمكين الفقراء والمهمشين من تبوأ المواقع التي يستحقونها في المجتمع، والإسهام في الوقت نفسه بإحداث تحولات في عالم الأعمال”.