افريقيا و العالمالرئيسية

تحرك أمريكي لاحتواء الأزمة السياسية في السودان

أجرى المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي جيفري فليتمان السبت، مشاورات مكثفة مع مسؤولين بالسلطة الانتقالية بالسودان، ضمن مساعي واشنطن لاحتواء الأزمة.
وقالت السفارة الأمريكية بالخرطوم، في بيان، إن فليتمان التقى رئيسي مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، والوزراء الدكتور عبدالله حمدوك، بجانب وزيرة الخارجية مريم الصادق المهدي.
وكشف البيان أن المبعوث الأمريكي أكد خلال هذه اللقاءات دعم بلاده للانتقال المدني الديمقراطي في السودان.
وحث جيفري جميع الأطراف للعمل معا لأجل تنفيذ بنود الإعلان الدستوري الذي يحكم الفترة الانتقالية.
وتأتي مشاورات المبعوث الأمريكي للقرن الأمريكي على وقع أزمة سياسية حادة يعيشها السودان، إثر تصاعد الخلاف بين شركاء الفترة الانتقالية من العسكريين والمدنيين، وسط غياب أفق الحل في ظل تمسك كل طرف بموقفه.
والتقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان بمكتبه المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي، حيث أطلعه على تطورات الوضع السياسي الراهن والجهود الجارية للخروج من الأزمة.
وأشاد رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالموقف الأمريكي الداعم للانتقال الديمقراطي في السودان ولعملية السلام، مؤكدا ضرورة العودة لمنصة التأسيس والاحتكام للوثيقة الدستورية واتفاقية جوبا.
ودعا البرهان إلى ضرورة توسيع المشاركة السياسية لكل القوى الوطنية، ما عدا المؤتمر الوطني، وقال “لا يمكن احتكار الحكومة التنفيذية بواسطة أحزاب بعينها لا تمثل كل أطياف الشعب السوداني”.
وأكد رئيس مجلس السيادة حرص القوات المسلحة السودانية على حماية الانتقال، وصولاً لمرحلة الانتخابات والتحول الديمقراطي، وجدد تأكيداته بعدم السماح بأي محاولة انقلابية من أي جهة تعرقل عملية الانتقال الديمقراطي.
من جانبه، أشاد رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك بحنكة رئيس مجلس السيادة وقيادته للفترة الانتقالية ووعد بالعمل سويا معه لاستكمال مهام الفترة الانتقالية.
وأشاد المبعوث الأمريكي بالإنجازات التي حققها رئيس مجلس السيادة ورئيس الوزراء خلال الفترة الانتقالية وطالبهما بالعمل معا، من أجل العبور بالمرحلة الانتقالية نحو غاياتها، داعيا إلى عدم إقصاء أي طرف من أطراف العملية السياسية في البلاد.
وقال فليتمان إن التباينات في مواقف القوى السياسية وراء تأخير تشكيل المجلس التشريعي والمحكمة الدستورية ومفوضية الانتخابات وهياكل العدالة الانتقالية ومجلس القضاء العالي، وأضاف “لن يتم الانتقال بصورة آمنة بدون إنشاء هذه المؤسسات”.
وينادي العسكريون ومؤيدون لهم معتصمون أمام القصر الرئاسي لليوم السابع على التوالي بحل الحكومة الانتقالية وتشكيل أخرى من كفاءات وطنية، وحل لجنة تفكيك الإخوان وتوسيع قاعدة المشاركة في الائتلاف الحاكم.
بينما يرفض تحالف الحرية والتغيير هذه المطالب، واعتبر الحراك الدائر أمام القصر الرئاسي محاولات للانقضاض على الثورة ومكتسباتها.
وقال بيان من وزارة الخارجية السودانية إن لقاء الدكتورة مريم الصادق المهدي بالمبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي، بحث تطورات الأوضاع السياسية الراهنة في البلاد، وجهود الحكومة الانتقالية في تحقيق التحول الديمقراطي على خلفية المسيرات والتحركات الشعبية المساندة لطرفي الشراكة على التوالي، خصوصاً المواكب الضخمة التي شهدتها العاصمة وجميع مدن السودان مساندة للحكم المدني ورفضا لنهج الانقلابات العسكرية.
وقالت وزيرة خارجية السودان إن “مجمل تلك التحركات بأنها كانت ممارسة ديمقراطية مشروعة، بغض النظر عن رجحان كفة المساندة الجماهيرية لهذا الطرف أو ذاك”.
بدوره، أشاد المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي بمساندة الشعب السوداني القوية، التي عبر عنها من خلال المسيرات الأخيرة لعملية الانتقال والتحول الديمقراطي، والتزامه بسلمية الحراك.
وأكد حرص بلاده على الاستقرار والسلام في السودان من خلال إنجاح عملية الانتقال الديمقراطي وتعزيز الشراكة بين أطراف الحكومة الانتقالية، مشددا على أنهم يتعاملون بكل شفافية وإخلاص ووضوح مع كافة الأطراف ذات الصلة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق