ديكا دلاك.. أول عمدة مسلمة من اصول صومالية تكسر “فوبيا المهاجرين” بولاية مين الأمريكية
رأت ديكا دلاك الأمر على وجوه الناس عندما بدأت حملتها الانتخابية؛ إذ بدا البعض خائفا من فتح أبواب منازلهم.
ورأى آخرون حجابها وافترضوا أنها لا تتحدث الإنجليزية، لكنها واصلت الطريق ورواية قصتها.
لكن تغيرت الكثير من الأمور منذ تلك الأيام في 2018، عندما ترشحت لأول مرة لمجلس المدينة بجنوب بورتلاند في ولاية مين الأمريكية، وفازت، لتكسر “فوبيا المهاجرين” في الولاية.
والإثنين الماضي، أصبحت ديكا دلاك، أول عمدة صاحبة بشرة سمراء لمدينة صغيرة على الساحل الجنوبي للولاية، ويعتقد أنها أول عمدة صومالية أمريكية في الولايات المتحدة، بحسب شبكة “سي إن إن” الأمريكية.
وذكرت الشبكة الأمريكية أن أعضاء مجلس مدينة جنوب بورتلاند الآخرين انتخبوا دلاك بالإجماع؛ بسبب تفانيها للمجتمع وتفكيرها المتعمق بالقضايا.
وقالت دلاك (53 عاما) إن انتخابها أوضح ما يمكن تحقيقه عندما تجد الناس طرق للتواصل مع بعضهم البعض بدلًا من وضع حواجز، مضيفة: “سيكون لدى الناس دائما نوعا من التحفظ.. لكنهم سيتعرفون عليك، ويستمعون إليك، ويعرفون من أنت من خلال ذلك.”
وتعلم دلاك أن انتخابها كان مفاجئا للبعض بالنظر إلى أن مين هي الولاية الأكثر عددا في أصحاب البشرة البيضاء، وأن 90% من سكان جنوب بورتلاند من أصحاب البشرة البيضاء، لكنها تأمل أن يكون انتخابها لمنصب العمدة بمثابة حافز للآخرين كي يحذوا حذوها.
وقالت دلاك أمام مجلس المدينة الشهر الماضي بعد تعيينها: “أنا فخورة حقا بحقيقة أنني سأفتح عدة طرق لأناس آخرين يشبهونني، لاسيما الأعضاء الشباب بمجتمعنا، ليقولوا: إذا تمكنت هذه المرأة من فعل ذلك، يمكنني ذلك.”
وأضافت: “ليس فقط للمهاجرين أو الجيل الأول أو أصحاب البشرة السمراء، لكن الشباب أيضًا، أصحاب البشرة البيضاء الذين قد يكونوا خائفين أو لا يريدون أن يكونوا جزءًا من الواجبات المدنية التي نقوم بها جميعا.. أقول: نعم إن استطعت فعل ذلك، نعم، يمكنكم فعل ذلك. نحتاجكم حقا، كل فرد منكم في مدينتنا الجميلة.”
ويعتبر تنصيب دلاك منعطفا هاما لجاليات المهاجرين الصوماليين التي ازدادت عددا، وأصبحت أكثر ترسخا في ولايات مثل: مين، مينيسوتا، أوهايو، وواشنطن.
وتعتبر دلاك أول عمدة صومالية أمريكية في الولايات المتحدة، بحسب منظمة “نيو أمريكان ليدرز” التي تدرب وتشجع المهاجرين على الترشح للمناصب، لكن أعربت المنظمة عن أملها في ألا تكون دلاك الأخيرة.
وانتخاب دلاك يمثل أيضًا سابقة تاريخية في جنوب بورتلاند، التي لم تحظى أبدًا بعمدة من أصحاب البشرة السمراء، بحسب سيث جولدستاين، نائب رئيس جمعية “ساوث بورتلاند هيستوريكال”، مشيرًا إلى أن حوالي 6 آلاف صومالي يعيشون في مين، نتيجة موجة هجرة بدأت في بداية الألفينات.
وبالرغم من أن وصول المهاجرين لم يقابلوا بترحاب، قالت دلاك إن الناس الذين التقتهم رحبوا بها، وخلال السنوات الأخيرة التقت مع مزيد من الصوماليين والمهاجرين الآخرين الذين يتولون مناصب قيادية في الولاية.
وهربت دلاك من الصومال عام 1990، قبل وقوع البلاد في الحرب الأهلية، وبعد هجرتها إلى الولايات المتحدة عام 1992، قالت إنها بدأت بعد فترة تنظيم زملائها المهاجرين ليصبحوا مواطنين ويشاركوا في التصويت، لكنها لم تفكر أبدًا في الترشح لمنصب، حتى توصلت لفكرة مقلقة.”
وقالت في خطاب تنصيبها: “مهما كان عملي مهما، لم نكن متواجدين على طاولات صناعة القرار.”
وعام 2018، ترشحت أمام صاحب عمل محلي وفازت، لتخط التاريخ كأول أمريكية من أصول أفريقية وأول مسلمة يتم انتخابها بالمجلس.
وفي 2020، ترشحت بالتزكية لفترة ثانية. ويختار مجلس المدينة من بين أعضائه العمدة، وفي نوفمبر/تشرين الثاني، أيد زملاؤها بالإجماع ترشحها.
ويوم الإثنين، صوتوا على الأمر رسميًا؛ لتخدم لفترة عام بالمنصب.