التجربة الصومالية في الإنتقال من الحرب إلى السلام والبناء
نظمت وحدة السياسات في الشبكة الدولية لدراسة المجتمعات العربية بالتعاون مع معهد القرن للسلام والتنمية، ندوة علمية حضورية ورقمية بعنوان “التجربة الصومالية في الإنتقال من الحرب إلى السلام والبناء”.
الكلمة الإفتتاحية كانت للمنسقة العامة للشبكة الدولية لدراسة المجتمعات العربية د. ماريز يونس التي نوهت بأهمية هذه الندوة كونها “تنظم من أرض الصومال التي عاشت ويلات الحرب لعقود” . ولفتت إلى أن هذه الحرب زعزعت استقرار البلد، وأدخلته في انقسامات سواء أكان على المستويات الإجتماعية أم الإقتصادية أم الثقافية أم السياسية.
وأكدت أن هذه التجربة كانت مريرة، وكان لها تداعيات عديدة على مستوى التماسك الإجتماعي داخل المجتمع الصومالي، حتى باتت مضرب مثل بالكلام عن الصوملة.
أما ميسر الندوة الإعلامي والناشط عبدلله حاج يوسف فأكد أن الندوة تأتي عبر سياق سلسلة من الندوات والفعاليات “الاخرى”، والتي تهدف إلى تسليط الضوء على قضايا المجتمعات العربية واستشراف السيناريوهات المستقبلية.
مدير مركز القرن الإفريقي للتنمية والدراسات السياسية الدكتور ليبان شري قدم سردا تأريخيا عن الدولة الحديثة في الصومال، وعرّج على الصراعات القبلية، والدور السلبي للجهات المسلحة، كما سلط الضوء على دور الحركات الإسلامية في الصراع الصومالي –الصومالي.
وأكد أن الصوماليين تعلموا الدروس من الأوضاع الصعبة التي عصفت بهم وأدركوا حجم خسائر الحروب ولذلك لا يتحمسون لها أيا كانت الدوافع. وشدد على أن التداول السلمي للسلطة مطلب ضروري، حيث يقبل الصوماليون في نهاية كل أربعة أعوام إجراء انتخابات عادة ما تفرز إدارة جديدة يمنح لها التفويض في إدارة البلاد.
واعتبر أن النظام الفدرالي أنعش الولايات وخلق نوعا من التوازن بين المركز والأطراف .وأضاف: “إن القطاع الأهلي والمجتمع المدني تمكنا من تقديم الكثير من الإحتياجات والخدمات الأساسية “.
بدوره د. علي الهندي الباحث والخبير الإرتيري في الشأن الإفريقي شرح أسباب الصراعات المتداخلة مع المنطقة، وكيف أثرت الصراعات العالمية والإقليمية على الصومال.
من جهته د. حسن شيخ علي الأستاذ في الجامعة الوطنية الصومالية تحدث عن الجهود المبذولة في إعادة بناء الدولة، ومؤتمرات المصالحة، معتبرا أن أهم التحديات تكمن في إعادة بناء وهيكلة الجيش الصومالي ليطابق مواصفات جيش وطني قادر على حماية البلاد ويحفظ الأمن والإستقرار، بالإضافة إلى مشكلة أرض الصومال التي أعلنت إنفصالها .
بدوره د. أحمد أويصال رئيس مركز أورسام لدراسات الشرق الأوسط، ومنسق وحدة السياسات في الشبكة الدولية لدراسة المجتمعات العربية، أكد أن الإستعمار الغربي هو الذي قسم البلاد، وقسم المجتمع الصومالي الى قبائل تتقاتل فيما بينها، الأمر الذي أضعف البلاد وانهكها.
واعتبر أن الصومال يحتاج الآن الى رؤية بناءة مبنية على المواطنة، وأن هذه الرؤية لا يمكن أن تتبلور دون توفير الأمن، بعيدا من التدخلات الخارجية في الشأن الصومالي الداخلي كما فعلت تركيا، بينما الاستعمار الغربي لا يزال مستمرا في التدخل في أكثر من بلد عربي.