نجحت وساطة جديدة بالصومال في الجمع بين رئيس البلاد المنتهية ولايته، محمد عبدالله فرماجو، ورئيس الوزراء محمد حسين روبلي.
ويأتي هذا اللقاء الذي تم اليوم في مقر الرئاسة في سياق محاولة مصالحة، بعد تفجر أزمة بين الرجلين مطلع سبتمبر/أيلول الماضي، واستمرار خلاف سياسي محتدم، إثر طرد فهد ياسين، رئيس المخابرات المقرب من فرماجو من منصبه، على خلفية مقتل موظفة المخابرات إكرام تهليل فارح في ظروف غامضة.
وأكدت مصادر مقربة من القصر الرئاسي عقد اجتماع بين فرماجو وروبلي، بجهود وساطة يقودها رئيس ولاية جنوب غرب الصومال عبدالعزيز حسن محمد لفتاغرين، خلال اليومين الماضيين.
وانتهى الاجتماع بحسب المصادر بين الرئيس فرماجو ورئيس الوزراء روبلي في جو يسوده التفاهم، وتم الاتفاق على عقد اجتماع آخر في وقت لاحق الليلة، لوضع اللمسات الأخيرة على القضايا المتبقية بين الجانبين.
وذكرت المصادر أن المسؤولين أبديا تفاهما وتقاربا، وعبرا عن الأمل في التوصل إلى اتفاق كامل في وقت لاحق من هذ الأسبوع.
وهذا الاجتماع هو الأول بين فرماجو ورئيس الوزراء، منذ محادثات الشهر الماضي الفاشلة، التي قادها رئيس ولاية غلمدغ أحمد عبدي كاريه قور قور.
وتعمق الخلاف بين فرماجو وروبلي منذ تحول تحقيق العدالة في قضية إكرام إلى صراع صلاحيات بينهما، وإصرار الرئيس المنتهية ولايته، على أن ينقذ فهد ياسين من الإدانة في القضية.
ورفض فرماجو تعيين عبدالله محمد نور وزيرا للأمن، والجنرال بشير محمد جامع مديرا مؤقتا لجهاز الاستخبارات، إلا أنه في خطوة نادرة تشي بقرب اعترافه التقى اليوم بالرجلين، لأول مرة منذ تعيينهما في القصر الرئاسي، برفقه رئيس ولاية جنوب غرب الصومال عبدالعزيز حسن محمد لفتاغرين، الذي يقود جهود الوساطة.
وأشارت مصادر مطلعة إلى أن كلا من فرماجو وروبلي يتعرضان لضغوط دبلوماسية أمريكية لحل الخلافات السياسية بينهما، بهدف التركيز على الانتخابات العامة المتعثرة.
والسيناريو الأقرب لحل الخلاف السياسي قبول فرماجو بوزير الأمن ومدير المخابرات اللذان عينهما روبلي.
وهناك طرح آخر يشير إلى احتمال الاتفاق على تعيين مدير جديد للمخابرات، بالاتفاق بين فرماجو وروبلي، أو استبعاد كل من وزير الأمن ومدير المخابرات، وهو أمر مستبعد بسبب موقف روبلي القوي في هذا الخلاف.
ويرى مراقبون أن الاتفاق سيتم سريعا لغلق هذا الملف نهائيا، ودون رجعة فلمن تكون الغلبة؟، يتساءل الصوماليون، الذين شغلهم الخلاف بين الرجلين خلال الأشهر الماضية.