حضور قوي لشبح “كورونا” في الصومال بالتزامن مع عام دراسي جديد
عادت الحياة إلى مدارس الصومال، بعد نحو أربعة أشهر من إغلاقها، منعا لانتشار فيروس “كورونا”، وللحفاظ على صحة الطلاب، بقرار من وزارة التربية والتعليم العالي.
قرار بدء العام الدراسي الجديد ترافقه تحديات وإجراءات وقائية صارمة لمحاصرة الجائحة، حتى لا يتوقف التعليم في البلد العربي.
وأعلنت الوزارة، منتصف أغسطس/آب، بدء العام الدراسي الجديد في جميع مدارس البلاد، مع حزمة من الإجراءات الوقائية، لضمان سلامة طاقم التدريس والطلاب.
ويقدر عدد مدارس الصومال بنحو 981 مدرسة، فيما يتراوح عدد الطلاب مابين 200 ألف و220 ألف طالب وطالبة.
وجاء بدء العام الدراسي الجديد في وقت تراجع فيه الفيروس، حيث لم يسجل الصومال أية إصابة لمدة أسبوع.
وأصاب الفيروس في الصومال 3 آلاف و269 شخصا، بينهم 93 حالة وفاة وألفان و443 حالة تعاف.
** عودة آمنة
قال حسن إسحاق حسن، مدير مدارس “المعاصر” (خاصة)، إن “الوضع التعليمي في العام الدراسي الجديد مختلف تماما، فهناك مراعاة صحية يجب إتباعها بحذر داخل المدارس، خوفا من تفشي فيروس كورونا داخل حرم المؤسسات التعليمية”.
وأضاف: لضمان صحة الطلاب، فإن مؤسسة مدارس المعاصر أخذت في تطبيق حزمة من الإجراءات الاحترازية بإرشادات من وزارة التربية والتعليم، تتمثل في تقليص عدد الطلاب في الفصول الدراسية من 25 إلى 12 طالبا، لتطبيق مسافة التباعد الاجتماعي بينهم”.
وتابع: رغم عدم توفر الكمامات، إلا أن المدرسة اعتمدت على الوسائل الوقائية الأخرى، كتعقيم فصول المدرسة وساحاتها وتوفير الأدوات اللازمة للنظافة، إلى جانب وقف الاستراحات بين الحصص، منعا للتزاحم وضمان عودة آمنة في المرحلة التعليمية الجديدة”.
** أدوات وقائية
ولتحقيق انسجام بين عملية التعليم والجهود الصحية، أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي تحمل مسؤولية توفير كافة الإمكانيات اللازمة للوقاية من “كورونا” داخل المؤسسات التعليمة، والإشراف على جميع المدارس للتأكد من تنفيذ البروتوكلات الصحية للوزارة.
وقال وزير التربية والتعليم، عبد الله جودح بري، في تصريح صحفي، إن “استئناف العام الدراسي الجديد يتطلب التعاون بين الوزارة والمؤسسات التعليمية لإيجاد نظام تعليمي جديد خالٍ من الأمراض الوبائية التي قد تعيق الدراسة”.
وأردف أن الوزارة ستوفر المواد اللازمة للوقاية من الفيروس لجميع المؤسسات التعليمية من مطّهرات التعقيم وكمامات قماش يمكن للطلاب غسلها وإعادة استخدامها، للحد من تفشي الفيروس.
ورغم إعلان الوزارة توفير كافة المواد اللازمة لمنع انتشار الفيروس، إلا أن الاستعدادات الصحية لبعض المدارس تبدو ضعيفة، حيث لا تتوافر فيها مطّهرات التعقيم ولا الكمامات.
وقال إبراهيم شيخ عبدي، أكاديمي ومشرف تعليمي، للأناضول، إن “الإجراءات الصحية التي اتخذتها المؤسسات التعليمية قد تساهم لحد كبير في منع انتشار الوباء بين الطلاب، في حال تنفيذها بشكل يومي، وبدون تقصير”.
وحذر عبدي من أن الاستهانة بهذه الإجراءات قد تتسبب في تحول المدراس إلى بؤر لتفشي المرض.
توعية يومية
جهود التوعية بـ”كورونا” لا تتوقف في مؤسسة مدارس “المعاصر”، فالحصص الدراسية تبدأ وتنتهي بتوعية صحية لرفع وعي الطلاب.
وقال عمر محمود، أستاذ في المرحلة الإعدادية بمدارس “المعاصر”، إن عملية التوعية تتكرر في كل حصة بهدف إشعار الطلاب بخطورة هذا الوباء وأهمية الوقاية منه بإتباع الإجراءات الصحية المتوفرة داخل المدرسة.
وتابع محمود أن جهود التوعية انعكست على تصرفات الطلاب داخل الحرم المدرسي، فالجميع يراعون معايير السلامة الصحية.
لكن وفقا للمشرف التعليمي، إبراهيم عبدي، فإن البقاء في الفصول لمدة أطول من دون استراحة قد يرهق الطلاب ويؤثر سلبا على تحصيلهم التعليمي، وخاصة طلاب المرحلة الأساسية، التي تشكل الأنشطة جزءا كبيرا من مرحلتهم التعليمية.
وقالت تسليمة محمد عبد القادر، طالبة في المرحلة الأساسية، للأناضول: “نحن سعداء في بداية العام الدراسي الجديد، والمدرسة تجمعنا من جديد رغم الالتزامات الصحية التي حالت دون الحصول على حقوقنا في الأنشطة المدرسية”.
وأضافت أن الأنشطة تزودنا بقوة ذهنية ونشاط بدني كبير، وفي ظل غياب الأنشطة صارت المدرسة شيئا جديدا بالنسبة لنا، ندعو الله أن يرفع هذه الجائحة عن بلادنا.