تحمل اللغة أهمية كبرى لكافة الأمم، فهي تحفظ ثقافتها وتاريخها كما تصنع هويتها، وقد أدرك المسؤولون في مدرسة سانت كلاود ذلك، وبدأوا بتعليم الطلاب الصوماليين لغتهم حتى يكونّوا فهمًا أفضل لهويتهم
قالت زينب حاشي، طالبة في مدرسة التكنولوجيا الثانوية، إن والدتها شعرت بالصدمة عندما أخبرتها أنها ستجري بحثًا عن عن مدينة كيسمايو، المدينة التي تنحدر منها، وذلك كجزء من مشروع دراسي.
وقالت زينب: “في أحيان كثيرة نتعلم عن بلدان وثقافات مختلفة، لكننا لا نخصص وقتًا كافيًا لأن نتعلم جذورنا وهويتنا”.
وقد تم تصميم دورة للطلاب الذين نشأوا وهم يتحدثون باللغة الصومالية، بعنوان “تعليم اللغة الصومالية للناطقين بها”، إذ تعد الدورة الأولى باللغة الصومالية في الولاية، بل وربما الدولة بأكملها.
وقد تم الموافقة على تلك الدورة من قبل مجلس مدينة سانت كلاود في ديسمبر، وتركز الدورة الاختيارية على مهارات الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة، وتدرس خلال خمسة أيام في الأسبوع.
وقد صرحت كيلي فرانكلين فيلد، مديرة قسم اللغة الإنجليزية والبرامج الثقافية في مجلس المدينة، أن اللغة الصومالية تعد ثالث أكثر اللغات استخدامًا في ولاية مينيسوتا بعد الإنجليزية والإسبانية. وأضافت: “من المنطقي أن تكون اللغة التالية التي نقوم بتدريسها هي اللغة الصومالية “.
حلقة وصل مع الموطن الأصلي
وقد تم تكليف الطلاب بالبحث عن مدينة صومالية مرتبطة بجذورهم العائلية، ولم يتعلم الطلاب حينها عن الأشخاص البارزين الذين نشأوا في تلك المدينة فحسب، بل تعلموا أيضًا عن مناخ المنطقة، والجغرافيا، والغطاء النباتي، والأطعمة الشعبية، والقبائل، والعادات الثقافية.
وقال محمود محمد ،منسق العدالة التعليمية في مجلس المدينة، إن طلاب المدرسة لديهم قدرة عالية في مهارات التحدث والاستماع باللغة الصومالية، وهم رغم ذلك لديهم مستويات متفاوتة فيما يتعلق بمهارتي القراءة والكتابة وذلك بسبب الانقطاعات التي لحقت بتعليمهم قبل وفودهم إلى الولايات المتحدة.
وأضاف محمود أن فوائد تعلم لغتين كثيرة، ومن أمثلتها: زيادة احترام الذات ومشاركة الآباء القوية في أنشطة المدرسة، كما نوه إلى أن تعلم الطلاب للغتهم الأم مهم؛ لتعزيز فهمهم لهويتهم وما يعنيه أن تكون صوماليًا في مينيسوتا.
وقالت هودن نور، أحد الملتحقين بالدورة أنها ترغب في تعلم اللغة الصومالية حتى تتمكن من تبادل الرسائل النصية مع والديها بدلًا من الاضطرار إلى الاتصال بهما.
وأضافت: “لقد حسّن هذا المشروع من علاقتي مع والدتي، لأني قمت بإعداد المشروع عن مكان ولادتها، فقد كانت متحمسة لإخباري بكل القصص والتجارب التي عاشتها هناك، وأخبرتني أن المجتمع كان رائعًا ويحبون مساعدة بعضهم البعض، هذا النوع من الإثارة جعلني متحمسًا لمعرفة المزيد، وأن أكون جزءً من مجتمع كهذا”.
المصدر : القرن اليومية + وكالات