افريقيا و العالمالرئيسية

أفريقيا تعول على دبي لتحقيق الحلم بربطها باقتصاد العالم

أشاد المنتدى العالمي الأفريقي بدور دبي في ربط أفريقيا باقتصاد العالم، ومساعدة القارة السمراء في تنمية تجارتها.
وأكد بول كاغامي، رئيس رواندا أن اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، ستسهم في دعم التجارة الأفريقية، وتشكيل أكبر منطقة تجارة حرة عالمياً من حيث عدد الدول، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن دولة الإمارات و دبي بشكل خاص لعبت دوراً مهماً ورئيساً في ربط أفريقيا بالاقتصاد العالمي.
وقال في كلمة رئيسية مسجلة ضمن فعاليات اليوم الثاني من الدورة السادسة للمنتدى العالمي الأفريقي للأعمال الذي تنظمه غرفة دبي وإكسبو 2020 دبي – إن هذا التعاون بين الإمارات و رواندا والدول الأفريقية بشكل عام ساهم في تحقيق الفوائد والعوائد الإيجابية المشتركة للمنطقتين، كما أنه يؤسس لمرحلة جديدة من التعاون لبناء التصورات للشراكة في المستقبل.
وأوضح أن أزمة كوفيد-19 تركت آثاراً وخسائر كبيرة على العائلات والمجتمعات والشركات في أفريقيا، قائلًا : مع أنه يمكن القول أن مرحلة الخسائر قد توقفت إلى حد كبير، إلا أن الطريق للمستقبل ما زال صعباً ولابد من انتهاز الفرص الجديدة، والعمل على بناء شراكات استراتيجية تسهم في بناء مستقبل أفضل وتحقيق الازدهار للجميع.
وأوضح كاغامي أن دول أفريقيا تمكنت من مواجهة التحديات التي فرضتها جائحة كوفيد-19 التي هي الآن في مراحلها النهائية، إلا أن التعافي من الأزمة وعودة القطاعات للعمل بشكل طبيعي مازال يحتاج إلى وقت طويل، ولهذا فإنه لا بد من إيجاد سلاسل توريد وشحن أكثر مرونة، والاعتماد بشكل أكبر على الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي للتمكن من الجاهزية للمستقبل ودعم الانتعاش الاقتصادي.
وبين أن ما فرضته الأزمة من متغيرات ساهمت في تسريع العمل مع شركات عالمية في مجال توفير اللقاحات وصناعة الأدوية، والتي بدأت في رواندا قبل الجائحة إلا أنها تقدمت بشكل أسرع وقت أزمة كوفيد-19 وستسهم بكل تأكيد في تعزيز التطور في هذا المجال والقطاع الحيوي.

“أفريقيا سوق موحدة في 2030”

وفي جلسة أخرى بعنوان ” تسريع تبنّي التكنولوجيا .. الاقتصاد اللاتلامسي”، أكد لاسينا كوني، المدير العام لتحالف أفريقيا الذكية في ساحل العاج، أن لديهم رؤية لتحويل أفريقيا إلى سوق موحدة بحلول 2030 مع وضع التحول الرقمي ركيزة أساسية لذلك من أجل ضمان التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مع الاهتمام بتكنولوجيا المعلومات وتشجيع القطاع الخاص لدفع منظومة التنمية المستدامة ..مشيراً إلى أن أفريقيا تمتلك فرصا كبيرة بعدد سكانها البالغ نحو 1.3 مليار نسمة والذي يتألف 70% منه من الشباب.
وأوضح أن الاقتصاد الرقمي ينبغي أن يقوم على 5 ركائز مهمة، وهي الحكومة الذكية، والقطاع الخاص الذكي، والبنى التحتية المتطورة، والابتكارات وريادة الأعمال، وتطوير الكوادر والمهارات.
وألقى كوني الضوء على أهمية تنمية التجارة البينية الأفريقية التي لا تتعدى نسبتها حالياً 12%، بينما تبلغ مثيلتها في القارة الأوروبية 69%، كما أشار كوني إلى إطلاق بلاده الهوية الرقمية الخاصة بالتعاون مع دول بنين ورواندا وتونس، في خطوة مهمة لتنمية التحول الذكي وزيادة استخدام الهواتف الذكية على حساب الهواتف التقليدية، حيث تهدف بلاده إلى مضاعفة الدفع الإلكتروني عبر الخدمات.
وأكد كوني أن دبي تمتلك بنية تحتية لوجستية متطورة يمكن أن تساهم في تنمية التجارة الإلكترونية الأفريقية عبر حلولها اللوجستية التي تشجع على استيراد البضائع وخفض تكلفة شحنها إلى القارة السمراء، وبالتالي تنمية الدفع الإلكتروني وازدهار حركة التجارة.

اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية

وخلال جلسات منتدى الأعمال الأفريقي، أكد وامكيلي مين، الأمين العام لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، الأهمية الكبيرة لاتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية.
وأشار إلى أن التطبيق السريع لهذه الاتفاقية يسهم في إعادة اقتصادات الدول الأفريقية إلى مسار النمو المستدام، وتوفير الفرص الاستثمارية الواعدة في الكثير من القطاعات الحيوية وتعزيز العلاقات الاقتصادية مع الدول الصديقة وفي مقدمتها الإمارات.
وقال وامكيلي مين – في جلسة حوارية ضمن فعاليات المنتدى العالمي الأفريقي للأعمال الذي تنظمه غرفة دبي وإكسبو 2020 دبي – رغم تداعيات أزمة كوفيد-19 فقد أنهينا 88% من قواعد اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية، ما يعكس الاهتمام الكبير من دول “القارة السمراء” على تقليص كل العوائق التي تواجه طرق التجارة، وذلك من خلال تعزيز التجارة الداخلية في القارة الأفريقية وتقوية الروابط التجارية للدول الأفريقية بسلاسل التجارة العالمية.
وأضاف: سنعقد أيضاً خلال شهر مارس/آذار العام المقبل منتدى للمستثمرين تحت مظلة الأمانة العامة في أفريقيا، والذي سنقوم خلاله بالكشف عن إطار قانوني يضم الدول الأعضاء لتسهيل الحركة التجارية، وحل النزاعات كما سيعمل ذلك الإطار القانوني ككيان مستقل ومحايد.
وأوضح قائلا: إن أهدافنا الكبيرة وطموحتنا في تعزيز دورنا في التجارة العالمية لا تتماشى مع الأرقام والنسب التي تظهر تدني الحالة التجارية في القارة، ولكن في المقابل لدينا الإمكانيات للنهوض بهذه التجارة فنحن نملك أسرع وتيرة نمو ونملك أصغر معدل عمر سكان في العالم، وهو 26 عاماً وهذه كلها عوامل ستساعدنا على تحقيق أهدافنا المرجوة.

وقال: نحن ملتزمون بتطبيق الاتفاق وخلق سوق واحد فيه شروط تجمع المستثمرين من جميع أنحاء العالم للاستثمار في القارة، فنحن لا نريد أن نعرف بالقارة الفقيرة بعد اليوم، ولكن نريد أن نعرف بقارة المستقبل.

السنغال.. شراكة متميزة مع الإمارات

استعرض أمادو هوت وزير الاقتصاد والتخطيط والتعاون في السنغال خلال جلسته في المنتدى العالمي الأفريقي للأعمال الجهود التي اضطلعت بها السنغال للتعافي من تداعيات جائحة ” كوفيد-19″ والاستمرار في نسق النمو التصاعدي والشراكة المميزة التي تربطها مع دولة الإمارات والشركات العاملة فيها لاسيما مع ” دي بي ورلد ” .
وقال هوت: ” ترتبط السنغال بعلاقة وثيقة مع “دي بي ورلد” منذ بداية إطلاق عملياتها في الدولة عام 2008 والتي أثمرت عن إنشاء مرفأ رائد ومنطقة حرة على امتداد 1000 هكتار بالشراكة مع الحكومة السنغالية وشركات من القطاع الخاص هناك”، منوها بعلاقة الشراكة التي تربط السنغال مع الإمارات والقطاع الخاص فيها والتسهيلات اللوجستية التي توفرها فضلاً عن موقعها المميز وسهولة مزاولة الأعمال انطلاقاً منها.
وفيما يتعلق بجهود تعزيز القطاع الصناعي في السنغال في ظل ” كوفيد-19″، لاسيما الصناعات الدوائية، قال أمادو هوت : ” فرضت الجائحة علينا العمل على تطوير القطاع الصناعي وإعادة النظر في أولوياتنا واعتمادنا المطلق على سلاسل التوريد العالمية في سبيل الحصول على احتياجاتنا وخاصة في مجالات الغذاء والدواء، حيث ننتج 10% فقط من احتياجاتنا الدوائية، لذا أقررنا خططاً لإنتاج 30% من احتياجاتنا الدوائية بحلول عام 2030 مع خطط لإنتاج 50% مستقبلاً، الأمر الذي يتطلب إصلاحات على مستوى البنية التحتية والعمل على استقطاب مزيد من الاستثمارات المتخصصة في الصناعات الدوائية ” .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق