الاقتصاد الصوماليالرئيسية

التغيرات المناخية تهدد الزراعة والثروة الحيوانية في الصومال

نحو 7.7 مليون صومالي يواجهون أوضاعا مزرية جراء عوامل الجفاف والجراد الصحراوي وتذبذب موسم الأمطار..

يواجه المزارعون ومربّو الماشية في الصومال تهديدات غير مسبوقة من خطر فقدان أعمالهم بسبب التغيرات المناخية التي تضرب أجزاء كثيرة من مناطق البلاد مما يهدد باتساع دائرة انعدام الأمن الغذائي في بلد يعاني أصلا من عدم الاستقرار منذ سنوات.
وخلال الفترة الأخيرة تسببت موجة جفاف ضربت الأقاليم الجنوبية في نفوق الآلاف من رؤوس الماشية، فيما يهدد تقلص المساحات الزراعية حياة الملايين من سكان أقاليم جوبا السفلى والوسطى وغدو وجلجدود ومدغ في ولايتي جوبالاند وجلمدغ.
ويعتبر الصومال من الدول العربية الغنية بالثروة الحيوانية، وهو يصدر أعدادا كبيرة من المواشي إلى دول الخليج العربي، لكن هذه التجارة لم تقلل من حجم معاناة السكان.
ويملك البلد مقومات كبيرة لتربية الماشية، لكن المزارعين والرعاة لا يملكون البنية التحتية التي تمكنهم من مواجهة التقلبات المناخية، ما يؤدي إلى نفوق أعداد من الماشية خلال الجفاف.

وبحسب إحصاءات منظمات دولية فإن مساحة الأراضي الصالحة للزراعة تقدر بنحو 10 ملايين هكتار، ما يعني أن الصومال قادر على سد احتياجات أسواق عالمية.
ولكن لسوء الحظ وبسبب قلة الإمكانيات لا يُستغل من هذه المساحة سوى واحد في المئة ما يعكس تعطش البلد للاستثمار في هذا القطاع الحيوي.
ووفق وزارة الشؤون الإنسانية وإدارة الكوارث، فإن نحو 7.7 مليون مواطن يواجهون أوضاعا مزرية جراء عوامل الجفاف والجراد الصحراوي وتذبذب موسم الأمطار، إلى جانب تداعيات فايروس كورونا الذي شلّ حركة اقتصاد البلاد وتسبب في ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
أما في جوبالاند فإن مدن بلد حاوة وبطاطي وأفمدو ولوق تعد من أكثر المناطق تضررا جراء الجفاف الحاد الذي ضرب الإقليم نتيجة عدم هطول الأمطار الموسمية بشكل منتظم.
وقال علي محمود منسق الشؤون الإنسانية بوزارة الشؤون الإنسانية بإقليم جدو للأناضول إن “الإقليم يواجه حالة إنسانية صعبة، إذ أثر الجفاف سلبا على حياة السكان والماشية”.
وأوضح أن شح المياه ونضوبها جوفيا دفع سكان الإقليم إلى الانتقال لمسافة أكثر من 30 كيلومترا مشيا للحصول على كميات من المياه، والتي لا تسد حاجاتهم اليومية.

, التغيرات المناخية تهدد الزراعة والثروة الحيوانية في الصومال

وتعليقا على نزوح بعض السكان من المنازل هربا من الجفاف الذي يهدد حياتهم ومواشيهم، يقول أحمد بولى عمدة إقليم جدو إن “موجة الجفاف التي يشهدها الإقليم كباقي الأقاليم الجنوبية ضاعفت معاناة السكان الرعويين والمزارعين”.
وسجلت جوبالاند حالات نفوق مواش في بعض القرى والبلدات بسبب نقص المياه، إذ تسبب الجفاف الذي ضرب الأقاليم الجنوبية في نفوق 34 ألف رأس من الماشية بحسب وزارة الثروة الحيوانية.
وقال محمد نور وزير الثروة الحيوانية في جوبالاند للإعلام المحلي في وقت سابق إن “أقاليم الولاية تشهد حالة جفاف أثرت سلبا على حياة سكانها الذي يعتمدون على الرعي
والزراعة”.
وأوضح أن الجفاف تسبب بنفوق الآلاف من رؤوس الماشية توزعت على الشكل التالي: 22 ألف رأس من البقر و9 آلاف من الإبل و2700 من الغنم.
وحول وجود خسائر بشرية جراء الجفاف أشار الوزير إلى أنه لم تسجل بعد أية وفاة بشرية، لكن الآلاف من السكان نزحوا من منازلهم بعدما أهلك الجفاف ماشيتهم وتوجهوا إلى المدن الكبرى بحثا عن لقمة عيش وشربة مياه.
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإنه تم الإبلاغ عن تدهور كبير في المراعي ونقص في المياه في مناطق كثيرة من ولاية جوبالاند بسبب الطقس الجاف ومعدلات التبخر المرتفعة.
وأفاد المكتب في بيانه الصادر منتصف أكتوبر الماضي بأن ظروف نقص المياه مقلقة للغاية ما يعرّض حياة سكان هذه الولاية للخطر، وخصوصا السكان الرعويين الذين يعيشون في المناطق التي يصعب الوصول إليها والذين هم الأكثر تضررا جراء الجفاف.
وأشار إلى أن كل أحواض المياه في الولاية جفت تقريبا مع وجود عدد كبير من الآبار الضحلة، ما أدى إلى تزاحم كبير للماشية مع ساعات طويلة من الوقوف في الطوابير.

وتظهر التقديرات أن أكثر من 21 ألف أسرة تأثرت جراء نقص المياه منذ العاشر من أكتوبر الماضي في مناطق أفمدو وبلد حاوة ولوق ودولو وبطاطي حيث يتنقلون من منطقة إلى أخرى بحثا عن الماء لماشيتهم.
وقال رئيس الوزراء محمد حسين روبل عقب اجتماع طارئ مع بعض وزراء حكومته حول مستجدات الجفاف الذي ضرب أقاليم جنوب ووسط البلاد “ندعو الهيئات الإنسانية والمحلية إلى الإسراع في تقديم معونات إنسانية وتوفير مياه صالحة للشرب في المناطق التي ضربها الجفاف”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق