الصومال اليوم

أزمة دستورية جديدة في الصومال

أزمة جديدة تعكر صفو العلاقات بين رئيس الوزراء الحالي السيد روبلي والرئيس المنتهية ولايته فرماجو بسبب إقالة مدير المخابرات الصومالية السيد فهد ياسين من قبل رئيس الوزراء. 

ساعات حرجة مرت بها الإدارة الصومالية في مقديشو، فخلال الأيام الماضية خرج تصريح من قبل السيد فهد ياسين بشأن اختفاء الضابطة السابقة ومديرة شعبة الأمن السيبراني في الجهاز يتهم فيها حركة الشباب بمقتل الضابطة اكران تهليل. 

بينما تنكر الحركة الإرهابية وقوفها خلف تلك الجريمة، ولا تتوانى الحركة في تبني عمليات الاغتيال والتفجيرات في الصومال عادة، لكنها نفت أي صلة بينها وبين الحادثة. 

وأدى ذلك الى إمهال مدير المخابرات السابق فهد ياسين 48 ساعة للكشف عن ملابسات القضية وإعداد تقرير مفصل لرئيس للوزراء. 

السيد فهد ياسين طلب من رئيس الجمهورية فرماجو عقد اجتماع موسع لإدارات الأمن والمخابرات ورؤساء الأقاليم الفيدرالية وشخصيات سياسية أخرى للبث في تفاصيل القضية وعرضها عليهم بشكل مفصل. 

الخطوة السابقة فُسِّرت من قبل رئيس للوزراء على أنها مناورة سياسية وتهرب من كشف الحقيقة بشأن الجهة المسؤولة عن مقتل أكران تهليل. 

وفي صبيحة يوم الأحد الماضي تمت إقالة فهد ياسين من منصبة وتعيين الفريق بشير محمد جامع مديرا لجهاز المخابرات الصومالي بالوكالة. 

بالإضافة الى ذلك طلب السيد روبلي من المدعي العام الصومالي السيد سليمان محمد بفتح تحقيق مستقل للكشف عن حيثيات وغموض حادثة مقتل الضابطة اكران رسميا وعرض نتائج التحقيق على المحاكم المتخصصة في الدولة. 

ويعتبر السيد فهد ياسين مقربا من رئيس الحالي، ويرى مراقبون أن هذا يعود الى تلقي السيد فرماجو دعما وتشجيعا من فهد ياسين خلال حملته الانتخابية عام 2017 م. 

ويثار نقاش قانوني في الصومال بشأن صلاحيات رئيس الوزراء ورئيس الدولة، حيث لا يفصل الدستور المؤقت في البلاد بينهما في المهام والصلاحيات بشكل دقيق، مما قد يؤدي الى أزمات دستورية خانقة تنسف جهود المصالحة والسير بسلالة لإقامة الانتخابات المقبلة. 

وخرجت تكهنات عن أسباب اختفاء السيدة اكران تهليل ثم الإعلان عن مقتلها بشكل مفاجئ من قبل السيد فهد ياسين، من بينها أنه كانت في حوزتها تقارير استخبارية مفصلة عن أسماء وهويات المجندين الصوماليين الذين أرسلوا الى إريتريا لتلقي تدريبات عسكرية هناك، لينتهي المطاف بهم عالقين في ساحات الحرب الأثيوبية في إقليم تيغراي ويقدر عددهم بــ 5000 آلاف مجند. 

رد الرئيس فرماجو كان سريعا حيث ألغى قرار روبلي ووجه فهد ياسين بالاستمرار في عمله، وهو ما فجر ازمة سياسية جديدة وينتظر الجميع ما ستؤول إليه الأوضاع في الصومال بترقب حذر. 

وتدخل بذلك قضية موظفة الاستخبارات التي أعلن جهاز المخابرات مقتلها على يد حركة الشباب في بيان غامض، ساحة جديدة للصراع بين فرماجو وروبلي فيما محاولة على ما يبدو لإنقاذ ياسين من المسائلة القضائية في قضية مقتل إكرام. 

وكلف فرماجو جهاز الأمن القومي والاستخبارات بتقديم التقرير المنتظر بشأن الموظفة المفقودة إلى مجلس الأمن القومي في وقت انعقاد الاجتماع الأول للمجلس دون تحديد موعد. 

وكانت الأحداث قد تسارعت في الصومال منذ أن أعلن جهاز المخابرات الخميس الماضي أن موظفته إكرام فارح قتلت على يد ” الشباب” بعد تسليمها من جهة لم يسمها للحركة التي نفت بدورها هذا الاتهام. 

ويقود روبلي البلاد بموجب اتفاق مع المعارضة بعد انتهاء ولاية فرماجو رسميا أوائل العام الجاري، لإجراء انتخابات عامة في البلد الأفريقي الذي يكافح الإرهاب. 

Exit mobile version