حثت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، القادة في الصومال على إعطاء الأولوية للتنفيذ الكامل للاتفاق الانتخابي، وإنشاء آلية ملموسة للعمل على جعل حصة مشاركة المرأة البالغة 30 في المائة واقعا ملموسا، وتعزيز الجهود لحماية المرأة من العنف.
وأكدت نائبة الأمين العام محمد، في إحاطة لمجلس الأمن أمس (28 أيلول/سبتمبر) حول رحلتها الأخيرة إلى الصومال، أن “الصوماليين لا يستطيعون دفع بلادهم إلى الأمام وبناء مؤسسات موثوقة وإجراء انتخابات من دون مشاركة المرأة على قدم المساواة. سترسي الانتخابات الشاملة الأسس لبلد مرن ومستدام وشامل”.
وفي حديثها عن النساء اللاتي قابلتهن في رحلتها، قالت السيدة محمد: “النساء أنفسهن تحدثن عن العقبات المستمرة. واللواتي يكافحن من أجل مواجهة الوصول إلى الدعم المالي لإجراء الحملات، يفتقرن أيضا إلى الشبكات السياسية والصلات مع أقرانهن الذكور”.
بيئة سياسية غير مواتية
وتابعت نائبة الأمين العام قائلة إن “البيئة السياسية بشكل عام لا تساعد على تمثيل النساء والعديد من القادة الذكور يواصلون الترويج للمرشحين الذكور”، مضيفة أن “هذه التحديات تتفاقم بسبب العنف والتمييز.
وقد أفادت النساء في بعض الولايات بأن المرشحات غير قادرات على إدارة مكاتب الحملة الانتخابية، وهي طريقة بسيطة وفعالة لمنعهن من الانتخاب.
تمثيل المرأة قضية حقوق إنسان
وتحدثت السيدة شكرية ديني، المؤسسة المشاركة والمديرة التنفيذية في مركز دراسات المرأة الصومالية، إلى أعضاء مجلس الأمن عبر تقنية الفيديو.
وأشارت في كلمتها إلى أن “تمثيل المرأة في العمليات السياسية هو قضية من حقوق الإنسان، قضية عدالة، قضية أمنية، قضية سلام، وقضية ديمقراطية”.
وتابعت ديني قائلة إن التحديات التي تواجهها النساء في مجتمعنا تحتاج إلى المزيد من أصوات النساء والقيادات التي يمكن أن تخاطبهن.
“نحن بحاجة إلى المزيد من القيادات النسائية التي ستعالج تلك الحواجز التي تواجه المرأة”، مؤكدة أن “مشاركة المرأة في العمليات السياسية والانتخابية تعد أمرا بالغ الأهمية في إعادة بناء صومال تحولي سلمي وشامل”.
كما شددت على أن “العملية الانتخابية الجارية توفر فرصة لتحسين أدوار المرأة وتمثيلها ومشاركتها في السياسة”.
وأوضحت الناشطة الصومالية أنه من المهم إجراء انتخابات شاملة، قائلة إن “تمثيل المرأة ومشاركتها في الانتخابات والعملية السياسية أمران مهمان جدا لإنشاء مجتمع شامل، وزيادة تأثير المرأة في صنع القرار بشأن جدول أعمال معين وتخصيص الموارد”.
منع الإفلات من العقاب عن جرائم العنف الجنسي
قبل اجتماع مجلس الأمن، تحدثت السفيرة الأيرلندية جيرالدين بيرن ناسون للصحفيين، قائلة “ما هو ملح الآن هو تحديد سبل ملموسة لترجمة الالتزام إلى ممارسة وأفعال ملموسة”.
وأكدت السفيرة الأيرلندية أنه “من الأهمية بمكان أن تستمر الانتخابات دون مزيد من التأخير. يحتاج شعب الصومال إلى إسماع أصواتهم”.
وأضافت: “نحتاج أيضا إلى إجراءات فورية لمنع الإفلات من العقاب والتصدي له ومنعه على المستويات المروعة من العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الذي تعاني منه النساء والفتيات الصوماليات. سيكون ضمان مشاركة المرشحات بأمان في السياسة دون خوف من العنف أو الترهيب مفتاحا لإحراز تقدم”.