أمريكا تناقض نفسها حول استراتيجيتها العسكرية في الصومال والبنتاغون ينفي الفشل
ردا على إعلان مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة التي اكدت إنفاق بلادها 3.5 مليار دولار لاستعادة أمن الصومال دون أي نتيجة
نفت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أن تكون استراتيجيتها العسكرية التي تنفذها في حربها ضد «حركة الشباب» في الصومال قد فشلت.
وقال المتحدث باسم «البنتاغون» الكولونيل أنتون سيميلروث في رسالة إلكترونية لـ«الشرق الأوسط»، إن «استراتيجيتنا لم تفشل، لا بل أدى العمل العسكري الذي نقوم به إلى وقف وتعطيل طموحات (حركة الشباب) لزيادة العنف وتصديره على نطاق أوسع».
وكانت تقارير قد أشارت إلى أن القائمة بأعمال مندوب الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة شيريث شاليه نورمان، أعلنت أن بلادها أنفقت خلال العقدين الماضيين 3.5 مليار دولار لاستعادة أمن الصومال، دون أن يسفر ذلك عن نتيجة تذكر.
وأضاف المتحدث باسم «البنتاغون» أن «القيادة الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)» أدركت مع شركائها الدوليين باستمرار، أن «السلام في الصومال لن يتحقق بالوسائل العسكرية البحتة، ويتطلب قيادة قوية وفعالة من قبل الحكومة الصومالية». وقال سيميلروث إن «العمل العسكري الذي نقوم به بالتنسيق مع الحكومة الفيدرالية الصومالية، يهدف إلى تحسين الظروف الأمنية وتعطيل عمليات (حركة الشباب) ومنع قدرتها على التوسع».
وأشارت القائمة بأعمال مندوب الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نورمان، إلى أن بلادها «ما زالت تستخدم الغارات الجوية لاستهداف قيادات (حركة الشباب)»، لكنها اعترفت بأن «العمليات العسكرية وحدها لن تؤدي إلى النصر على الإرهابيين».
وكانت «قيادة القوات الأميركية في أفريقيا» قد أوضحت في تقرير لها أنها شنت على «حركة الشباب» خلال العام الحالي وحده 46 غارة جوية.
وأعربت الولايات المتحدة عن قلقها من الضرائب التي تدفعها جهات محلية لـ«حركة الشباب»، مشيرة إلى أن «الحركة مثلاً استخدمت الأموال التي تأخذها من المؤسسات التجارية في الهجوم الذي شنته مؤخراً على فندق (إيليت) في مقديشو». ويقوم الجيش الأميركي بتدريب القوات الصومالية الخاصة إلى جانب الغارات التي يشنها على مواقع «حركة الشباب»، ومع ذلك؛ فإن التحدي الأمني الذي تشكله الحركة لا يزال قائماً.
وقال المتحدث باسم «البنتاغون» إن واشنطن «تحقق هذا الهدف من خلال العمل المباشر، وتقديم المشورة والمساعدة، ومرافقة البعثات، ودعم بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميسوم)، وتطوير وحدة مشاة متقدمة تابعة للجيش الوطني الصومالي». وأضاف أن «استراتيجية الدفاع الوطني الأميركية تشير إلى أن الإرهابيين الذين يهددون الوطن الأميركي، بالإضافة إلى الأنشطة الخبيثة للصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران، يمثلون تهديدات رئيسية في البيئة العالمية اليوم». وأكد أن وزارة الدفاع «لا تزال ملتزمة بتدمير (حركة الشباب) التي أقسمت على الولاء لتنظيم (القاعدة)، والعمل مع شركائنا الأفارقة لتعزيز المصالح الأمنية المشتركة».