أمريكا توجه رسائل نارية لفرماجو: الفساد يعيق الإصلاح الأمني في الصومال
حذرت الولايات المتحدة الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو، من أن الفساد والمحسوبية يهددان الإصلاح الأمني في البلاد.
وقالت السفارة الأمريكية بمقديشو، في بيان لها اليوم الأربعاء، إنها تدعم إصلاح القطاع الأمني بالصومال، لكنها حذرت من المحسوبية والفساد.
وأوضحت سفارة واشنطن “أن الولايات المتحدة تدعم إعادة هيكلة القطاع الأمني في الصومال، حيث سيقود البلاد إلى مستقبل مزدهر آمن ومستقر”.
وأكدت مصادر أمنية صومالية أن رسائل واشنطن تتصل مباشرة بقضية إيقاف قائد الجيش الصومالي الجنرال أدوا يوسف راغي، لقائد فرقة “دنب” الخاصة في الجيش العقيد إسماعيل مالن عن العمل، وهي الفرقة المعنية بمحاربة الإرهاب والتي تديرها واشنطن تمويلا وتدريبا.
وأثار هذا القرار استياء واشنطن من تعامل نظام فرماجو مع الملف الأمني الذي مولته بنحو 5 مليارات دولار لدحر الإرهابيين في الصومال.
ووفق خبراء أمنيين صوماليين فإن العقيد إسماعيل يتمتع بسمعة طيبة داخل أفراد فرقة “دنب” وطاقمها الإداري، ويعتقدون أن تعليق مهامه بداية لعزله من منصبه لأغراض سياسية لدى فرماجو.
جدير بالذكر أن إسماعيل تلقى تعليمه في الولايات المتحدة وقام بجهد ملحوظ خلال قيادته لهذه القوة في الفترة الماضية.
كما يعتبر من القيادات الشبابية التي تدرجت في السلك العسكري أثناء ولاية رئيس الوزراء الصومالي السابق حسن علي خيري، نظرا لبراعته في المعارك التي خاضها ضد حركة الشباب الإرهابية.
بدوره رحب مستشار فرماجو للشؤون الأمنية عبد سعيد، بالدعم السخي الذي يقدمه المجتمع الدولي لتأهيل القطاع الأمني بالصومال.
وقال عبد سعيد على حسابه في تويتر عقب بيان السفارة الأمريكية، “نحن ممتنون للدعم المستمر من شركائنا الدوليين، ونعتقد أن بإمكانهم لعب دور مهم في المضي قدما في إصلاح القطاعات المختلفة”.
وأضاف: “يجب على الأطراف الدولية استشارة المؤسسات الصومالية وإشراكها بشكل فعال في توجيه هذا الدعم”.
ويجري وفد أمريكي رفيع المستوى يضم مسؤولين من وزارة الدفاع والقيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا، اليوم الأربعاء، زيارة عمل غير معلنة مسبقا في مقديشو.
ووفق مصادر قريبة من القصر الرئاسي الصومالي، تأتي هذه الزيارة للاجتماع مع فرماجو برفقة كبار مستشاريه بملفي الإنتخابات والإصلاح الأمني، بمطار مقديشو الدولي.
وأعربت الولايات المتحدة عن قلها بشأن الوضع السياسي في البلاد، إضافة إلى مخاوفها المتجددة بتقويض الإصلاحات الأمنية التي كان يقودها رئيس الوزراء الصومالي السابق حسن على خيري الذي أطاح به فرماجو بعد رفضه تنفيذ توجهاته فيما يتعلق بالانتخابات المقررة في فبراير/شباط المقبل.