تدخل الأزمة السياسية الناجمة عن اختفاء الضابطة في جهاز الأمن والمخابرات إكرام تهليل أسبوعها الثاني مع تصاعد الخلافات ببن الرئيس الصومالي محمد عبدالله محمد فرماجو المنتهية ولايته الدستورية، وبين رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال محمد حسين روبلي، ويتبادل الطرفان مراسيم وبيانات متضادة.
وانهارت عدة مفاوضات بين الطرفين بمبادرة من رئيسي ولاية غلمذغ أحمد قور قور، وولاية جنوب الغرب عبد العزيز لفتاغرين وأعضاء آخرين في الحكومة.
وكانت آخر تلك المراسيم المتضادة إصدار الرئيس محمد عبدالله محمد فرماجو المنتهية ولايته الدستورية مساء امس مرسوما يقضي بتعيين لجنة تقوم بالتحقيق في قضية إكرام تهليل فارح تشمل المدعي العام للدولة، ومدعي عام محكمة القوات المسلحة، وثلاثة أعضاء من الجيش والشرطة وجهاز المخابرات.
ورفض أهالي إكرام تهليل هذه الخطوة، واعتبروها مناورة جديدة للرئيس فرماجو للتغطية على الجريمة وطمس آثار منفذيها إثر إدانتهم الصريحة لمدير الجهاز المقال فهد ياسين ومساعده عبد الله كلني.
وقال نائب مدير معهد “هيرتيج” للدراسات السياسية مرسل محمد سني وهو يعلق على انهيار المحادثات:”من المؤسف أن مجموعة من منظومة واحدة تقطن في منطقة لا تتجاوز خمسائة متر لا تفهم بعضها بعضا في إدارة الدولة، وهو أمر محبط”.
وكرر سني أن هذه الأزمة قد تلقي بظلالها على سير الانتخابات التي شابتها كثير من الخلافات على مدى العامين الماضيين، ويجب على الصوماليين حل مشاكلهم بأنفسهم دون تدخل خارجي.
ويرى سني أنه إذا فشلت جهود المجتمع الدولي والوسطاء، فقد يتصاعد الوضع إلى حرب شاملة لكون الخلاف يكمن في الصلاحيات وفي شأن جهاز الأمن والمخابرات.
ويرى مراقبون صوماليون أن المرسوم الصادر من الرئيس فرماجو بتشكيل لجنة تحقيق رغم وجود لجنة تحقيق شكلها رئيس الوزراء قد يدخل قضية إكرام تهليل في متاهات سياسية ويعرقل سير العدالة لها.
وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري اتهم رئيس الوزراء روبلي الرئيس فرماجو بإصدار مراسيم رئاسية من شأنها عرقلة سير الانتخابات وزعزعة الاستقرار في البلاد، مؤكدا استكمال التحقيق في قضية اختفاء إكرام تهليل فارح، وتحقيق العدالة فيها.
وعبر روبلي عن أسفه من أن يتم تسييس حقوق المواطنين الصوماليين وهي ممارسة خطيرة في استقرار البلاد ينبغي أن يبتعد عنها كل طامح في ذلك.
واختفت إكرام تهليل فارح (24 عاما) الخبيرة الإلكترونية في جهاز المخابرات والأمن الوطني الصومالي بعد اقتيادها من قبل عملاء محسوبين على جهاز الأمن بالقرب من منزلها في مقديشو في 26 يونيو الماضي.
ونفت حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة في بيان صادر عنها مطلع الشهر الجاري إعلان جهاز الأمن الوطني الصومالي أن الحركة كانت وراء اختطاف وقتل إكرام تهليل.