الانتخابات الرئاسيةالرئيسية

أمريكا ترعى جولة جديدة من الحوار السياسي في الصومال

من المتوقع ان ينطلق في العاصمة الصومالية مقديشو خلال الساعات القادمة جولة جديدة من الحوار السياسي بين الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو من جهة وأحمد مدوبي رئيس ولاية جوبالاند، وسعيد عبدالله دني رئيس بونتلاند، حول ملف الانتخابات للوصول إلى نظام توافقي.

ووصل رئيسا جوبلاند وبونتلاند الصومال، إلى مقديشو، لخوض جولة جديدة من الحوار السياسي والتي من المفترض أن تؤدي إلى حل نهائي حول الخلاف القائم بين الأطراف الصومالية على مسار الانتخابات التشريعية المقرر عقدها في نوفمبر /تشرين الثاني أما الرئاسية فستكون فبراير/شباط 2021.

وفور وصولهما إلى مقديشو ناقش الرئيسان مع ممثلين من المجتمع الدولي ملف الانتخابات الصومالية وضرورة الوصول إلى نموذج انتخابي توافقي بين الأطراف الصومالية لإجراء انتخابات حرة ونزيهة.

وكان أبرز الممثلين سفراء كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا والسويد والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والإيجاد في مقديشو.

وتأتي هذه الجهود الدولية لتعبيد الطريق للحوار السياسي الصومالي ولإضفاء ضمان دولي على المحادثات المقبلة مع فرماجو، الرئيس الذي يصفه الكثيرين بـ”المراوغ، بهدف الوصول إلى رؤية وطنية توافقية حول الملفات الشائكة.

وأبرز هذه الملفات، الانتخابات، وذلك بعد ما قاطع الرئيسان نتائج مؤتمر “طوسمريب” 3 الذي دار في الفترة “15-19 ” من الشهر الماضي، بين فرماجو ورؤساء الولايات الصومالية الأخرى ” هيرشبيلي وغلمدغ وجنوب غرب الصومال”، والذي توصل المشاركون فيه إلى نظام انتخابي باقتراع غير مباشر وإجرائها في موعدها.

ويأتي هذا بسبب غياب حكومة رسمية في الصومال تنفذ ما تم الاتفاق عليه حول الانتخابات وعدم وجود ضمانات دولية تلزم على جميع الأطراف تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه في المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد.

قطع الطريق أمام فرماجو

وشهدت مقديشو حركة سياسية استثنائية حيث طغت الاجتماعات الصومالية – الصومالية على المشهد، إذ اجتمع رئيس ولاية بونتلاند سعيد عبد الله دني مع قيادات أحزاب المعارضة الكبرى بينهم زعيم حزب ودجر عبدالرحمن عبدالشكور، والرئيس الصومالي السابق حسن شيخ محمود نائب رئيس منتدى الأحزاب المعارض الذي يضم 6 أحزاب معارضة.

 وأوضحت بيانات صادرة عن الجهات المختلفة، أن الاجتماع ناقش قطع الطريق أمام فرماجو الذي يراوغ عن خوض غمار حوار سياسي جدي يفضي إلى إجراء الانتخابات الصومالية في موعدها.

اصطياد في الماء العكر 

وفي خطوة مفاجئة، التقى رجل قطر ومدير الاستخبارات الصومالي فهد الياسين، يوم الأربعاء، مع رئيس ولاية جوبلاند، الذي أفشل في الفترة الماضية كل مخططات فرماجو الرامية إلى هيمنة مفاصل الحكم بالولاية التي جرت في أغسطس/آب من عام 2019.

ويرى مراقبون أن رجل قطر يريد من وراء هذه الخطوة الاصطياد في الماء العكر وخلق شكوك بين القوى المعارضة لإحداث شرخ في صفوفها.

وأكدوا أن ذلك يأتي لإنقاذ فرماجو من التصادم المباشر مع المجتمع الدولي الذي بدأ يستلم مفاتيح اللعبة السياسية في الصومال بعدما أفسد فرماجو الثقة التي كانت تزرعها الأطراف الدولية في العقدين الماضيين.

رعاية أمريكية

والتقى سفير واشنطن في مقديشو دونالد يماموتو، الرئيس الصومالي السابق حسن شيخ محمود بمقر السفارة الأمريكية، وناقش معه قضايا مختلفة تتعلق بإدارة المرحلة الانتقالية وإجراء انتخابات توافقية على موعدها في البلاد.

وأكدت مصادر دبلوماسية في مقديشو أن السفير الأمريكي سيرعى هذه الجولة من المفاوضات بين فرماجو ورئيسا جوبلاند وبونتلاند حيث سيراقب في الأيام المقبلة اللقاءات والجهود الصومالية والدولية الرامية إلى التوصل إلى اتفاق بشأن نظام الانتخابات.

وأشارت المصادر إلى أن جوبلاند وبونتلاند طلبتا من السفارة الأمريكية رعاية محادثاتهما مع فرماجو في ظل غياب حكومة رسمية قادرة دستوريا على تحمل مسؤوليتها تجاه تنفيذ الاتفاقيات السياسية للحد من تلاعب الرئيس الصومالي بالوقت لتمديد فترة حكمه بعد فشل أطماعه في التمديد المباشر.

غموض في أجندة المحادثات

وتنتظر الأوساط السياسية والإعلامية في الصومال إعلان أجندة المفاوضات بين فرماجو من جهة وأحمد مدوبي وسعيد دني من جهة أخرى، كما تدور تساؤلات حول المناقشات، فهل تبدأ من المربع الأول أم سيلجأ الطرفان إلى بلورة مخرجات مؤتمر طوسمريب 3 للتوصل إلى رؤية مشتركة؟.

ويرجح المحللون أنه من غير المقبول بالنسبة للولايات الصومالية الأخرى “هيرشبيلي وغلمدغ وجنوب غرب الصومال” بلورة أية رؤية سياسية أخرى موازية لنتائج مؤتمر “طوسمريب 3”.

ويفسر المتابعون في الشأن السياسي الصومالي أن ذلك يؤدي للقضاء على نتائج المؤتمر، ويوصون ببناء أي حوار سياسي على مخرجات مسار طوسمريب، ومن ثم النقاش على البنود التي تخالف وجهة نظر الولايتين والتوصل لحل وسط نظرا لمحدودية الوقت وكلفة التوصل إلى التفاهمات السابقة للمؤتمر.

وفي 25 يوليو/تموز الماضي، أطاح فرماجو برئيس الوزراء السابق حسن علي خيري، بتواطؤ مع محمد مرسل شيخ عبدالرحمن، رئيس مجلس الشعب الصومالي (الغرفة السفلى للبرلمان الفيدرالي)، في خطوة مفاجئة وغير قانونية.

وبعد نحو قرابة شهرين من المفاوضات الشاقة بين الأطراف السياسية الصومالية في مدينة طوسمريب عاصمة ولاية غلمدغ (وسط الصومال) انتهت ببلورة رؤية “منقوصة” للخروج من المأزق السياسي الناجم عن الخلافات حول الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في البلاد نهاية العام الجاري ومطلع العام المقبل.

لكن الولايات الصومالية قلبت الطاولة على فرماجو، وفرضت نظام الاقتراع غير المباشر (بنظام 4.5 العشائري) في الانتخابات المقبلة الذي يرفضه فرماجو بسبب أطماعه في التمديد لمدة عامين وتأجيل الانتخابات ريثما تستمر وصاية قطر على الصومال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق